«نيودلهي» من مدينة قديمة إلى عاصمة عالمية تستضيف قمة العشرين

نيودلهي - صورة موضوعية
نيودلهي - صورة موضوعية

تُعد استضافة الهند للقمة الـ18 لمجموعة العشرين في العاصمة نيودلهي خطوة هامة للبلاد لإظهار قدرتها على استضافة الأحداث الكبرى على المستوى العالمي، ولإبراز تُراثها الثقافي والتاريخي العريق الذي يعود إلى القرون القديمة، وهذا التنوع الثقافي الغني يعكس تأثيره على البلاد، ولطالما كانت نيودلهي موطنًا للعديد من الحضارات على مر العصور.

وتنشر «بوابة أخبار اليوم» في ذلك التقرير، محطات بارزة لتاريخ العاصمة الهندية نيودلهي التي تستضيف قمة مجموعة العشرين لعام 2023.


نيودلهي.. مدينة تجمع بين التاريخ والثقافة في قلب الهند

من المعالم التاريخية التي تجذب الزوار إلى نيودلهي هو القصر الرئاسي ومعبد لوتس المعروف بتصميمه الفريد والجميل، وأيضًا بوابة الهند الشهيرة، وجامعة جاميا مسجد، ومتحف الفن الوطني وغيرهم كثير، وهذه المعالم تشكل مزيجًا فريدًا من العمارة الكلاسيكية والتصاميم الحديثة، مما يمنح المدينة طابعًا خاصًا وساحرًا، لتستقطب العديد من السياح حول العالم إلى أرجائها لاستكشاف جمالها والعراقة التاريخية.

وليس فقط التاريخ العريق هو ما يميز نيودلهي، بل أيضًا الثقافة المتنوعة والفنون المتميزة التي تعمُّ في شوارعها، وبعض الجوانب الرئيسية التي تتألق بها المدينة هي الأعياد والمهرجانات الدينية والثقافية، ومن أشهرها عيد ديوالي وهولي وعيد النيوز وعيد الراكشا باندان، بالإضافة إلى الموسيقى الهندية مثل الكلاسيكية والبوب، وهناك أيضًا العديد من الأشكال المتنوعة للرقص مثل الباليه الهندي.

والطعام في نيودلهي، يجمع بين التقاليد الهندية والتنوع الثقافي، وتعتبر تجربة لا مثيل لها، ومن أشهر المأكولات اللذيذة في المدينة، الرجمن وهي وجبة نباتية تتميز بتوابلها الخاصة وتقدم مع الأرز، وطبق الـ بهاراتا النباتي، وأكلة بوتي كي شات الشهية، وغيرهم من الأكلات التي تعبر عن الثقافة والتنوع الاجتماعي في المدينة، لتعد تجربة تذوق الأطعمة في مدينة نيودلهي جزءًا لا يتجزأ من زيارتها.

أما جانب الرياضة في المدينة، فالكثير من السكان يفضلون الألعاب الشعبية مثل الكريكيت والهوكي والكرة الطائرة، ويتحدث معظم السكان في نيودلهي اللغة الهندية بشكل رئيسي، ولكن هناك أيضًا العديد من اللغات الإقليمية المتحدثة بشكل شائع، مما يجعلها مدينة متعددة اللغات.


من "ديلهي" القديمة إلى "نيودلهي" مرحلة العصر الحديث

مرت العاصمة الهندية بالعديد من الأسماء عبر التاريخ، وكانت أول أسمائها في القرن الرابع قبل الميلاد، وعرفت كمستوطنة هندية صغير بإسم "إندرابراستا"، وبعدها سميت "ديهلي"، إلى أن وصلت لإسم "نيودلهي" سنة 1999، نسبةً إلى "ديلهي" القديمة، وذلك لتحسين الإدارة الاستعمارية للبلاد، وبدأ تطويرها كعاصمة حديثة ومنطقة إدارية مركزية، وتم تصميمها بناءً على مخططات معمارية مبتكرة ومذهلة، ليصبح هذا الإسم الجديد "نيودلهي" كمرحلة فارقة في تاريخ الهند والتطور الذي خرجت به البلاد نحو العصر الحديث.


مجمع قصر راشتراباتي.. رمزًا للفعاليات السياسية 

وبجانب تاريخ المدينة العريق، تُعتبر نيودلهي مركزًا حضاريًا وحيوي للحكومة الهندية ومقر البرلمان الوطني، وتحتضن المدينة مقر إقامة رئيس الهند، وهو مجمع "قصر راشتراباتي" ويتميز المبنى بتصميمه المعماري الرائع، ويضم القصر المبنِى الرئيسي والحدائق ذات المساحات الكبيرة حول القصر، وهذا المجمع يُعتبر مكانًا للفعاليات الرسمية.

لتُعد مدينة نيودلهي واحدة من أبرز المدن في الهند وواحدة من أكبر المدن في العالم من حيث عدد السكان، وتقع في شمال الهند، وتلعب دورًا حاسمًا في حياة البلاد السياسية والثقافية.

وتعتبر الهند واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم من حيث حجم الناتج المحلي الإجمالي، ووجود اقتصاد كبير يعني أن لديها دور بارز في قضايا الاقتصاد العالمي والتجارة، والهند دولة ذات تأثير إقليمي ودولي متزايد، واستضافتها للقمة تعكس دورها المتنامي في تشكيل القرارات العالمية، وهذا يجعلها شريكًا استراتيجيًا مهمًا لمجموعة العشرين.