حريات

سادية الإنسان على الحيوان

رفعت رشاد
رفعت رشاد

يتعامل الحيوان مع مثيله من خلال الفطرة والغريزة التى خلقه الله عليها، فالمفترس منها يدبر طعامه من خلال افتراسه حيوانا لكنه لا يأكل ما يزيد على حاجته ولا يأخذ معه بقية فريسته ليخبئها لحين يجوع مرة أخرى.

القطط تطارد الفئران ومن قبل كانت تفترسها لكن فى زمننا هذا صار القط والفأر فى حالة سلم فتجدهما يلتقيان فلا يتطاردان. ربما تعادى الكلاب القطط وتتنمر بها حتى لو لن تفترسها  فالكلاب لا تأكل القطط. وهكذا تتعامل الحيوانات من خلال منظومة محددة لها من قبل الخالق ولا تتجاوزها إلا فى حالات شاذة ومستثناة. 

أما الإنسان فهو يتعامل بسادية وقسوة مع الحيوانات على اختلاف أنواعها لا يفرق بين أحد منها .

وبعدما طور الإنسان أسلحته استغل هذا التطوير فى قتل وتدمير العشيرة الحيوانية فى الغابات ودمر التوازن البيئى والبيولوجى والطبيعى للعالم .

استخدم الأوروبيون البندقية لقتل الفيلة لاستخدام أنيابها فى صنع الحلى فى بلادهم بعد بيعه بأسعار تحقق لهم الثراء . صار المستعمرون مغامرين وأبطالا يسافرون إلى البلاد المحتلة لكى يعودوا أثرياء باغتيالهم الكائنات البريئة التى لا ذنب لها ولا تستطيع الدفاع عن نفسها . 

يلفت الانتباه أن أسبانيا مازالت تبيح مصارعة الثيران وقتلها بقلب بارد داخل استادات كبيرة ويتابع الجمهور بشغف هذا القتل ويشجع بحرارة اللاعب القاتل بينما الثور المسكين لا يملك ما يملكه القاتل من أسلحة وهو محاصر داخل مكان لا يمكنه الهرب منه .

وفى نفس الوقت يعتبرون هذا اللاعب القاتل المسمى الماتادور شخصية قومية وبطلا يضاهى من يؤدون خدمات جليلة فى الفن أو العلم .