قصـة اغنية

ماما زمانها جايه

عبد الصبور بدر
عبد الصبور بدر

عبد الصبور بدر

أتحداك أن يسمع طفلك «ماما زمانها جايه» ولا يحفظها، ويرددها، وتصبح غنوته المفضلة، كما حدث من قبل معك ومع والدته حين كنتما صغيرين.  يمكنك القول إن الأغنية التى غناها محمد فوزى قبل 67 عامًا فى فيلمه «معجزة السماء» هى «ترند» الأجيال المختلفة، ولكن من هذا الطفل الذى ظهر فى الأغنية، وصوت بكائه على أمه يقطع القلوب، وضحكته ترد الروح؟!

إنه هانى داوود، ماتت أمه بعد ولادته بأيام قليلة، وتركته «لحمة حمراء» لوالده الذى كان يقيم فى أحد شوارع السكاكينى بالضاهر، وحين يذهب لعمله فى الصباح لا يجد أحدًا يأتمنه عليه إلا جارته فى العمارة الست «هداية» زوجة محمد فوزى الأولى التى تبنته ورشحته للأغنية.

يتذكر هانى ما كان يفعله فى بيت الجيران قائلًا: «كنت بقضى الوقت كله فى شقة الفنان محمد فوزى، ألعب بهدومه، لحد ما والدى يرجع، ولما كبرت عرفت من مدام هداية إنها اللى رشحتنى للظهور معه».

لم يتجه هانى إلى الفن، ولكن لكرة القدم، حتى عمل مدربًا بقطاع الناشئين فى النادى الأهلى قبل أن ينتقل لوظيفة إشرافية عقب إصابته بالعصب السابع.
تزوج هانى، ولكنه ظل محرومًا من الإنجاب 25 عامًا، حتى رزقه الله بابنته فرحة (15عامًا) التى صححت المسار، واتجهت للفن مبكرًا، وعملت فى الإعلانات، ولديها موهبة فى تأليف الأغانى.