قلب وقلم

البيضة والحجر!

عبد الهادى عباس
عبد الهادى عباس

فى فيلم «البيضة والحجر» تبدو جُملة البطل/ الفنان أحمد زكي، فارقة حين يقول: «ويل للعالم إذا انحرف المتعلمون وتبهيظ المثقفون»؛ وبصرف النظر عن السخرية اللاذعة التى يدور الفيلم فى إطارها، أو حتى عن انحراف البطل نفسه واعترافه بذلك؛ فإن الشعوذة أصبحت وسيلة رائجة لأكل العيش (الحرام) باعتبارها فهلوة وزكانة من بعض أوباش المتعلمين الذين يستغلون علومهم السطحية فى التدجيل على الناس وابتزاز اطمئنانهم وسرقة أحلامهم فى العيش بوطن آمن.. مزالق وعرة ومزانق دولية تفتك بالتنظيم الدولى للإخوان بعدما اكتشفت الدول الآوية له والمنافحة عنه أنه مجرد هواء ملوّث لا قيمة له ولا منفعة من ورائه.. هذه الحقيقة الواضحة التى أدركها العالم كله الآن لا تزال ضائعة فى أضابير عقول بعض الشباب الذين لا يزالون يقبعون فى غيابات الأفكار الضالة وأوحال الشكلانية المسفّة التى تلعب بالدّين كما يلعب الحواة والدّجالون بالبيضة والحجر.

الادعاءات الكاذبة التى تلغى العقل تمامًا والتى تجعل من الإخوانى بين يدى مُرشده وقائده كما الجسد بين يدى مُغسّله، قد تجاوزها الزمن بعدما ظهرت مؤامراتهم مسجلة بالصوت والصورة أمام الناس فى مسلسل الاختيار وغيره من الأعمال الدرامية؛ غير أننى أعترف بوجود تقصير كبير من المثقفين والمفكرين والنخب الفنية والرياضية فى مواجهة أفكار الإخوان التخريبية التى تُقاوم الذوبان وتُحاول العودة للسيطرة على أفئدة شباب غرّ لا يقرأ التاريخ ولا يتعلم من ماضيه، كما تستخدم التكتل الشخصى ومساندة بعضها البعض فى توفير العمل والزواج والدعم المادى وغيرها من وسائل التعاضد بين «الإخوة» فقط دون باقى الشعب الآبق من جحيمهم الوردي!

ربما تبدو فكرة «تعقيم» الوطن (تطهير) من هذه الأموال الملوثة بدماء الشهداء، و»تعقيم» (قطع النسل) الإخوانى ماليا، ليست جديدة على آذان المسئولين، إذ توجد عدة هيئات بالفعل لمتابعة أموالهم واسترداد أرقام ضخمة منها بأحكام القضاء.. مُخطئ مَن يعتقد أن أكاذيب هذه الجماعات الآثمة قد انتهت أو حتى تراجعت إلى حين، ومُخطئ مَن يظن أنهم قد يتنازلون عن أفكارهم أو أهدافهم، ويُصبح «كمُجير أم عامر» مَن يأمن إلى الضبع ويُسالمها ولا يُدرك أنها تتخفّى بجُحرها فى انتظار «نهشة» جديدة من جسد الوطن!