فى الصميم

هجمة مرتدة.. من الكرة الأوروبية!!

جلال عارف
جلال عارف

طبيعى أن تشعر أندية أوروبا لكرة القدم بالقلق من نجاح المملكة العربية السعودية فى إغراء كبار النجوم بالانتقال للدورى السعودى. فى البداية كان الظن أن صفقة رونالدو هدفها دعائى فقط، لكن الصفقات العديدة بعد ذلك جاءت لتشير إلى خطة كاملة لجعل الدورى السعودى محط أنظار عشاق الكرة. لم يعد الأمر مقتصراً علـى الأسماء الكبيرة للاعبين من كبار السن كما حدث من قبل فى الدورى الأمريكى، ولكن امتدت الصفقات لأجيال أكثر شباباً وللاعبين مميزين فى كل مراكز الدفاع والهجوم. ومازالت أخبار صفقة محمد صلاح حديث الجميع فى عالم الكرة.. بفخامة القيمة المالية للصفقة وبتعثر الصفقة حتى الآن.

قلق الأندية الأوروبية من فقد المزيد من النجوم جعلها تفتح كل الملفات المتعلقة بالتمويل الخليجى وعلاقته بالكرة الأوروبية لتحاول القيام بـ «هجمة مرتدة» أو أكثر فى منافسة يبدو أنها ستطول مع انتقال المزيد من الأضواء للدورى السعودى، ولما كانت قضية انتقال اللاعبين المميزين من أندية أوروبا بصفقات مالية ضخمة مازالت فى بدايتها. والقرار فيها سيكون صعباً، فقد فتحت أندية أوروبا الملف الآخر وهو استحواذ المال الخليجى على الأندية الأوروبية مثل باريس سان جيرمان (قطر) ونيوكاسل الانجليزى (السعودية) ومانشستر سيتى (الإمارات) وهناك الآن شكاوى من أندية إسبانيا وانجلترا ومطالبات للاتحاد الأوروبى بمراجعة الأمر الذى كان مرحباً به قبل سنوات!!

فى كل الأحوال تبقى الأندية الأوروبية تحت سلطة الاتحاد الأوروبى للكرة، وتبقى خاضعة للقواعد التى يضعها.. أما التحدى الجديد الذى جاء مع التوجه السعودى نحو الإنفاق الضخم لاستقطاب نجوم الكرة للعب فى الدورى السعودى، فالأمر فيه مختلف، والصعوبة ستزداد أمام الكرة الأوروبية خاصة إذا سارت دول أخرى فى الخليج العربى فى نفس الطريق. مدرب ليڤربول «كلوب» الذى وقف ضد صفقة انتقال صلاح للنادى السعودى أثار القضية وقال إن المنافسة تقتضى خضوع الجميع لقواعد موحدة وأن تطبق نفس الضوابط بشأن التمويل وحدود الإنفاق، ثم تساءل: الاتحاد الدولى يستطيع فعل ذلك، ولكن.. هل يريد؟!
المباراة (أو المعركة!) مازالت فى بدايتها. والنتيجة لن تتأكد إلا مع صفارة نهاية المباراة!!