بلدنا أصل وفصل| الكرنك بلد العلم والعلماء في قنا 

قرية الكرنك
قرية الكرنك

تشتهر قرية الكرنك التابعة لمركز أبوتشت، شمالي محافظة قنا، بأنها قرية العلم والعلماء، من بين أبنائها رشدي فكار، أول مصري ترشح لجائزة نوبل، ويحمل شارع في سويسرا بإسمه، والقارئ الشهير محمود عبد الحكم،  والاعلامية أميمة تمام، وغيرهم من حفروا اسمهم بنور في مجال العلم وأيضا في كافة المجالات الأخرى. 

وفي الحلقة السابعة من حلقات بلدنا أصل وفصل، ترصد بوابة أخبار اليوم، أبرز المعلومات عن قرية الكرنك،  والتي تقع على الطريق الصحراوي الغربي سوهاج - قنا.

 

الكرنك قرية قديمة أزلية كانت في العصر الفرعوني تتكون من مقطعين "كا" بمعني الروح "ونك" بمعنى لك أي أنها تعني "الروح لك" أما اسمها العربي فقيل انه جاء من الخورنق والتى تعنى فى اللغة الفارسية القصر أو الجوسق؛ وهناك من يرى أنها اسم احدى القبائل العربية التى جاءت من بلاد الحجاز مع الفتح العربى .

ولقد كانت قرية الكرنك قاعدة ابروشية من ابروشيات العصر القبطى مثل تلك التى كانت فى الحمانية بنجع حمادى وفاو قبلى بدشنا.

ولقد ذكر محمد رمزي في قاموسه الجغرافي أن قرية الكرنك أصلها من توابع السليمات ثم فصلت عنها في تاريخ 1245هـ مع القارة باسم القارة والكرنك ثم فصلت عن القارة من الجهة الإدارية سنة 1910م ولكنها مشتركة معها من الوجهتين المالية والعقارية حتى الآن.

 

«بلدنا أصل وفصل» .. قصة قرية قنائية هزمت الأسطول الفرنسي بالعصا والنبوت

 يقول الدكتور محمود مدني، مدير عام الشؤون الأثرية بمنطقة أثار مصر العليا،  إن موقع الكرنك كان متميزا خاصة بين جيرانها من البلدان ؛ فقد كانت على رأس الطرق وأول محطات السفر إلى الوادى الجديد ، وهى تقع علي طريق درب الأربعين وهو الطريق الرئيسي للسفر قديما و طريق القوافل التجارية بين السودان ومصر منذ العصر الفرعونى وحتى العصر العثمانى ، وهو أيضا طريق الحجاج عبر العصور الإسلامية المختلفة.

كما أنها تقع علي رأس طريق جسر الطراد والذى أنشئه الملك فؤاد عام 1924م حتي يمتد عليه خط سكك حديد الحكومية المصرية التي تقوم بنقل الأحجار وموارد البناء اللازمة من محاجر الواحات ومحاجر جبل ابوالنور لبناء قناطر نجع حمادى والتى بنيت بين عامى 1924ـ 1928م .

 "العركي" قصة قرية قنائية تعود للعصر الحجري " تاريخها لن يُنسى" 

لقرية العركي ، تاريخ كبير،  لن يستطيع أحد أن ينساه، على مر العصور،  فيوجد بها قلعة شيخ العرب همام الحربية  وهي شاهدو على  بطولات المجد والعزة لحاكم الصعيد، والتي أنشأها في القرن الثامن عشر الميلادي، بغرض حماية ممتلكاته وتعضيد مده التوسعي، وجيش فيها جيشًا قوامه 35 ألف مقاتل، لمحاربة المماليك آنذاك.

وترصد بوابة أخبار اليوم،  في حكاية جديدة،  من حكايات " بلدنا أصل وفصل"، حكاية قرية العركي،  والتي تقع بمركز فرشوط شمالي محافظة قنا. 

العرك تعنى ظهر الناقة وتعنى ايضاً خرء السباع ،والعراك يعنى ازدحام الإبل على الماء ، ورجل عرك اى صريع لا يطاق والعركى صياد السمك، وتقع قرية العركى بحاجر الجبل الغربى جنوب غرب مدينة فرشوط بحوالى 6كم فى مواجهة وادى الحول وهو المدخل الرئيسى لطريق درب الاربعين فى هذه المنطقة ، ولهذا كان لموقع قرية العركى أهمية كبيرة كمدخل لمدينة فرشوط من ناحية درب الاربعين خلال العصور المتلاحقة .

وقرية العركى أصلها من توابع مدينة فرشوط ثم فصلت عنها فى تاريخ سنة 1259هـ وفى تاج العروس ذكر أنها قرية بالصعيد الاعلى على شاطئ النيل وانه رآها وصوبها محمد رمزى بأنها واقعة بأراضى حاجر الجبل الغربى بعيده عن شاطئ النيل .

وترجع بداية سكنى الإنسان لقرية العركى الى العصر الحجرى ، فقد عثر بها على أوانى فخارية وهياكل بشرية على حافة الصحراء بمنطقة أبوالنور ترجع للعصر الحجرى الحديث ، كما وجد بها مقبض سكين عاجى " محفوظ بمتحف اللوفر بباريس " معروف بإسم مقبض سكين جبل العركى يرجع الى العصر الحجرى عليه نقوش ورسوم تمثل مطاردة صيد تظهر بها السهام مغروزة فى الباد الاسود وهو يمثل أول مراحل فن النقش والتصوير فى العصور التاريخية المصرية القديمة .

 ولقد كان بقرية العركى طريق مرصوف بالطوب اللبن يرجع الى العصر الرومانى ، يبدأ هذا الطريق من حافة الوادى بالقرب من الشيخ ابويونس ويصعد متجه غربا إلى منطقة جبل أبوالنور وما زالت أثار هذا الطريق باقية حتى اليوم وقد رأيتها بنفسى ، والمتوارث من الاحاديث عن هذا الطريق أنه كان يؤدى الى جبانة ومعبد رومانى غير أنهما مفقودان الآن .

ولقرية العركى تاريخ حافل عبر العصور الإسلامية منذ دخول الاسلام وحتى عصر أسرة محمد على حيث شهدت وقائع العديد من المعارك الحربية أيام الفتوحات الإسلامية ، وقد ابتنى بها الأمير يوسف كمال ــ احد أمراء الأسرة العلوية التى حكمت مصر من عام 1805م وحتى عام 1952م ــ  مصلحة تعرف بأسم ( مصلحة العركى) وبوسط تلك المصلحة ابتنى أبراج حمام ومبانى مستديرة الشكل تظهر بوضوح انها تأثير وافد على العمارة الإسلامية فى مصر ، كما كان له بوسط القرية حديقة مساحتها حوالى أربعة أفدنه ترويها ساقية تعرف بأسم جنينة الديوان.

 كما ذكرت قرية العركى فى كتابات الرحالة القدامى والمحدثين ووجدت موقعة فى خرائطهم التى رسموها ومن  ذلك ما وجد فى  كتابات الرحالة الالمانى  peter Hammer .