قتلت 7 وحاولت قتل 6 آخرين.. رابع امرأة تحصل على أقصى عقوبة فى بريطانيا

الممرضة لوسي ليتبي
الممرضة لوسي ليتبي

  ملاك رحمة تولت مهمة استقبال المواليد ورعايتهم منذ اللحظات الاولى لولادتهم، تسترت وراء وجهها الملائكي وملامحها الهادئة؛ لترتكب أبشع الجرائم وتصبح ضمن قائمة أخطر القتلة المتسلسلين في بريطانيا، تولت الممرضة لوسي ليتبي مهمة إنهاء حياة الاطفال الرضع في اسرع وقت ممكن وبطرق متنوعة لتضمن خروج الام من المستشفى دون طفلها الوليد، بدأت الادلة تنكشف واحدا وراء الآخر ليصبح العامل المشترك وراء وفاة المواليد هو وجود الممرضة الغامضة لوسي ليتبي في المستشفى دون أن ينكشف الدافع الحقيقي وراء جرائمها حتى الآن.

مثلت لوسي -33 عاما - امام محكمة مانشستر كراون منذ ايام قليلة؛ لتتلقى اقصى عقوبة بالسجن مدى الحياة، وهى عقوبة لم تحصل عليها سوى ثلاث نساء فقط في بريطانيا بأكملها وهن ميرا هيندلي، وروز ويست، وجوانا دينيهي، حصلت لوسي ليتبي على حكم بالسجن مدى الحياة دون أي أمل في إطلاق سراحها على الإطلاق حيث تُصنف ضمن أسوأ القتلة في بريطانيا بعد مقتل سبعة أطفال ومحاولة حاول قتل ستة آخرين أثناء عملها في وحدة الأطفال حديثي الولادة في مستشفى كونتيسة تشيستر بين عامي 2015-2016 بالإضافة الى سجل مليئ بوفاة الاطفال الرضع وغموض مصيرهم.

طرق القتل

استعادت الصحف الاحداث المأساوية التي وقعت احداثها خلال فترة عمل لوسي التي نجحت في إبعاد الشكوك والشبهات عنها منذ تأهلها للعمل كممرضة أطفال في جامعة تشيستر في عام 2011، وبدأت العمل في وحدة حديثي الولادة في مستشفى الاثرياء الشهيرة كونتيس تشيستر؛ لتكشف سجلات المستشفى مقتل ثماني أطفال بقسم التوليد والرعاية خلال فترة عملها، استبعدت التحقيقات لوسي في البداية لولا اكتشاف وفيات آخرين تصل اعدادهم إلى 17 طفلا رضيعا عملت لوسي على رعايتهم في مستشفى سابقة كانت تتعامل معها الشرطة كحوادث عارضة إلا أن رصيد لوسي أو كوارثها من الجرائم ازداد ثقلا بعد حصر أعداد الضحايا من المواليد بالإضافة إلى توالي شكوك وشهادات زملائها.

استخدمت ليتبي عدة أساليب لقتل الضحايا بطرق متنوعة أو إصابتهم بجروح خطيرة عبر الاعتداءات الجسدية عليهم  أو حقن الهواء في مجرى الدم أوالإفراط في تغذيتهم، وكذلك إجبار الهواء على الدخول إلى معدتهم، ونجا طفلان من محاولة تسميمهما بالأنسولين ويعانيان الآن من إعاقات خطيرة طوال حياتهما، وفي بعض الأحيان كان الآباء يدخلون على الممرضة اثناء محاولتها قتل الاطفال دون إدراك حقيقة ما يحدث، ويصف بعض الآباء المتضررين مدى معاناتهم النفسية التي تسببت فيها الممرضة القاتلة لتجعلهم يرغبون في إنهاء حياتهم بسبب إلقاء اللوم الدائم على أنفسهم للمشاركة في وفاة أطفالهم دون علمهم، وكشف الادعاء أنها استهدفت التوائم دون قلق وفي إحدى الحالات حاولت قتل ثلاثة توائم نجا احدهم وتوفى اثنين، وبعد قتلها الأطفال الرضع اعتادت لوسي البحث عن عائلات الضحايا على وسائل التواصل الاجتماعي، وإرسال كلمات تعازي وتعاطف في يوم جنازة طفلهم.

البلاغ الاول

تلقت الشرطة البلاغ الاول بعد اشتباه الدكتور رافي جايارام، وهو طبيب أطفال استشاري في مستشفى كونتيس تشيستر، ارتاب جايارام في امر لوسي التي ظهرت كممرضة مرفهة لديها اسلوب حياة ثري؛ حيث كانت مولعة بالسكن فى المنازل الفارهة والسهر وارتياد الملاهي الليلية برفقة أصدقاء كثيرين يرافقونها في الرحلات ودروس الرقص والسهرات دون أى شكوك نحو حقيقتها، وانتابت الشكوك الطبيب جايارام وتأكد من الامر في النهاية حين دخل على الممرضة التي تعتني بطفل رضيع في إحدى السهرات ليكتشف خلع  أنبوب التنفس الخاص بالطفل وهو أمر لا يمكن القيام به إلا يدويًا وهنا تلقت الشرطة البلاغ الاول لتتوالى التحقيقات والادلة حيث اكدت شرطة شيشاير أنها تحقق حول مدى تورط  لوسي في حوادث وفاة الاطفال على مدار خمس سنوات عملت بها في مستشفى كونتيسة تشيستر ومستشفى ليفربول للنساء حيث يتم مراجعة سجلات رعاية حوالي 4000 طفل في المستشفيين.

تحليل المحكمة

استمرت محاكمة لوسي ليتبي 30 اسبوعًا استمعت خلالها هيئة المحلفين إلى 300 شاهد وعرضت الادلة حول اسرار لوسي؛ لتكشف الشرطة انها استخدمت رمزًا سريًا لتسجيل تواريخ جرائمها المروعة في مذكرات وملحوظات معلقة على الحائط كانت تحتفظ بها في غرفة نومها وهو ما اكده المحقق المفتش روب وودز؛ ليشير إلى إن قاتلة الأطفال تركت وراءها عشرات من الملاحظات وقصاصات الورق في منزلها في شيشاير تكفي لإدانتها بأقصى عقوبة، وبالفعل انتهت محاكمة لوسي بسبع أحكام إدانة بتهمة القتل، وستة أحكام بتهمة الشروع في القتل بينما لم تتوصل هيئة المحلفين إلى أحكام بشأن ست تهم أخرى بالشروع في القتل  المدعين.

تناولت هيئة المحلفين نظريات حول الدافع وراء جرائمها ليشير المدعي العام إلى رغبتها النفسية في الاستمتاع بالتحكم في أرواح الابرياء بينما اشارت هيئة المحلفين الى إن لوسي ليتبي سعت إلى جذب انتباه الآخرين وإثارة القلق طوال الوقت في اماكن عملها لإشباع رغباتها الانتقامية من ابرياء ضعفاء، وبعد النطق بالحكم وصف القاضي المتهمة بالكاذبة الماكرة التي تعارضت تصرفاتها مع الغرائز الإنسانية الطبيعية وانتهكت الثقة التي يضعها الابرياء فيها لتتعمد إيذاءهم بنية قتلهم دون إثارة الشكوك لتشن حملة قاسية لقتل الأطفال شملت أصغرهم عبر حقد عميق يقترب من السادية مع الاصرار على انكار افعالها ببرود دون ندم. 

اقرأ أيضًا : بريطانيا.. «الممرضة السفّاحة» تنفي «أسوأ» تهمة: عملي كان حياتي

;