رسائل طمأنة من بكين لأوروبا

الرئيس الصيني في مقال بـ «لو فيجارو»: نسعى لزيادة انفتاحنا على العالم

الرئيس الصيني لدى وصوله باريس
الرئيس الصيني لدى وصوله باريس

كتب الرئيس الصينى شى جين بينج مقالا نشرته صحيفة «لو فيجارو» الفرنسية بعنوان «المضى قدما بالروح التى وجهت إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا، والعمل معا من أجل السلام والتنمية العالميين».

وقال شى فى المقال الذى نشر بالتزامن مع زيارته لباريس إنه سيجلب معه ثلاث رسائل من الصين خلال زيارته لفرنسا.

وأوضح «أن الصين ستعمل مع فرنسا للمضى قدما بالروح التى وجهت إقامة علاقاتهما الدبلوماسية بناء على الإنجازات السابقة، وفتح آفاق جديدة للعلاقات الصينية الفرنسية، وأن الصين ستوسع انفتاحها على العالم وستعمق من التعاون مع فرنسا والدول الأخرى». كما أشار إلى أن الصين ستعزز التواصل والتنسيق مع فرنسا لدعم السلام والاستقرار العالميين.
ووصفت وسائل الإعلام الرسمية الصينية الزيارات الرسمية للرئيس شى بأنها فرص «لفتح فصول جديدة من التضامن والتعاون» مع «ضخ زخم جديد فى علاقات البلاد مع الاتحاد الأوروبي». وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان قبل أيام أن «العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي أظهرت زخما سليما من التقدم المطرد، وهو ما يصب فى مصلحة الجانبين».

وتأتى زيارة شى بعد خمس سنوات من جولته الأوروبية الأخيرة. وقال تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» إنه عندما وطئت قدم شى جين بينج القارة آخر مرة، بدت وجهات النظر الأوروبية تجاه بكين ــ والمشهد الجيوسياسى الأوسع ــ مختلفة بشكل كبير. ففى عام 2019، لم تكن جائحة كوفيد-19 قد خنقت العالم بعد. وكان لا يزال أمام روسيا سنوات قبل أن تشن الحرب ضد أوكرانيا. ولم تكن السيارات الكهربائية الصينية قد غمرت الأسواق الأوروبية بعد. كما أنه - فى إشارة إلى النفوذ الاقتصادى والجيوسياسى للصين فى ذلك الوقت- أصبحت إيطاليا أول دولة من مجموعة السبع تنضم إلى مبادرة الحزام والطريق.

لكن المواقف الأوروبية تجاه الصين قد توترت بعد ذلك بشكل كبير بسبب الانقسامات التجارية العميقة والإحباطات بشأن التعاون الاقتصادى والعسكرى الموسع بين بكين وموسكو فى أعقاب اندلاع حرب أوكرانيا.

ومع رحلة شى التى استهلها بزيارة فرنسا قبل صربيا والمجر ــ يأمل الزعيم الصينى فى إصلاح العلاقات مع القارة العجوز.

وتأتى زيارة الزعيم الصينى بعد أسابيع من التوترات المتصاعدة حيث اتخذ المسئولون الأوروبيون إجراءاتٍ صارمة ضد التجسس المزعوم، وهدد الاتحاد الأوروبى بإطلاق العنان لرسوم جمركية جديدة على الممارسات التجارية المثيرة للجدل لبكين. وتبنت بروكسل أيضاً موقفاً تجارياً تصادمياً متزايداً تجاه الصين، مع سلسلة من التحقيقات فى الدعم الصينى الضخم للسيارات الكهربائية، وتوربينات الرياح، والألواح الشمسية، فضلاً عن شراء بكين للأجهزة الطبية.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الشهر الماضي: «نحن نحب المنافسة العادلة.. ما لا نحبه هو عندما تغمر الصين السوق بالسيارات الإلكترونية المدعومة بشكل كبير».

وتوقيت كل محطة رمزى أيضًا، اذ يصادف عام 2024 الذكرى الستين للعلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا، فضلاً عن الذكرى الخامسة والسبعين لعلاقات بكين الدبلوماسية مع المجر. وفى صربيا، من المتوقع أن تتزامن زيارة شى إلى بلجراد مع الذكرى السنوية الخامسة والعشرين للقصف الأمريكى للسفارة الصينية فى المدينة. وأدى التفجير، الذى وقع وسط قصف الناتو ليوغوسلافيا عام 1999 والذى تؤكد واشنطن أنه كان عرضيًا، إلى مقتل ثلاثة صحفيين صينيين وأثار عاصفة دبلوماسية بين بكين وواشنطن.