شوارع لندن مهددة بتحديات السرقة الجماعية على تيك توك

ميزى صاحب دعوة اقتحام المنازل
ميزى صاحب دعوة اقتحام المنازل

 اعتلت العاصمة البريطانية لندن عناوين الصحف العالمية في الآونة الاخيرة بسلسلة من الأزمات الأمنية والاجتماعية؛ حيث تتكرر حوادث اقتحام المنازل بشكل عشوائي وتتزايد دعوات السرقة الجماعية التي تبدأ بتريند التيك توك وتنتهي بحوادث نهب وسرقة جماعية يرتكبها مئات الشباب في اشهر شوارع لندن؛ لتتوالى تحذيرات الشرطة الى العائلات لحماية ابنائهم من خطر التريندات الذي يهدد أمن وحياة أبنائهم بشكل مستمر ومن ناحية أخرى تتزايد ازمة المشردين ممن يحتلون شوارع تشتهر بالرفاهية والثراء لتتحول إلى مأوى للمشردين ممن يفترشون الارض امام واجهات المحال الفاخرة

تريندات تتحول إلى كوابيس مخيفة على ارض الواقع، تبدأ بمزحة وتحدي بين مجموعة من الشباب أطلقها الشاب «ميزي» وعمره  18 عاما، اشتهر بتحريض متابعيه على اقتحام منازل البريطانيين منذ عدة اسابيع بشكل مفاجئ وتتعالى ضحكاته بسبب ردود افعال سكان المنزل وهم في حالة من الصدمة والفزع خوفا من الاعتداء عليهم أو قتلهم؛ لتتزايد المشاهدات واللايكات والمتابعات، ألقت الشرطة القبض على ميزي عدة مرات لإحباط التريند الخاص به إلا أن الامور لم تتوقف عند ميزي؛ حيث تتطور الاحداث سريعًا لتواجه لندن حملات غير مسبوقة  لنهب وسرقة متاجرها الشهيرة في اهم شوارعها وتحديدًا في شارع أكسفورد بلندن وهو أكثر شوارع التسوق ازدحامًا في أوروبا؛ حيث يزوره حوالي نصف مليون زائر يوميًا للتردد على حوالي 300 متجر ليفاجأ الجميع بفوضى الشارع الشهير الذي امتلأ بحشود من الشباب السارقين ممن يتنافسون لتنفيذ تحدي تيك توك.

شروط التحدي

حالة من الصدمة سببتها الاحداث الدرامية في شارع أكسفورد؛ حيث لبى مئات الشباب دعوة النهب والسرقة ليصف المحللون المشاهد بكونها طريقة سرقة ونهب على الطريقة الأمريكية تم تنظيمها وبثها عبر التيك توك الذي امتلأ بمقاطع فيديو وصور تدعو الشباب إلى اتمام عمليات السرقة والاستعداد لها بارتداء ملابس موحدة والتوجه إلى الشوارع في وقت محدد، وازداد التحدي اشتعالا عبر إطلاق اوامر اخرى منها «لا تأت إذا كنت لا تستطيع الركض أو الجري ولا تحمل أي سلاح، اعتمد على قوتك وسرعتك في النهب والجرى سريعا»، وبالفعل شهد الشارع فوضى عارمة بالرغم من نشر الشرطة عناصرها لتأمين شارع أكسفورد بعد دعوات السرقة، ورصدت الكاميرات مشاهد عنيفة لاشتباكات بين السارقين وعناصر الشرطة، واضطرت بعض المتاجر إلى إغلاق أبوابها وسط الفوضى، وانتهت الواقعة بتنفيذ الشرطة العديد من الاعتقالات لسارقين اقتحموا المتاجر ليجبروا الموظفين على دفع الاموال وسرقة البضائع الثمينة من الارفف، ودعت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان إلى ضرورة محاسبة عصابات السرقة والنهب الجماعية ممن يلبون دعوات أطلقها زعماء عصابات على منصات التواصل الاجتماعي؛ حيث حاولت الشرطة إحباط مخططاتهم عبر إرسال ضباط وأفراد أمن إضافيين إلى المنطقة ليتصاعد التوتر، وألقت الشرطة القبض على عدة اشخاص يواجهون تهم مخالفة اوامر الشرطة ومقاومة الضباط والنظام العام كما ألقى الضباط القبض على شخصين في إسيكس بتهمة التآمر لارتكاب واقعة سرقة، وأصدرت شرطة سكوتلانديارد 34 أمرًا لتفريق المشاغبين، ومنع المخالفين من دخول المنطقة لمدة 48 ساعة.

رصدت الشرطة وجود الشاب «ميزي» أو»بكاري اوجارو»في أحداث شارع اكسفورد، وتم القبض عليه في مناسبات متعددة كما تم وقف حساباته عدة مرات بسبب دعوته إلى تنفيذ مقالب اقتحام منازل البريطانيين وادعى ميزي أنه لم يشارك في أعمال العنف أو تنظيم أي فوضى في واقعة النهب الاخيرة؛ حيث خرج للتسوق وفوجئ بتجمع الشباب حوله يحتفلون بوجوده واشار إلى اقتراب الشرطة منه لحثه على المغادرة بسبب أمر تفريق مثيري الشغب ساري المفعول ولم يُسمح له بدخول المنطقة خلال 48 ساعة، وتلقى ميزي في السابق تهم بإرهاب سكان المنازل ومثل امام محكمة الصلح في التايمز وتم تغريمه 200 جنيه إسترليني بالإضافة إلى دفع رسوم إضافية كما صدر بحقه أمر سلوك إجرامي مما يعني أنه غير المسموح له بتحميل مقطع فيديو مرة أخرى دون إذن كل من يظهر فيه وكذلك يُمنع من دخول أى اماكن سكنية دون اذن، وخرج الشاب من المحكمة؛ ليؤكد أنه مستمر في المرح ليتسبب حكم المحكمة في حالة من الجدل حول ما إذا كان الحكم مخفف ام رادع لهؤلاء الشباب.

حسابات غامضة

انتهى يوم التحدي الصادم لتستمر الدعوات بالمزيد من المغامرات كما توالت التحذيرات من قبل الشرطة والمسئولين خوفًا من تكرار الامر؛ حيث حذرت عددا من مراكز التسوق من احتمال استهدافها للنهب والسرقة بسبب تداول رواد تيك توك المزيد من الاقتراحات بعناوين واماكن مختلفة منها مدينة بيكسليهيث في جنوب شرق لندن، وتعهدت شرطة العاصمة بزيادة وجودها في المنطقة بعد تأكيد المسئولين بمراكز التسوق أن المنطقة يتم استهدافها من قبل عصابات الشباب ومنحت الشرطة الضباط صلاحيات متزايدة للتعامل مع السلوك المعادي للمجتمع وخاصة خلال عطلات نهاية الاسبوع؛ حيث تصدى ضباط شرطة إسيكس لعشرات الشباب ممن يرتدون أقنعة بعد وصولهم إلى محطة ساوثيند سنترال على متن قطار من لندن.

يشير تقرير ديلي ميل حول الواقعة إلى اتفاق خبراء الامن على اختفاء السارقين وراء اسماء وصور رمزية مجهولة الهوية ونادرًا ما ينشرون أسماءهم الحقيقية لذلك يصعب تتبع اصحاب تلك الدعوات لرصد وسرقة المتاجر الفاخرة وخاصة متاجر الهواتف الذكية التي يتهافت السارقون على نهبها وكذلك المجوهرات والقطع الثمينة التي يسهل حملها وسرقتها في اسرع وقت ممكن، بدأت ظاهرة الدعوة إلى السرقة الجماعية عبر الانترنت في الولايات المتحدة عبر موجة من عمليات السطو المنظمة التي بدأت في نوفمبر عام 2021، في كاليفورنيا حين استخدم اللصوص وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم هجومين منها سرقة متجر نوردستروم الفاخر وحينها اكد عمدة المدينة ان التجمع لم يكن عشوائيًا لعشرات الأشخاص، بل كان هجوما مخططا ومنظما في عملية سطو مخيفة، وفي نفس الشهر استهدف اللصوص ثلاثة متاجر منفصلة في مينيابوليس لحشد من الشباب اتفقوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

جرعات زائدة

لم تتوقف التحديات الخطيرة في لندن عند هذا الحد؛ حيث اطلقت دونا جونز، الرئيسة الجديدة لجمعية مفوضي الشرطة والجريمة تحذير خطير إلى الآباء؛ لتؤكد انهم بحاجة إلى «السيطرة» ومنع أطفالهم من الانضمام إلى جنون التحديات الخطير وآخرها تحدي تناول المراهقين جرعات زائدة من المسكنات وخوافض الحرارة لمعرفة من يمكنه البقاء في المستشفى لفترة أطول وذلك بعد أيام فقط من نهب شارع أكسفورد بلندن قائلة: «هناك عدد كبير من الأطفال في ساوثهامبتون يتناولون الباراسيتامول خلال عطلة نهاية الاسبوع لدخول المستشفى اطول فترة ممكنة»، واشارت إلى أن الآباء عليهم التحدث إلى أطفالهم لمنع التحديات التي تسهل النشاط الإجرامي ودعت إلى تغريم الشباب من قبل محاكم الصلح إذا انضموا إلى اللصوص لكى يدرك الآباء أن هناك ثمن لسلوكيات ابنائهم.

اقرأ أيضًا : إغلاق "المعرض الوطني" في بريطانيا بسبب شخص تسلق المبنى

;