مـلحمـة توشـكى| مزارع عملاقة ومشروعــات للتصنيع الزراعي

السيسي: الاستثمار في الأراضي الصحراوية المستصلحة متاح للشباب والمستثمرين

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تقرير: محمد فايد

تعمير الصحراء ليس بالأمر السهل بل يتطلب الكثير من الطموح والعمل والجهد، وهذا هو ما تحرص عليه الدولة المصرية منذ إطلاق الجمهورية الجديدة، حيث تبعث برسائل الأمل في نفوس المصريين بالعمل الجاد وتحويل الرمال الصفراء إلى زراعات خضراء مثمرة، لتؤكد على الهدف الرئيسي للجمهورية الجديدة، وهو التعمير والبناء والتنمية.

الرئيس فى مداخلة هاتفية مع الوفد الإعلامى بتوشكى:
نستهدف زيـادة الرقعة الزراعية إلى أربعة ملايين فدان خلال عام

القمح والذرة والتمور والعنب والمـانجو والموالح أبرز المحاصيل

رئيس الوطنية لإستصلاح الأراضىنهدف إلى تقليل الفجوة الغذائية وتوفير فرص عمل للشباب 

أطلقت الدولة المصرية منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مسئولية البلاد، مشروعات التنمية والتعمير فى كل شبر من أرض مصر، بسواعد أبناء الوطن المخلصين، الذين يتسلحون بالإرادة والعزيمة غير عابئين بما يروجه أعداء الوطن للنيل من إرادتهم بل يزداد إيمانهم بما يقدمونه بسواعدهم من أجل إعمار الأرض، تلك الرسالة السماوية التى تتخذها القيادة السياسية منهجًا مصداقًا لقوله تعالى «هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأرض وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا»، وكان أحد أهم مظاهر الإعمار والتنمية هو التوسع فى الرقعة الزراعية من خلال استصلاح المساحات الصحراوية الشاسعة التى تذخر بها مصر، والتى كانت فى الماضى حلمًا ولكن تحول الآن بفضل التخطيط السليم والإرادة الحقيقية وسواعد أبناء الوطن إلى معجزة حقيقية على أرض مصر.

ما أتحدث عنه ليس مجرد أحلام أو موضوع صحفى بل هو واقع عايشته جريدة «الأخبار»، خلال الجولة التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، إلى أحد أهم وأضخم المشروعات الزراعية المتكاملة فى مصر، وهو مشروع «توشكى»، تلك الجولة التى انتهت بمداخلة هاتفية من الرئيس عبد الفتاح السيسى، مع وفد الصحفيين والإعلاميين المشاركين فى الجولة، ليوجه لهم الشكر على جهدهم ويرحب بوجودهم على أرض «توشكى»، ليشاهدوا ما تم إنجازه على أرض الواقع، ويتحدث عن تفاصيل المشروع الذى كان فيه دلالة واضحة على متابعة الرئيس، الدورية للمشروعات القومية ومتابعته الدقيقة لكل ما يتم على الأرض، رغم مسئوليات منصبه إلا أنه حريص على متابعة كل شىء بنفسه.

مكالمة الرئيس

وخلال مكالمته للصحفيين والإعلاميين، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن مشروع توشكى جزء بسيط من المشروعات الكبرى التى تنفذها الدولة المصرية، من أجل توفير حياة أفضل للمواطنين، موضحًا أن الدولة تستهدف زيادة الرقعة الزراعية إلى أربعة ملايين فدان خلال عام واحد فقط، وقد تم الانتهاء من معظم أعمال البنية التحتية اللازمة لاستصلاح الأراضى الصحراوية من محطات مياه وكهرباء وتسوية للأرض وغيرها، لتكون الأرض جاهزة مع بداية الموسم الزراعى.

ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، رسالة طمأنة إلى المصريين بأن الدولة تسير على الطريق الصحيح، وأن هناك إنجازات كبرى تتم على أرض الواقع مثل التى شاهدناها فى تلك الجولة، مشيرًا إلى أن الأراضى التى يتم استصلاحها من قبل الدولة سيكون متاحا طرحها للاستثمار للشباب والمستثمرين للاستفادة منها وليست مقصورة على الدولة فقط، بالإضافة إلى أن الدولة عازمة على طرح أسهم من تلك الشركات للاكتتاب فى البورصة لتوسيع قاعدة المستفيدين من الاستثمار فى تلك المشروعات سواء كان المستفيدون من الشباب أو المستثمرين.

وأوضح الرئيس السيسى، خلال مداخلته الهاتفية، أن المشروعات الزراعية تستهدف بالأساس تغطية متطلبات المصريين من القمح والذرة كأولوية رئيسية، ثم زراعات الفاكهة والخضراوات المختلفة، مؤكدًا أن الدولة مهتمة أيضًا بالتصنيع الزراعى إلى جانب استصلاح الأراضى وزراعتها، فى العديد من المشروعات الزراعية الجديدة مثل توشكى وشرق العوينات والفرافرة ومستقبل مصر وسيناء والدلتا الجديدة وبنى سويف وغيرها، واختتم الرئيس مداخلته بأن تلك المشروعات خطوة من مئات الخطوات التى تخطوها الدولة المصرية نحو التنمية للنهوض بحياة المواطن البسيط، واستثمار كل نقطة مياه متاحة فى إنتاج زراعى يلبى احتياجات المصريين.

استصلاح الصحراء

مشروع توشكى هو أحد مشروعات الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، وقد تم إنشاؤها فى 25 مايو عام 1995، كإحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، بهدف استصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية وتقليل الفجوة الغذائية وخلق فرص عمل للشباب وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة، وتم البدء فى الاستصلاح بمنطقة شرق العوينات عام 1999، بمساحة عشرة آلاف فدان، حتى وصلت الآن إلى 200 ألف فدان مزروعة فعليًا.

وفى عام 2015، بدأت الشركة باستصلاح عشرة آلاف فدان بمنطقة سهل بركة بالفرافرة، وعام 2017 بدأت باستصلاح مزرعة توشكى بمساحة 25 ألف فدان، وفى عام 2018 بدأت الشركة باستصلاح مزرعة عين دالة بمساحة 12500 فدان والبدء فى تنفيذ مشروع التمور «2.4» مليون نخلة بمساحة 37 ألف فدان بتوشكى، وفى عام 2019 بدأت الشركة فى مشروع تنمية جنوب الوادى بتوشكى على مساحة 500 ألف فدان، وأصبحت الشركة حاليا تمتلك 4 مزارع عملاقة بشرق العوينات وعين دالة وتوشكى والفرافرة.

وتقوم أنشطة الشركة بعدة نشاطات مختلفة أولها النشاط الزراعي المتمثل فى زراعات القمح والذرة والنخيل وأشجار الفواكه والبطاطس والخضراوات، وثانيها نشاط الإنتاج الحيوانى المتمثل فى تربية الأغنام والماعز، وثالثها النشاط التكميلى المتمثل فى أبراج الحمام ومناحل إنتاج العسل، وتربيط البط، بالإضافة إلى نشاط التصنيع الزراعى الذى يقوم على استغلال الأنشطة الزراعية بالشركة.

توشكى الخير

يعد مشروع توشكى، أحد أهم وأكبر المشروعات الزراعية الذى تم إقامته فى منطقة مفيض توشكى، جنوب أسوان بحوالى 225 كم، بهدف خلق دلتا جديدة جنوب الصحراء الغربية موازية للنيل، تساهم فى إضافة مساحة تصل إلى 600 ألف فدان للرقعة الزراعية بنهاية 2024، وقد تم تجهيز المنطقة والأرض الصحراوية بتوشكى لتستوعب حجم الأراضى التى يتم استصلاحها، حيث تم حفر وتبطين ترع بإجمالى طول 19.8 كم وأخرى بطول 18.2 كم، وتم إنشاء عدد 52 محطة طلمبات تضم 219 طلمبة لضخ المياه لأجهزة الرى المحورى ويتم تجهيز عدد 47 محطة أخرى تضم عدد 239 طلمبة فيكون عدد المحطات 99 محطة تضم عدد 458 طلمبة كما تم تنفيذ عدايات خطوط مواسير شبكات الرى والترعة المغذية بإجمالى 11 عداية.

وتم مد شبكات رى بإجمالى أطوال 420 كم، بأقطار تتراوح من 180 مم إلى 1200 مم، إضافة إلى 670 كم جار تنفيذها لتصل أطوال شبكة الرى إلى 1090 كم، كما تم تنفيذ جميع أعمال الكهرباء لتغذية محطات الطلمبات وأجهزة الرى المحورى متمثلة فى عدد 2907 أبراج هوائية بإجمالى 650 كم هوائيات، عدد 8 موزع جهد متوسط، عدد 91 كشك توزيع لتحويل الجهد المتوسط إلى جهد منخفض، وتم إنهاء 415 كم من شبكات الطرق الرئيسية والمدقات ويتم حاليًا تنفيذ 677 كم أخرى، من إجمالى 1092 كم المستهدفة، كما تم توريد وتركيب وتشغيل عدد 497 جهاز رى محورى بمناطق الأسبقية العاجلة واستكمالها لتصل لنحو 800 جهاز للمرحلة الأولى.

أهداف المشروع

تهدف الدولة من خلال إقامة مشروع توشكى، إلى التغلب على الفجوة الغذائية وذلك بزيادة الرقعة الزراعية حوالى 500 ألف فدان، تصل إلى 600 ألف فدان بنهاية العام الجارى، ويستهدف وصولها إلى المليون فدان فى المستقبل، بالإضافة إلى تعظيم عائد الموارد المتاحة وزيادة الصادرات الزراعية، مما يساعد فى تقليل العجز فى الميزان التجارى، وتوفير فرص عمل للشباب خاصةً من شباب صعيد مصر، والتشجيع على إعمار وإسكان وتنمية هذه المناطق وتخفيف الضغط البشرى على وادى ودلتا النيل، ويحقق المشروع الوصول إلى حلم الاقتراب من الاكتفاء الذاتى من القمح بشكل كبير وبذلك لا نحتاج إلا استيراد أقل من ربع الكمية فقط التى نحتاجها من القمح.

المخطط العام

شمل المخطط العام للمرحلة الأولى من المشروع 12 منطقة زراعية، وزراعة «2.3» مليون نخلة على مساحة 37 ألف فدان، تم منها زراعة 1.35 مليون نخلة على مساحة 21 ألف فدان، بالإضافة إلى بعض الزراعات التحميلية حول أشجار النخيل، تم إنشاء هذا المشروع بمشاركة 11 شركة مصرية وطنية، وتحت إشراف مركز الدراسات والتصميمات للمشروعات المائية، بحجم عمالة 5 آلاف مهندس وفنى وعامل فى مرحلة تأسيس المشروع.

وتعد مزرعة النخيل بتوشكى أكبر مزرعة نخيل بالشرق الأوسط، المزرعة الجديدة تضع مصر فى المركز الثاني على الأقل في إنتاج التمور على مستوى العالم، من خلال زراعة أصناف عالمية ذات جودة وقيمة اقتصادية عالية، بالإضافة إلى بعض أنواع التمور والمانجو التى يتم زراعتها فى مصر لأول مرة.

وترفع زراعة التمور في توشكى الإنتاج من 1.8 إلى 2 مليون طن سنويًا، بزيادة 250 ألف طن، فيما يرفع عدد أشجار النخيل من 15 إلى 18 مليون نخلة، بالإضافة إلى زراعة الأنواع الفاخرة من التمور على مساحة 25 ألف فدان مثل «البارحي والمجدول وعجوة المدينة والعنبرة» مما يرفع من القيمة السوقية والاقتصادية للمشروع ، وإقامة مصانع لمختلف منتجات التمور مثل مصانع الدبس والكحول والخل والسكر السائل، واستخدام نواتج تقليم النخيل فى صناعة الأخشاب والورق والكمبوست.

الإرادة السياسية

قال رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لإستصلاح  وزراعة الأراضى الصحراوية ، إن صاحب الفضل الأول فى إعادة إحياء العمل بمنطقة توشكى مرة أخرى هو «الإرادة السياسية»، بعد أن أهمل المشروع منذ عام 2000 ولم يتم إنجاز المُستهدف منهُ منذ ذلك الوقت، ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسى، وضع إعادة إحياء هذا المشروع ضمن أولوياته من أجل استثماره بالشكل الصحيح الذى يحقق الهدف من المشروع واستغلاله فى مشروعات التوسع بالرقعة الزراعية.

وأضاف أنه تلقى تكليفات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، بدراسة إحياء مشروع توشكى من جديد والتوسع فى المساحات التى يضمها المشروع والتنوع فى الأنشطة التى يشملها المشروع، وقد تم تنفيذ ذلك بالفعل من خلال إجراء وإعداد دراسات متكاملة والاستعانة بخبرات المتخصصين خاصة مركز البحوث الزراعية، وعلى مدار أكثر من عامين فى الفترة من 2017 حتى 2019، تم الانتهاء من الدراسات المطلوبة وعرضها على الرئيس والبدء الفورى فى استصلاح وإعادة إحياء مزرعة توشكى بمساحة 25 ألف فدان، وصولًا إلى مشروع تنمية جنوب الوادى بتوشكى على مساحة 500 ألف فدان عام 2019 تصل لـ 600 ألف فدان بنهاية 2024، ونستهدف الوصول إلى مليون فدان في المستقبل.
وأوضح أن هناك العديد من الصعوبات والتحديات التى واجهتهم خلال مرحلة الإعداد للمشروع، منها صعوبات كانت موجودة بالأرض ذاتها على الرغم من جودتها وإمكانية زراعتها وفقًا للأبحاث والدراسات التى تمت عليها من قبل الجهات المختصة والمراكز البحثية المُتخصصة، إلا أنها أرادت أن تقول بأن الخير المتوقع منها لن يكون سهلاً، وعلى قدر العمل سيكون على قدر الخير المُنتظر منها، وبالفعل استطاع فريق العمل المكلف بالمشروع التغلب على كل العقبات والصعوبات التى واجهته بفضل الإرادة فى تحقيق حلم لكل المصريين، مؤكدًا أن رؤية الأرض الصحراوية وهى تكتسى باللون الأخضر تمثل متعة حقيقية لكل العاملين بالمشروع ويشعرون بمدى الفخر بجهدهم حينما يشاهدون الأشجار تحمل

الثمار والأرض تطرح الخير مما يبعث الأمل فى نفوسهم جميعًا ويشعرون بالإنجاز الذى تحقق رغم كل الصعوبات.
وأشار إلى أن الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، كان الهدف الأساسى الذى أنشأت من أجله هو استصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية لتقليل الفجوة الغذائية وخلق فرص عمل للشباب وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة، مشيرًا إلى أن هُناك ما يزيد على 4000 مدنى يعملون داخل الشركة، نصفهم فى مشروع توشكى، بجانب المئات من العمالة غير المباشرة ومهن وصناعات مرتبطة بمشروعات الشركة الزراعية المنتشرة فى ربوع مصر.. وأوضح أنه تم بدء الاستصلاح فى منطقة شرق العوينات عام 1999 بمساحة عشرة آلاف فدان عام 1999 حتى وصلت إلى مائتى ألف فدان مزروعة حاليًا فى قلب الصحراء، ولم يقف عمل الشركة على شرق العوينات وتوشكى فقط، بل تم استصلاح عشرة آلاف فدان بمنطقة سهل بركة بالفرافرة واستصلاح مزرعة عين دالة على مساحة 12500 فدان عام 2018، والبدء فى تنفيذ مشروع التمور لـ 2.4 مليون نخلة على مساحة 37000 ألف فدان بتوشكى، مؤكدًا أن توشكى كانت حلما لكل المصريين والآن أصبحت معجزة حقيقية يعيشها الجميع، ورغم صعوبة المنطقة وحرارة الجو المرتفعة جدًا فى توشكى فإن الجميع يتسابق فى العمل سواء من المزارعين أو المهندسين أو حتى شركات المقاولات التى تعمل فى إنشاء محطات المياه لرى الأرض، وقد حقق الجميع إنجازات كبيرة فى أوقات قياسية، لعل أبرزها ما حققته إحدى الشركات العاملة بمحطة لرفع المياه ضخم جدا وكان التوقيت المحدد للانتهاء من المحطة 24 شهرًا، ولكن ما حدث أنه تم الانتهاء من حوالى 70 % من مجمل أعمال المحطة خلال أقل من عام واحد، بالإضافة إلى أن هناك معدات يابانية تستخدمها تلك الشركة وفقًا للنظام الذى حددته الشركة اليابانية المصنعة، ولكن ما قامت به الشركة المصرية فاق توقعات اليابانيين حيث ابتكروا طريقة جديدة لنقل وتركيب المعدات اختصرت الكثير من الوقت وتحملوا على أنفسهم عناء جهد مضاعف من أجل سرعة الإنجاز، وهو ما دفع الشركة اليابانية إلى توجيه الشكر لهم على هذا الإنجاز الذى تحقق لأول مرة.

العاملون بالمشروع

وفى ذات السياق أوضح أحد أساتذة معهد بحوث وقاية النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة الذى يشارك فى الإشراف على تنفيذ المشروع، أنه يتم استخدام أساليب الرى الحديث داخل مزرعة توشكى، حيث يحصل كل نبات على الكمية المُخصصة له من المياه بعد أن تم إجراء الأبحاث والدراسات على طبيعة الأرض والزراعات التى ستتم زراعتها وعوامل الجو وكمية المياه.

وأضاف أن هُناك 4 مراكز ومعاهد ومعامل تابعة لوزارة الزراعة تعمل مع الشركة داخل مزرعة توشكى وهى: معهد بحوث وقاية النباتات، معهد بحوث أمراض النباتات، معهد بحوث البساتين، المعمل المركزى لبحوث النخيل والتمور، مشيرًا إلى أن هناك متخصصا مُقيما داخل المزرعة من تلك المعاهد والمراكز يقدم المادة العلمية والاسترشادية مدعومة بمواد تطبيقية من أجل تحقيق أقصى استفادة إنتاجية بأقل إمكانية استخدام المياه، من أجل تحقيق أفضل النتائج بأقل استخدام للمياه وهو ما تحقق بالفعل فى معظم المحاصيل الموجودة بمزرعة توشكى.

خلال جولة «الأخبار» داخل المزارع المختلفة بمشروع توشكى، كانت إحدى المحطات المهمة فى الجولة هى مشروع التمور والمستهدف منه زراعة 2.4 مليون نخلة على مساحة 37000 ألف فدان، وقال أحد المزارعين العاملين بالمشروع، إنه يقوم بجمع البلح من على النخيل بطريقة مُنظمة حتى لا يُهدر منه شيئًا، موضحا أنه يعمل داخل مزرعة توشكى منذ خمسة أعوام ونصف منذ تم الإعلان عن وجود وظائف متاحة بالمشروع، مؤكدًا أن كان يحلم بالذهاب إلى أقصى الجنوب رغم أنه من الأقصر لتعميرهُ، وهو ما تحقق من خلال عمله بمشروع توشكى.

وأشار إلى أنه يُحب عمله ويشعر بالفخر عن كل إنجاز يتحقق فى المشروع، ويتلقى معاملة جيدة من المسئولين عن المشروع، كما يتقاضى راتبا جيدا يوفر له ولأسرته حياة كريمة، كما يوفر له المشروع ظروف إعاشة جيدة تمتاز بتوافر كل شىء فيها داخل المزرعة التى يقيم بها 15 يومًا ثم ينزل إجازة 12 يومًا للذهاب لأسرته.. وفى سياق متصل، قال أحد المهندسين الزراعيين العاملين بمزرعة النخيل، إنه شاهد هذا النخل عندما كان مجرد نبتة صغيرة منذ أربع سنوات حين تمت زراعته فى أرض صحراوية شديدة الصعوبة، معربًا عن سعادته الكبيرة بما تحقق فى المشروع الذى وصفه بالإنجاز العظيم، موضحاً أن عملهم لا يقتصر على مزارع النخيل فقط بل يتنقلون داخل المزارع المختلفة بمشروع توشكى باختلاف مواسم الحصاد لكل زرعة.

والتقط الحديث مهندس زراعى آخر، يعمل فى مزرعة توشكى منذ 5 سنوات، وأوضح أنه يعمل فى المشروع منذ بداية غرس النخل صغيرًا فى الأرض الصحراوية، واليوم أصبح النخل منتجًا كما شاهدناه وينتج العديد من أنواع التمور المختلفة بعضها أنواع غير معروفة كثيرًا لدى المصريين لارتفاع سعرها وعدم زراعتها فى مصر من قبل، مؤكدًا أن ما يتم بذله من جهد كبير فى هذا المشروع ربما لا يعلم عنه المصريون شيئًا، ولكن الحقيقة أن هناك جهدا وعرقا وسواعد تعمل فى صمت مؤمنين بتنمية وطنهم، ومحبين لعملهم.

مزرعة الموالح

قال أحد المزارعين فى مزرعة الليمون، والذى يتخطى عمره الأربعين عامًا، إنه يعمل فى توشكى منذ خمس سنوات، وما شاهده من استصلاح هائل للأراضى الصحراوية وزراعتها وحجم الإنتاج يصعب تصديقه بكل المقاييس، لأنه مثل الحلم ولم يتخيل العاملون فى المشروع تحقيق كل ذلك الإنجاز بهذا الشكل، وهم فخورون بكونهم جزءا من مشروع كبير مثل مشروع توشكى ووجه الدعوة للشباب المصرى إلى المساهمة فى بناء وطنهم وتعميره، ليشعروا بمدى الفخر الذى يشعرون به مع رؤية كل محصول تنتجه أرض صحراوية قاحلة، وتتحول يومًا بعد يوم إلى اللون الأخضر المثمر.. ومن جانبه أوضح مدير مشروع شرق الريف المصرى «المرحلة الثانية»، أن المشروع كان مُخططًا له منذ عدة سنوات، لكن تكليفات الرئيس بالبدء فى تنفيذ المشروع قبل بدء الموسم الزراعى الجديد خلال شهر واحد، جعل الجميع يتساءل عن كيفية التعامل مع هذا التحدي الكبير، ولكن بفضل إرادة المصريين وسواعد أبناء الوطن المخلصين كنا نصل الليل بالنهار لتنفيذ تكليفات الرئيس، والبدء الفورى فى تنفيذ المشروع للحاق بالموسم الزراعى الجديد، ورغم صعوبة التحدى فإننا استطعنا تحقيقه بنجاح.

محطات الرفع

قال أحد المهندسين العاملين فى إحدى شركات المقاولات بمشروع إنشاء محطة رفع المياه بالكيلو 8، إن محطة الرفع تبلغ أبعادها 600 متر فى 150 مترًا، وتشمل 12 طلمبة كما تبلغ القدرة الكهربائية للمحطة 11 ميجافولت أمبير، كما أن كميات الحفر الإجمالية للمحطة ثلاثة ملايين م3، وقدرتها 36 م3/ الثانية، موضحًا أن ما تحقق من إنجاز تنفيذى يتماشى مع المعايير العلمية والفنية غير مسبوق وسيذكر فى التاريخ.

ومن جانبها قالت السيدة الوحيدة العاملة بهذا المشروع وهى مهندسة بإحد شركات المقاولات العاملة فى مشروع محطة رفع المياه، إن مدة تنفيذ المشروع كانت 24 شهراً لكن توجيهات رئاسية جاءت بتنفيذ المشروع خلال ثمانية أشهر فقط لكى يتم اللحاق بموسم الزراعة الجديد، موضحة أن الطاقة الإنتاجية لمحطة الرفع تبلغ 6.2 مليون متر3 فى اليوم، كاشفة أن 95 % من الخامات المستخدمة فى المشروع هى صناعة مصرية 100 %، وعن كونها السيدة الوحيدة فى المشروع أكدت أنها تحب عملها ولا تجد غضاضة فى ذلك رغم صعوبة الطقس فى تلك المنطقة إلا أنها اعتادت على الحياة فى المشروع وسط المعدات والعاملين، وحبها لعملها وشعورها بالنجاح فيما تؤديه من أجل بلدها جعلها لا تشعر بأى صعوبة فى العيش وسط الصحراء والجبال خاصة وهى تشاهد ثمار عملها من إنجازات كبيرة تتحقق من أجل تنمية مصر.. وأوضح المهندس المسئول عن مشروع محطة رفع المياه وهو مدير المشروع، أن المحطة يوجد بها 12 طلمبة وكان التحدى الأكبر هو مدة تنفيذ المشروع وفقا للتوجيهات الرئاسية، ولكن استطاعت كتيبة العاملين بالمشروع بفضل الإرادة القوية فى تنفيذ توجيهات الرئيس واختصار التوقيت الزمنى للمشروع، مشيرًا إلى أن ما يحدث من إعمار يمثل ملحمة كبرى يشارك بها 1500 عامل ومهندس واستشاري يعملون على مدار 24 ساعة لتنفيذ المشروع الذي يعمل على رفع المياه 20 مترًا رأسيًا ويضخ 4.6 مليون متر مكعب في اليوم الواحد، وهو ما يعد إنجازًا كبيرًا، واختتم مدير المشروع بأن الكل يتعاون ويتسابق من أجل نجاح المشروع وتنفيذه بأفضل المواصفات العلمية والفنية.

الوعي والتنوير 

تبذل إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، جهودًا جبارة من أجل تسليط الضوء على الإنجازات التي تتم في كل شبر من أرض مصر، لتوعية المواطنين بما تم تحقيقه على أرض الواقع من إنجازات وتقدم كافة أشكال العون والدعم لوسائل الإعلام المختلفة من أجل مساعدتهم في أداء رسالتهم، ولا تدخر جهدًا في تقديم أي معلومة أو تنظيم جولة لوسائل الإعلام حتى تقدم إعلامًا راقيًا يتواكب مع الجمهورية الجديدة.