المفتى: تكثيف دورات الإرشاد الزوجى أولوية الفترة المقبلة

د. شوقى علام
د. شوقى علام

أكد د. شوقى علام مفتى الجمهورية أن من أولويات الدار فى الفترة المقبلة تعزيز التطور الملحوظ فى التحول الرقمى داخل دار الإفتاء المصرية، بما يعين على إيصال رسالتها إلى كل مكان من خلال تطبيقات ووسائل إلكترونية متعددة تسهل البحث ومتابعة ما يتعلق بالشأن الإفتائي، كالتوسع فى الخدمات الإفتائية على السوشيال ميديا، وكذلك إتاحة إمكانية الحجز المسبَّق للمواعيد لطالبى الفتوى الشفوية من خلال بوابة الدار الإلكترونية، وأوضح أن هذه الخدمة تأتى مواكبةً للتقدم التكنولوجى وللتسهيل على المستفتين الراغبين فى زيارة دار الإفتاء للحصول على الأجوبة الوافية لأسئلتهم، كما تهدُف الدار من هذه الخدمة إلى راحة المستفتين وتقليل أوقات الانتظار والحد من أوقات تكدس الزوار، ومساعدة المستفتى القادم من أماكن بعيدة على الحصول على طلبه من أول زيارة.


وأشار استمرار الدار فى الاهتمام بملف الأسرة وقايةً بتقديم المزيد من دورات الإرشاد الزواجي، وعلاجًا بحماية الأسرة من التفكك والضياع بتوضيح الحكم الشرعى المنضبط الذى يحافظ على الأسرة إيمانًا من الدار بأهمية الأسرة المستقرة؛ لأن ترابط المجتمع أساسه ترابط الأسرة، فإن لم تكن الأسرة مترابطة أصيب المجتمع بخلل شديد.

اقرأ ايضاً| خواطر الإمام الشعراوى| الله يمهلنا لتدارك أنفسنا


كما أشار إلى خطة الدار إلى التوسع فى إنشاء فروع جديدة بالمحافظات؛ تسهيلًا على المواطنين بالمحافظات المختلفة من أجل الفتاوى التى تتطلب حضورًا أمام أمين الفتوى.


وأوضح أن المقاصد العليا للشريعة ترسم ملامح النظام العام وتمثل حقوق الإنسان، وتكشف عن أهداف الشرع العليا، وسمات الحضارة بما يجلب المصالح الحقيقية للخلق عامة؛ لذا أجمعت كل الملل والعقول السليمة على وجوب المحافظة عليها ومراعاتها فى كل الإجراءات والتشريعات.


وأشار إلى أن الفتوى الرشيدة لا تركز على جانب واحد دون الآخر بل تهتم وتأخذ فى الاعتبار كل جوانب الحياة، وتعد أداة مهمة لتحقيق الاستقرار فى المجتمعات ومحاربة الأفكار المتطرفة؛ فالفتوى الشرعيَّة النابعة عن فهمٍ صحيحٍ للنصوص وإدراكٍ حقيقيٍّ للواقع تمثِّل ركيزةً أساسيةً فى مسيرة استقرار المجتمعات والبناء والعمران القائمة على العلم والعمل والإتقان؛ وذلك لما تقوم به من دورٍ كبيرٍ فى إرشاد الأمة وتوجيه أفرادها نحو المساهمة الجادة والمنضبطة فى تحقيق أحكام الإسلام ومقاصده، مع مراعاة سمات التحضر واتِّباع الوسائل التى تؤدى إلى عمارة الأرض ونشر الرخاء والتنمية.


وشدد على أنه ينبغى الحفاظ على الدولة الوطنية، مؤكدًا أنه لا فرق بين قيمة حب الوطن وقيمة حب الدين، ولا تعارض بينهما، بل هما متجذران فى أعماق النفس البشرية، وحب الوطن والدين هى دوائر ليست متقاطعة، بل دوائر متكاملة، والدين يحث على حب الوطن والدفاع عنه.


وأكد أن الفتوى ليست عملًا بسيطًا، بل هى أمرٌ مركَّبٌ، موقوفٌ على ترتيب مقدماتٍ، وإعمال فكرٍ، وإمعان نظرٍ؛ للوصول إلى المطلوب، ومن هنا جاء قول العلماء: «الفتوى صنعة»؛ يقصدون به أنها عملية دقيقة، تتطلب من القائم بها أن يكون عالمًا بالشرع الشريف؛ بإدراك المصادر، وفهمها، وإنزالها على الوقائع المتجددة التى لا تنتهى حتى يوم القيامة.


وأشار إلى ضرورة مراعاة الوسطية فى النقل من التراث الفقهى والإفتائى عند التعامل مع الواقع والمستجدات؛ فيجب أن تتم دون غلو أو تفريط، مضيفًا أنه من العوار أن نستصحب ما كان لما هو كائن الآن وبعقل ليس فاهمًا، وكذلك من الخطأ رفض ما قعَّده المفتون والفقهاء وما تركوه لنا من ثروة فقهية بصورة كلية بدعوى تغيُّر الزمان والمكان، فمن دعا للاستغناء عن هذا التراث الإفتائى جملةً وتفصيلًا فقد ضاع وضيَّع غيره وضل الطريق، فلا بد من الاستفادة من هذا التراث ولكن بعقل منفتح، مشيرًا إلى أنه عند تدريب الطلاب الجديد فى مجال الإفتاء ندربهم على قراءة وفهم الفتاوى القديمة من أجل تعلم المنهجية العلمية فقط برغم تغير معتمد وأحكام أغلب الفتاوى القديمة بسبب سياقاتها وأحوالها المختلفة.


وأوضح أن تنزيل الأحكام الشرعية وتطبيقها على واقع الناس أمر دقيق، لا بد معه من إدراك الواقع، والإحاطة به، من خلال منظومة كاملة من العلوم، وتحرِّى الواقع الاجتماعى والفكري، ومعرفة عالم الأشياء والأشخاص والأحداث والأفكار، وعلاقات تلك العوالم بعضها بالبعض، فمن كان معزولًا عن الواقع، أو لا يتابعه، أو يتابعه بصورة سطحية؛ فإن فهمه للشرع الشريف سيكون فى المقابل منقوصًا ومشوَّهًا.