فرنسا في ذهول .. اللصوص نهبوا المعادن الثمينة والتماثيل من المقابر

عمليات نهب لمقتنيات المدافن والقبور
عمليات نهب لمقتنيات المدافن والقبور

مى‭ ‬السيد

  تشهد عدد من البلديات فى فرنسا، عمليات نهب مستمرة لمقتنيات المدافن والقبور، الأمر الذى أثار ضجة إعلامية، وقدم أصحابها بلاغات مختلفة للشرطة فى محاولة لوقف تلك الظاهرة، التى أصبحت كما وصفها المسئولون تهدد الأمن القومى الفرنسى، كونها باتت الأهداف الجديدة للمجرمين، وتضاعفت سرقات القطع الدينية البرونزية فى الأيام الأخيرة، مع ارتفاع أسعار بيع المعادن.

تماثيل صغيرة وكبيرة للسيدة العذراء، خطوط مائية مقدسة، زينة جنائزية من البرونز « .. تعتبر تلك الأشياء هى أبرز المقتنيات التى أبلغ الأهالى عن سرقتها من داخل مقابرهم، خاصة فى منطقة كينجرشيم الواقعة فى بلدية سان جيرمان شمال فرنسا، والتى اكتشفوها خلال زيارتهم للمتوفين من أسرتهم؛ حيث كشفت وسائل الإعلام المحلية الفرنسية، عن تسجيل حوالى 220 سرقة فى سبع مقابر داخل منطقة واحدة فقط منذ بداية أغسطس، بخلاف السرقات التى لم يتم الإبلاغ عنها.

وأًصدرت مجالس البلدية بالمدن التى تمت فيها عمليات السرقة بيانات تحذير بعد انتشار تلك العمليات من قبل لصوص المقابر، طالبت فيه الأهالى بالحذر الشديد، وكشفت فيها عن سرقة تمثال للسيدة العذراء فى مقبرة بين الطوائف فى سان جيرمان، كما أنه تم العثور على تمثال على الأرض فى المقبرة الجديدة، أعيد لصاحبه الذى تعرف عليه.

وطالبت من العائلات بزيارة قبورهم للتأكد من عدم حدوث أى ضرر للمقبرة التى يملكونها، مؤكدة أنه لا يمكن تقديم شكوى كبديل لأصحابها كونها ممتلكات خاصة، مشددين على جميع العائلات المتضررة بتقديم شكوى إلى الشرطة، حيث يقوم رجال الشرطة حاليًا بالتحقيق بناءً على طلبنا.

كما وضعت الأهالى أمام مسئولياتهم، مؤكدة أنه بدون شكوى، لن يتم إجراء مزيد من التحقيق الروتينى، لافتًا إلى أنه كلما زاد عدد الشكاوى، زاد أخذ القضية فى الاعتبار إداريًا وسيسمح لقوات الشرطة بتخصيص المزيد من الموارد لها، وأكد البيان أن المقبرة، مثل الكنيسة، لم تعد تدار من قبل مجلس البلدية ولكن من قبل لجنة مشتركة بين البلديات.

فى منطقة هليفرانت، تعرضت المقابر خلال الفترة ذاتها لـ 17 عملية سرقة، حيث قال عمدة المدينة فى تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الفرنسية عنه: أنه تمت سرقة 17 من المحار العملاق من على مداخل القبور، كما أنه تم سرقته أيضا من على بعد بضعة كيلومترات، فى ضواحى مولهاوس.

أما رئيس بلدية كينجرشيم، لوران ريتشى، وضع ملصقات عند مدخل المقابر لتحذير السكان، لافتا إلى أنه فعل ذلك حتى يكونوا يقظين وحتى يذهب الضحايا لتقديم شكوى، وكشف عن أنه تم فك المزهريات والزخارف الجنائزية والتماثيل البرونزية والتماثيل الصغيرة، بل تم اقتلاعها وسرقتها من مقبرة شارع دى بفاستات.

وأكد رئيس البلدية وعضو مجلس المدينة الأول، أنه لاشك فى أن المجرمين كانوا يبحثون عن المعادن، وأصبحت القضية بالنسبة له فاضحة وكارثة، ويكشف عن افتقار حقيقى لاحترام المتوفين وعائلاتهم، ويعتبر تدخلا واضحا فى خصوصية حياة السكان، ودعا لوران ريتشى العائلات المتضررة لتقديم شكوى، لافتًا إلى أن الشرطة نصحت عمداء الأقسام بالمدينة بإغلاق المقابر ليلا.

أما رئيس بلدية ميليسى فى منطقة هوت ساون، فأكد أنه فى الأسابيع الأخيرة، تعرضت العديد من المقابر فى فرانس كومتى لسرقة معادن أو برونز أو نحاس أصفر، لافتًا إلى أنه سُرقت تماثيل تمثل السيدة العذراء بالإضافة إلى حروف مزخرفة، وتم تقديم العديد من الشكاوى فى دوبس وهوت ساون، حتى أن سيدة أبلغت أنه سُرقت لوحة عليها صورة زوجها».

وقال ريجيس بينو، رئيس البلدية؛ إنه لم يعد هناك إى احترام، حيث فُقدت الآن عشرات التماثيل البرونزية، منهم رجل نبيل ذهب لسقى زهوره وأخبرنى عن اختفاء تمثال مقبرته، كما إن هناك سيدة ذهبت إلى مقبرة ابنتها التى توفيت منذ 40 عاما، واكتشفت أنها سُرقت العذراء من قبر ابنتها.

وأكد رئيس البلدية أن معدن التماثيل هو ما يثير اهتمام البلطجية والمجرمين، لافتا إلى أن الدليل هو أن تماثيل السيدة العذراء المصنوعة من الجبس لم يتم سرقتها، بل تم كشف البعض للتحقق من المواد المصنوعة منها، لكن لم يتم سرقتها، وتم استهداف البرونز بشكل أساسى من قبل اللصوص لأنه فى سوقهم ، يتم بيع كيلو من هذا المعدن مقابل 6.30 يورو.

من جانبه أشار برونو جويدو، ممثل المفوضية النقابية المسؤولة عن المقابر المشتركة فى المدينة؛ أن هناك 25 تمثالا للسيدة العذراء مصنوع من النحاس مسروق من مقابر منطقة سان جيرمان، من داخل 111 مقبرة تم نهبها فى 3 مناطق، كاشفا عن اكتشافهم العديد من التماثيل النحاس للسيدة العذراء تم نزعها من أماكنها بالمقابر، ولكن متروكة على الأرض لعدم تمكن الجناة من حملها.

وطمأن عمدة مدينة اودينكورت مارتيال بوركين فى بيان صحفى أصحاب المقابر والأهالى؛ بأن القبور لم يتم فتحها على الإطلاق، ولكن تم تدنيسها وسرقة المقتنيات والأشياء الثمينة من داخلها، مؤكدا أن أكثر البلاغات تتنوع بين سرقة تماثيل صغيرة أو أحرف برونزية أو نحاس أصفر وهو الأكثر فى تلك العمليات، مؤكدا أن القضية أصبحت وطنية وأمن قومى.

وحول بداية عمليات السرقة أكد رئيس البلدية وعضو مجلس المدينة؛ أن الأمور بدأت فى منطقة الألزاس، وانتشرت بعد ذلك فى مختلف البلديات المجاورة، كاشفًا عن أن هذه التماثيل المسروقة تباع بسعر مرتفع يتراوح من عدة مئات إلى عدة آلاف من اليورو، مؤكدا أنه عندما ذهب لإعادة تمثال صغير وجده على الأرض إلى مالكه، أخبره أنه اشتراه مقابل 900 يورو.

وعن إمكانية إعادة المسروقات مرة أخرى، أكد ممثل المفوضية النقابية المسؤولة عن المقبرة بين الطوائف فى سان جيرمان؛ أن المسروقات النحاسية يفترض أنه يتم إعادة تدويرها وإذابة البرونز منها، ولايمكن التعرف عليها أو العثور عليها، بينما زينة الجنائز يتم بيعها كما هى كون أنه إذا تم إذابتها لن تساوى شيئًا، مشيرًا إلى أنه طلب من الأهالى تأمين المقابر عن طريق شركات التأمين، ولكن لا أحد يستجيب على حد قوله.

وكشفت وسائل الإعلام عن أنه فى مقبرة كينجرشيم لوران، سُرق ما لا يقل عن 25 قبرًا، تم تقشير المزهريات والتماثيل البرونزية أو تمزيقها أو قطعها بإستخدام مطحنة، ويستهدف اللصوص قبور القرى فى جنوب الألزاس بحثًا عن أشياء معدنية ،لإعادة بيع المواد الخام بها مرة أخرى، ويستهدفون المقابر الموجودة خارج الأنظار فى الريف.

اقرأ أيضًا :


 

;