فى الدليل الدينى للتوعية الأسرية| حقوق مشتركة بين الزوجين ورسائل للتربية الإيجابية

للتوعية الأسرية
للتوعية الأسرية

يستهدف الدليل الدينى للتوعية الأسرية الذى صدر بالتعاون بين المجلس القومى للسكان والأزهر الشريف والكنيسة المصرية توجيه عدد من الرسائل الدينية للتوعية الأسرية بهدف نقل رسائل قوية وفعالة لزيادة الوعى والتشجيع على التغيير الإيجابي.

وعدد الدليل الحقوق المشتركة بين الزوجين متمثلة فى إحسان المعاملة، وثبوت نسب الأولاد إليهما، وكذلك التوارث، والمعاشرة الزوجية بحقوقها وآدابها ومنها وجوب الاستتار عند ممارستها واستحباب التسمية قبلها ووجوب تلبية رغبة الزوج إذا دعاها وليس ثمة مانع شرعى أو طبى وعدم إفشاء أسرار المعاشرة الجنسية بينهما والمعاشرة بالمعروف حيث يتوجب على الزوجين المعاشرة بالمعروف، والمعروف يظهر فى مواطن عديدة؛ ومنها: أن ينادى كل منهما الآخر بأحب الأسماء إليه، وأن يستمع كل منهما لحوار الآخر، فلا ينشغل عنه، وأن يظهر المعروف عند الخلاف، وقد روى عن رسول الله  أنه قال لأم المؤمنين عائشة : «إِنِّى لَأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّى رَاضِيَةً، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قَالَتْ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: «أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّى رَاضِيَةً، فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَيْ قُلْتِ: لَا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ قَالَتْ: قُلْتُ: أَجَلْ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ). والحديث الشريف يبين جمال الحوار الدائر بين الزوجين، وحسن تفقد الزوج لموضع رضا زوجته وغضبها، وعلامة معرفته ذلك، وما رجل أكثر أعباء منه، ثم يظهر حب الزوجة فى قولها له: «مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ».

كما أن المودة والرحمة من هذه الحقوق حيث بين الله -تعالى- فى القرآن الكريم أن الزواج آية من آياته، وذكر علته، فقال: «وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» «الروم: ٢١».

ويؤكد الدليل على أهمية غض الطرف عن بعض الحقوق رعاية لمصلحة الأسرة فعادة ما تكتنف الأسرة كثيرًا من المشاكل التى لا يخلو منها بيت؛ ولذا فالله تعالى قد أرشدنا إلى طريقة فى التعامل تساعدنا على حل كثير من هذه المشاكل؛ فقد قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ «البقرة: ٢٣٧». وعدم نسيان الفضل واستدعاء العطاء بينهما من شأنه أن يبعث على الاستمرار فى الحياة الزوجية، وفى تعاهده عون كبير على الإلف والتحابب. كما أن على الزوجين أن يزيلا أسباب الخلاف بينهما رافعين مصلحة الأسرة فوق كل اعتبار، وفى ذلك رَفْعٌ للشقاق، وَبُعْد عن الطلاق، وَطَرْدٌ للفراق، قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ، وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا﴾ «النساء: ٣٥».

كما شمل الدليل الدينى للتوعية الأسرية أهداف تكوين الأسرة من المنظور الدينى وهى عبادة الله وحده حيث يتعبد المسلم ربه بإنشاء أسرة قائمة على كتاب الله وسنة نبيه؛ فقد قال الله تعالى مادحًا أنبياءه ورسله وتهذيب الأخلاق حيث يُعد من الأهداف السامية للأسرة تهذيب الغرائز، وتقويم أية ميول للنفس البشرية؛ فالأسرة هى تلك الصورة (المنظمة ) التى يتم بها التقاء الرجل بالمرأة تحت سقف واحد؛ ليتم من خلال هذا الالتقاء تحقيق احتياجات معينة؛ بيولوجية ونوعية ونفسية، واجتماعية، واقتصادية وحضارية..

لكل منهما منفردين، ولهما مجتمعين، وللمجتمع الذى يعيشان فيه، وللإنسانية ككل، أو هو عقد يتفق بمقتضاه رجل وامرأة على أن يرتبطا معًا؛ من أجل المعيشة المشتركة، ومن أجل أن يتبادلا المودة والرحمة لخيرهما المشترك، والخير لأولادهما، وذلك فى حدود ما يقضى به الشرع والقانون وعمارة الأرض فقد قال الله تعالى: ﴿هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾، فعمراتها ببقاء النوع الإنساني؛ من خلال تناسل مشروع عن طريق عقد الزواج.

ووجه الدليل عددا من رسائل التربية الإيجابية وهى - إن وجود الأب فى حياة الأطفال يعنى الحماية والرعاية والقدوة والسلطة والتكامل الأسرى وإن الأطفال بحاجة إلى أن يشعروا بأن هناك حماية ورعاية وإرشادا يختلف نوعا ما عما يجدونه عند الأم لأن الأب هو الراعى الأساسى للأسرة وهو المسئول عن رعايته.

ووجه رسائل للوالدين لتربية الأطفال منها إعداد نفسك قبل حل المشاكل وابق بعيدا عن إصدار الأحكام، واستمع أكثر للطفل بدلا من إعطائه محاضرة عن المشكلة أو الخطأ واعط الأطفال فرصة لحل مشاكلهم بأنفسهم.