شاب مصري يحقق حلمه في بكين.. مذيع باللغتين الصينية والعربية

الشاب المصري
الشاب المصري

مع التطور السريع لاقتصاد الصين وانفتاحها المتزايد، قد جاء عدد كبير من الأجانب إلى الصين للدراسة والعمل والعيش فيها. وحسب الإحصاءات، هناك مئات الآلاف من العرب يقيمون حاليا في الصين آملين في تحقيق أحلامهم بحماستهم وحكمتهم في هذه الأرض المنفتحة والمفعمة بالحيوية لإبقاء أثارهم العصرية فيها.

واليوم مع رحلة مع حياة الطالب المصري محمد جهاد في بكين، ونتعرف على كل ما يمر به أثناء رحلته مع تعلم اللغة الصينية.

ووفقا لتقرير "CGTN" العربية استمر التبادل التجاري بين الصين والدول العربية نحو ألف سنة على طريق الحرير. وبحسب الإحصاءات الرسمية في الصين، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية.

وكان عم محمد واحد من رجال الأعمال العرب الذين يسافرون من وإلى الصين ويدير شركة للتجارة الخارجية. كثيرا ما سمع محمد عمه يتحدث عن الصين، مما جعله شغوفا بالصين وفكّر في تعلم اللغة الصينية. في عام 2015، التحق محمد بقسم اللغة الصينية بكلية الألسن جامعة عين شمس في مصر.

وكان محمد يتأثر بحمى اللغة الصينية العالمية في السنوات الأخيرة، حيث يزداد عدد دارسو اللغة الصينية إلى ما أكثر من 25 مليون شخص في العالم، ويقترب العدد التراكمي للأشخاص الذين يتعلمون اللغة الصينية ويستخدمونها في العالم من 200 مليون شخص.

وقال محمد في مقابلة معه إن الالتحاق بقسم اللغة الصينية في جامعات مصرية أصبح من أصعب تحديات أمام الطلاب المصريين ولا يمكن قبول سوى الطلاب المتفوقين، على الرغم من زيادة مستمرة لمؤسسات تعليم اللغة الصينية. ففي الماضي كان هناك معهد كونفوشيوس واحد بجامعة القاهرة، والآن يوجد 3 معاهد كونفوشيوس في أنحاء مصر.

ومثل العديد من الطلاب الأجانب الذين يتعلمون اللغة الصينية، واجه محمد صعوبات في تعلم اللغة الصينية أيضًا.

وقال: "إنه في البداية، كانت النغمات الأربعة صعبة للغابة بالنسبة له، بسبب عدم وجودها في نطق اللغة العربية. ومنذ ذلك الحين، درس محمد بجد واجتهاد، وأخيراً، في السنة الثالثة من الجامعة، حصل على منحة دراسية وجاء إلى جامعة نانكاي في الصين للدراسة. بعد التخرج، تم قبوله في جامعة الاتصالات الصينية كطالب دراسات عليا تخصص الإذاعة".

وفقا لتقرير "CGTN" العربية وتعد جامعة الاتصالات الصينية أعلى جامعة في مجال الإعلام والإذاعة في الصين، ولا يستقبل تخصص الإعلام في الجامعة أجانب بشكل أساسي، لأن هذا التخصص يتطلب مهارات عالية في اللغة الصينية بالنسبة للصينيين، فماذا عن الأجانب.

لكن بسبب الأساس الجيد للغته الصينية وحبه لها، رشحت وزارة التعليم الصينية محمد وأصبح طالب دراسات عليا في الإعلام والإذاعة. ومنذ دخوله هذه الجامعة، بدأ محمد في تصحيح نطقه من الصفر. دائمًا ما يطلب توجيه معلميه داخل الفصل وخارجه، كأنه مبتدئ في اللغة الصينية.

نال اجتهاد محمد في الدراسة تقدير معلمته تشاو لين. حيث قالت عن محمد: "جاء إلى جامعة الاتصالات الصينية عام ٢٠١٩. تعد النغمات أصعب ما يواجهه الأجانب عند تعلم اللغة الصينية. لكنه كان مجتهدا، بالأخص عند تعلمه للنغمة الثالثة، كان يرسل لي عشرات الرسائل الصوتية، كأنه مفتون بها. أصبحت لغته الصينية الفصحى ممتازة الآن."

وبفضل مهاراته الممتازة في التعبير باللغة الصينية، غالبًا ما تتم دعوة محمد لحضور الأنشطة والمشاركة في تسجيلات البرنامج الإذاعية والتلفزيونية. وكان الموظفون الصينيون يسارعون إلى مدح محمد، وقال أحد منهم لنا إن "لغته الصينية جيدة حقًا. عندما تتواصل معه تشعر كأنك تتواصل مع صيني. أحيانًا أنسى أنه أجنبي. أتطلع إلى مزيد من التعاون معه في المستقبل."

وفي نهاية يوم العمل، يقوم محمد دائما بالاتصال الهاتفي بزوجته في في، وهي فتاة صينية ودودة ولطيفة. بدأ تعارفهما من خلال تسجيل برنامج شاركا فيه قبل 8 سنوات. كانت هذه هي السنة الأولى التي أتى فيها محمد إلى الصين، أتاح مظهره الوسيم وطلاقة لغته الصينية له فرصة الحصول على دعوة لتسجيل برنامج. كانت في في مخرجة الإرساء. والذي قرب المسافة بينهما أكثر هو أن في في مسلمة. بعد تسجيل البرنامج، ظل الاثنان على اتصال، كانا يلتقيان لتناول العشاء والتسوق كل فترة، وسرعان ما طرق الحب باب قلبيهما ودخلا قصر الزواج.

هذا واجتمعت المعدة الصينية مع الفم العربي ليشكلا عائلة مترابطة أشد الترابط، ويضيف تصادم الاختلافات الثقافية الكثير من المتعة لحياتهما. وقالت في في: "مثلًا عند شرب الشاي: في كل مرة يريد وضع الكثير من السكر فيه، وإلا فلن يتمكن من شربه. عندما أرى أن مثل هذا الشاي الرائع "يتم تدميره" لا أعرف هل يجب أن أضحك أم أغضب. "

على الرغم من وجود عادات مختلفة يجب التكيف معها، لا يزالان مليئين بالثقة في الحياة المستقبلية. فيما يتعلق بالطريقة التي يتعاملا بها، يعتقد كلاهما أن "الاحترام المتبادل والتسامح" أهم شيء. لأن الحب لا يعني إيجاد شخص مثالي، بل يعني أن ترى من تحب بعين مثالية.
كل شيء له ثمن، بفضل قدرة محمد المتميزة على التعبير باللغة الصينية شارك في العديد من البرامج. ذهب إلى جميع أنحاء الصين لتسجيل البرامج، مما أتاح له فرصة معرفة المزيد عن الصين. وفي كل مرة يرى فيها جبال الصين وأنهارها، يهتز قلب محمد بشدة. ألهمه هذا الجمال فكرة جديدة لمشاركة تجربته الشخصية في الصين على منصات التواصل الاجتماعي. والآن يقوم بتسجيل مقطع فيديو يوميا لتعريف العرب بحياته وتجربته الحقيقية في الصين. وبعد نشر كل مقطع فيديو، يتابع محمد تعليقات الجميع ويتفاعل معها بنشاط. وقد أعادت بعض المؤسسات الإعلامية المصرية نشر أعماله.

يعتقد محمد أن كلا من الصين ومصر حضارتان قديمتان، وأن ثقافتيهما مترابطتان بشكل وثيق، ويسعده أنه اختار تخصص اللغة الصينية وجاء إلى الصين.

من شاب مصري عادي، إلى مذيع باللغتين الصينية والعربية، إلى زوج لفتاة صينية، واصل محمد المضي قدمًا على طريق تحقيق حلمه الصيني. وقال إنه محظوظ جدًا لرؤية التطور السريع في الصين خلال هذه السنوات، وفي الوقت نفسه، سيواصل الإسهام في تعزيز الصداقة والتعاون بين الشعبين الصيني والمصري.