تقوى الله

لكل أجل كتاب

جلال السيد
جلال السيد

الابتلاء سنة من سنن الله لعباده وقد قال الله تعالى: «الَّذِى خَلَقَ المَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً» والموت ليس عقابًا من الله لأحد خلقه ولكنه كتب لكل إنسان عمرًا وحدد موعد مولده وهل هو شقى أم سعيد وفى أى أرض سيموت وأصبح الموت حقيقة مؤكدة لأى إنسان لايوجد وقت محدد يعرفه الإنسان صغيرًا كان أم كبيرًا إنما لكل أجل كتاب..

ويظن بعض البشر أن الموت مقصود به الانسان الكبير فى العمر ولكن تأكد للجميع أنه لايفرق بين صغير وكبير.. وفى الآونة الأخيرة لاحظ البشر أن موت الغفلة أصبح منتشرا ولا يفرق بين كبير وصغير وأنه قد يكون من ضحاياه شباب فى عمر الزهور ونجد أن بعض البشر يستقبلون خبر موت الغفلة بكلمة «إزاى ده صغير..

أو إزاى ده كانت صحته جيدة. ورغم هذا أصبح موت الغفلة متداولا بصورة واسعة وكثر الحديث هل موت الغفلة هو انتقام إلهى أو غضب من الله أو علامة من علامات سوء الخاتمة وقد اهتم الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف بشرح وتصحيح الأمور حينما قال إن موت الغفلة مهمته تنبيه الأحياء أن أولئك الذين هم على قيد الحياة وينسون الموت ويغفلون عن اعمال الخير بل أنهم يتجاهلون سيرة الموت أصلا  وحينما يسمعون بخبر موت أحدهم فجأة فإنه يضع الحقيقة أمامهم ويذكرهم بأن الموت يأتى فى أى لحظة دون استئذان ولا يفرق بين كبير أو صغير فلكل أجل كتاب وهو شىء خلقه الله سبحانه وتعالى لتنبيه الأحياء وليس للانتقام من الأموات وأن من مات مات والحى هو المكلف بأن يقوم بتغسيله وتكفينه والصلاة عليه حتى دفنه..

لهذا فإن موت الغفلة أو الفجاءة يخاطب الأحياء وينذرهم بأن من الممكن فى لحظة لا تخرج أنفاسه أولا تدخل أنفاسه للداخل وأن الموت بأنواعه بمثابة تنبيه للكل أن الموت حقيقة وكفى بالموت واعظا وإن رحلة الحياة كما بدأت لها نهاية والفائز هو من يلتزم بتعاليم الله ويؤدى فرائضه وأن يكون مستعدًا لآخرته. فالموت هو الحقيقة التى نراها كل يوم.