إنها مصـر

مصر التى نحلم بها

كرم جبر
كرم جبر

مصر تسابق الزمن لتحقيق حياة كريمة لشعبها، وهى ايضا الرابضة فى ميادين الوعى والتنوير، تحميها قوتها الناعمة من غلواء التطرف والانغلاق، بعد ان حاولوا ضرب تميزها الثقافى والفنى ،وتبحث عن ذاتها وتسترد أمجادها.

كانت نقطة البداية هى تحرير البلاد من الإخوان فى معركة قادها الشعب والجيش والدولة ، فى تلاحم رائع واصطفاف قوى ، بعد ان تصور المتآمرون والطامعون انها فى متناول أيديهم ، فتخلصت منهم ، وتضع امامها خريطة كبيرة لتمتد الى كل شبر يد الخير والتعمير والبناء .

الطريق إلى مصر التى نحلم بها ليس سهلا ، ويبدأ بتوفير لقمة العيش الكريمة لأبنائها، ولقمة العيش ليست فقط الرغيف، ولكن جودة الحياة بكل معانيها وفى صدارتها توفير الغذاء كقضية استراتيجية ملحة، تحتاج جهودا جبارة مزدوجة، للتعامل مع موجات الغلاء العالمى ومواجهة الاستغلال فى الداخل ، وايضا المسكن الذى يحمى الانسان ويحفظ كرامته وخصوصيته .

مصر الجديدة التى نحلم بها هى الدولة المتعافية، التى يفخر بها أبناؤها وهم يقولون «أنا مصرى»، وتحوز احترام وثقة دول العالم، بعد أن استردت هيبتها واحترامها وقوتها، وأصبح الجميع يتحدثون بإعجاب عما يحدث على أراضيها من إنجازات.

رسائل الدولة للمصريين اهمها «ارفع رأسك»، فالكرامة الوطنية فى أبسط معانيها هى توفير جودة الحياة لأهل الصبر، وأن تزيح الدولة عن كاهلهم المعاناة والفقر، وأن تفتح امامهم ابواب الحياة.

كلمة السر للتخلص من المحنة كانت «مصر» بتاريخها وحضارتها وثقافتها، وكل معانى العزة والكرامة والكبرياء، ومن يطرق هذا الباب لا يخطئ أبداً الطريق، وعمودها الفقرى هو الإنسان صانع الحضارات والمعجزات.

السنوات الاخيرة لم تضع فيها دقيقة واحدة إلا فى العمل الشاق ليل نهار، مدن ومزارع ومصانع وطرق وكبارى وأنفاق، واستجاب الله لدعاء المصريين، الذين تحملوا الصعب، لأنهم يشاهدون بأعينهم بلدهم يتغير إلى الأحسن، وينهض ويواجه الصعوبات والتحديات ولا يمد يده لاحد ويتمسك بكرامته وعزته وكبريائه.
مصر تنفض عن جبينها بقايا الإرهاق والتعب وتراكمات السنين لتسترد مكانتها بين الأمم، ويستعيد شعبها سماته الرئيسية التى تميزه عن سائر شعوب العالم، بعد أن جاء وقت تطاول عليه الصغار، شامتين من فقره ساخرين من مشاكله، متصورين أن إضعاف مصر قوة لهم، دون أن يفهموا أن هذا الشعب يموت جوعاً ولا يفرط فى كرامته.

أين كنا وكيف أصبحنا والى اين نمضى وكيف استطاعت الدولة الواثقة أن تبعث روح التحدى والإصرار والعزيمة ؟ .. انها مصر التى شبت من اعماق الفوضى الى قمة الامل ، والتى تغلبت على ازمات تنوء عن حملها الجبال .

مصر التى تتطلع الى المستقبل بالامل والتفاؤل ، وتدعو الله ان يكون القادم احسن ، وتحصد فيه ثمار الخير.