أفكار متقاطعة

سليمان قناوي يكتب .....لبست جديدا وعشت سعيدا ومت شهيدا.

سليمان قناوى
سليمان قناوى

"نزهة العيد الوحيدة على شاطىء غزة،لم تعد فكرة آمنة خوفا من بطش القصف الاسرائيلى"
 
بقلم : سليمان قناوى

  ثانى عيد وغزة لا تزال تباد.غالبت نفسى يوم العيد كى لا يغتم أحد بما أكتب،فغلبتنى نفسى فما باليد والقلب والعقل حيلة.واذا كان المسلمون يرددون اليوم بجميع ارجاء الكون مع ارتداء ملابس العيد الجديدة دعاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم" لبست جديدا وعشت سعيدا ومت شهيدا". فهل يمكن لمن لايتوفر له فى غزة غذاء او دواء اوماء او كساء او كهرباء أن يدعو" لبست جديدا وعشت سعيدا" هو فقط وكل من لم يستشهد بعد سيقول" ومت شهيدا". بالطبع لن يكون هناك أضاحى او حتى شواء، فرائحة شواء اللحم البشرى تغلف هواء غزة بفعل محرقة برابرة الصهيونية. ولم يعد الغزيون بحاجة لجزار فهناك نتنياهو وجالانت وهاليفى وبن جفير وسموتيرتش الذين ذبحوا بدم بارد ما يزيد عن 35 الف برىء من الاطفال والنساء والشيوخ. لكنهم جزارين من نوع خسيس .كما أصبح أطفال غزة يرتعبون من الالعاب النارية والبمب والصواريخ بعد أن عاشوا ليالى الرعب  فى غزة بفعل صواريخ وأحزمة نيران جيش العدو النازى. الشيىء الطبيعى الوحيد لاهل غزة هو اداء صلاة العيد فى الخلاء حسب السنة لكنهم سيصلونها بجوار ركام المساجد التى لم يترك جزارو تل ابيب مسجدا الا وجابوه أرضا( دمر أكثر من الف مسجد حتى عيد الفطر الماضى) ولو مس أحد حجر واحد بمعبد يهودى لقامت الدنيا على الارهابيين المسلمين. أطفال غزة ألايتام وعددهم بعشرات الالاف لن يجدوا من يعطيهم العيدية، فحتى ملاجىء وجمعيات رعاية الايتام الخيرية دمرت واستشهد معظم القائمين عليها. والعكس صحيح أيضا فالامهات اللائى استشهد أطفالهن، لن يجدوا من يعطوهن العيدية.ربما تكون العادة الوحيدة التى سيمارسها أهل غزة فى العيد مثل ما يجرى فى بعض الدول العربية،هو زيارة قبور الشهداء. أما الزيارات الاخرى فلن تكون لصلة الارحام بعد أن فقدت معظم الاسر عدد كبير من أفرادها، وهناك أسر لم يعد فيها رحم واحد، بل ستكون هذه الزيارات من بعض الاهالى لعائلات الشهداء كنوع من التواد والتراحم لإشاعرهم أن أتراحهم هى ترح كل غزى. وبعد أن كانت غزة تستيقظ صباح العيد على اصوات تكبيرات وتهليلات وتحميدات العيد، باتت تصحو على صوت الصواريخ والدانات وقصف الطائرات. الوضع فى غزة يلخصه أحد ابنائها" كل عام وانتم بخير كذب، لا أحد فى غزة بخير". ولان المكان الوحيد الذى لم تمتد اليه آلة التدمير الصهيونية الجهنمية  هو البحر،يفكر بعض الغزيين فى نزهة اليه لانه" الخروجة" الوحيدة المتاحة لهم فى قيظ يونيوالشرس، لكن كثيرين يخشون أن يكونوا صيدا سهلا لهجمات اسرائيل، فالعدو يستكثر عليهم أى احساس بفرحة العيد ولو لسويعات. وقد استفز الصهاينة من قبل مشهد أمتلاء شواطىء غزة بالناس فى أحد أيام الحر الشديد.ورغم كل هذه الابتلاءات، لا يزال أهل غزة يدركون أن تكبيرات العيد لم تعد تقتصر فقط على ما بها من روحانيات التكبير والتهليل، بل تحمل كذلك وعدا بالنصر وهزيمة الاعداء،لا لرسول الله وصحابته فقط، بل لكافة المسلمين بكل زمان ومكان: الله أكبر.الله اكبر.الله اكبر.لا اله الا الله.الله اكبر.اللة اكبر ولله الحمد. الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا. لا اله الا الله وحده.صدق وعده ونصرعبده وأعز جنده وهزم الاحزاب وحده، لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد،وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيراً