رٌكن الحواديت

كرش حفيد جانكيز خان

زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد

فى الوقت الذى يبذل فيه متخصصو التنحيف والتجميل جهوداً جبارة لنسف الكرش باعتباره أهم أوكار الدهون الضارة فى الجسم؛ يقلب اليوتيوبر التركى «ياسين جانكيز» كل الموازين، بفوائد الكرش وخاصة الضخم، ويثبت أنه بهزة واحدة منه يساقط عليه آلاف الدولارات! ليستبدل المثل الشائع بآخر جديد: معاك كرش تسوى قرش!

بدأت قصة صاحب الكرش «الفلتة» بفيديو قصير على موقع تيك توك، هز فيه كرشه بالصدفة فلاقت الحركة إعجابًا شديدا، من متابعيه القلائل حينئذ، وبعدها كسب جانكيز شعبية عالمية، لم ينلها جده «جانكيز خان» الذى ترجع أصوله إليه - بحروب دموية مسجلة فى دفاتر التاريخ.

كان الحفيد أكثر حظاً وذكاءً من الجد التاريخى، الذى حارب بأدوات بدائية، لتوسيع امبراطوريته، ولكن الحفيد رأى أن الكرش وحده يصلح فى عالم السوشيال ميديا ليكون سلاحاً لتكوين امبراطورية من ملايين المعجبين والدولارات دون إراقة قطرة دم واحدة!

اهتمام كثير من المطاعم والمحلات فى مصر والعالم بكرش «جانكيز» يؤكد إعلاء قيمة التفاهة، وقدرة الشوشيال ميدا على تسطيح العقول، بطريقة مؤسفة.
أتمنى خلال الفترة المقبلة أن تقتصر أدوات شهرة التافهين عبر الانترنت على الكرش فقط، وألا يتطرقوا لما هو أسوأ، ويجد العقلاء أنفسهم فى سجن كبير من «الهيافة» مهما حاولوا الهروب منه؛ يظل مفروضاً عليهم.