يبدو أن القوى الناعمة المصرية ـ والجنس الناعم منها على وجه الخصوص ـ سيزاحم بالأكتاف ليحتل مقدمة صفوف كتائب حرس الإبداع في دنيا الفن والفنون ؛ ولم يكن رأيي هذا لإنصاف من هُنَّ من بنات جنسي من المبدعات في تخصصهن؛ ولكنها لمحات النبوغ التي تفرض كلمتها على الساحة الأدبية والفنية ؛ ورأي واختيار ميزان العدالة مغمضة العينين؛ والتي تعي من خلال وقائع التاريخ أن “مصر ولاَّدَة”؛ وأن بحر الحياة فيها يزخر باللآليء والدرر؛ فقط ينتظر الغواص الماهر الذي ينتشل ويكتشف “الماسات” الرائعة من قلب المحيط !“إن الوزارة منفتحة على التعاون مع كافة المشاريع الجادة التي تهدف إلى الحفاظ على تراثنا الفني، واكتشاف المواهب بجميع المجالات ؛ والاستعداد لتقديم كافة أوجه الدعم للمشروع، من خلال مسارح وفناني دار الأوبرا المصرية، ليخرج بالصورة التي تليق بإرثنا الغنائي “ .
واليوم .. نتحدث عن “ماسة” ثمينة في تاج دنيا الفنون؛ وهي أ.د./رانيا يحيي؛ التي حظيت في مسيرتها بعضوية المجلس الأعلى للثقافة بلجنة الشباب؛ ثم تم اختيارها كعضو بالمجلس القومي للمرأة بقرار فخامة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي؛ وليسند إليها داخله منصب : مقرر لجنة الفنون والآداب .
واستنادًا إلى كل هذا التقدير والنبوغ.. جاءت تحث الخطى الواثقة نحو الريادة والقيادة داخل حصن الفن والفنون في مصرنا المحروسة المعطاء .. وهو صرح أكاديمية الفنون المصرية؛ لتصدر أ.د./غادة جبارة رئيس الأكاديمية قرارًا بتولي هذه الفنانة المتفردةأثناء كتابتي لهذه السطور؛ عمادة المعهد العالي للنقد الفني ؛ وهي القائمة على رئاسة قسم فلسفة الفن وعلومه في ذات المعهد لسنوات ! يقينا لم يكن هذا التقدير وليد المصادفة أو المجاملة؛ ولكنه جاء نتاجًا لمسيرة حياتها الدراسية والفنية عن جدارة واستحقاق وتميز في مجالات إسهاماتها العلمية والثقافية والفنية؛ وذلك بالتمثيل المشرف لمصرنا المحروسة في العديد من المحافل الدولية؛ وحظيت بأعلى مراتب التكريم في الداخل والخارج؛ فهي التي تم تكريمها بالعديد من شهادات التقدير بالأكاديمية؛ والمجلس الاعلى للثقافة؛ ناهيك عن التكريم الرائع من الجامعة الامريكية/وجمعية كتاب ونقاد السينما/اتحاد كتاب مصر/المركز القومى للموسيقاوالمسرح والفنون الشعبية .
ولم تتوقف مسيرتها الفنية والأكاديمية عند وجودها بين طلابها وطالباتها في مدرج الجامعة فقط ؛ بل عكفت على الكتابات النقدية والموسيقية في العديد من الصحف والمجلات المتخصصة؛ ومن مؤلفاتها ـ على سبيل المثال ..لاالحصر ـ : غذاء الروح، موسيقى أفلام يوسف شاهين، سحر الموسيقا فى أفلام صلاح أبو سيف، نغمات على شاطئ الواقعية .
وأزيدكم من الشعر بيتًا عن هذه الفنانة الشاملة المتحققة؛ والتي تحمل الجينات المصرية الوطنية الأصيلة ؛ فقد حصلت ـ أيضًا ـ بجدِّها واجتهادها على زمالة كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية العليا 1995 وحتى الآن؛ كما أنها عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما !
أما عن الجوائز والتكريمات فحدِّث ولا حرج؛ فقد حصلت مؤخرًا على جائزة الدولة للتفوق في الفنون عام 2023، كما مُنحت لقب الأم المثالية من دار الأوبرا المصرية لعام 2023، وتم تكريمها بمهرجان “بابل” الدولي الخامس عشر في العراق، بحضور وزير الثقافة العراقي، ولفيف من الشخصيات الدبلوماسية والعامة العراقية .
وشهد شاهد من اهلها .. حين جاء في برقية التهنئة بالمنصب من د.مايا مرسي ـ رئيس المجلس القومي للمراة مايلي :
“ أن هذا المنصب مستحق لإسهاماتها الثقافية والفنية المتعددة، وتمثيلها المشرف لمصر فى العديد من المحافل الدولية.. فضلا عن مؤلفاتها الفنية وكتاباتها الموسيقية الهامة، مؤكدة أنها تعد نموذجا مشرفًا للمرأة المصرية نفخر به جميعا، متمنيه لها المزيد من التقدم والنجاح “.
وبإطلالة سريعة على أفكار وتطلعات هذه الفنانة القديرة؛ من خلال اللقاءات الإذاعية والتليفزيونية والصحافية؛ والغوص في محتوى الآراء التي تبديها ـ بتصرف ـ وتحارب من اجلها للدفاع عن “المرأة” فتقول “ إن المراة المصرية هي خط الدفاع الثالث بعد الجيش والشرطة؛ وهي دائمًا كالجندي للدفاع عن بيتها وبلدها؛ وأحيي مبادرات السيد الرئيس التي تعمل دائمًا لصالح الإنسان المصري؛ وبخاصة إشارته إلى الحملات التي تهدف إلى حماية المراة من “سرطان الثدي”؛ وباقي الحملات التي تعود بالنفع على المجتمع والمرأة ـ بشكلٍ خاص ـ كمبادرة “نور الحياة” للأطفال حديثي الولادة؛ فتضحيات المراة المصرية تدعمها الدولة؛ من أجل الحفاظ على الكيان الأُسري؛ ومساعدتها على القيام بدورها الحيوي لإخراج أجيال مثقفة واعية؛ تحمل راية التقدم والتنوير .
وكان للدكتورة/رانيا يحيي ؛ صولاتها وجولاتها وآرائها الخاصة في “قانون الأحوال الشخصية”؛ فإنها ترى ضرورة وأهمية الاحتياج إلى استصدار القوانين الخاصة بقضية “العنف ضد المراة “ بأشكاله المختلفة؛ وفي هذا الصدد يقوم المجلس القومي للمراة بالعمل على القضاء على المشكلة المتفشية في المجتمع المصري؛ وهي مشكلة “ختان البنات” و “زواج القاصرات”؛ ـ ولعلي أذكر أنني كتبت عدة مقالات في هذا الصدد منذ سنوات ـ فإنها ترى ضرورة التشريع برفع سن الزواج وهذا الموضوع يشغل حيزا كبيرا من اهتمامات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ الذي غالبًا مايبدي الاهتمام بضرورة إعطاء المراة فرصتها كاملة في حقها في التعليم ؛ وإفساح المجال لها في دنيا العمل والعمالة؛ فترى د.رانيا يحيى أن تلك الحقوق أصيلة للمراة ؛ فلا نقتل براءة البنت في السن المبكر؛ قبل تشكيل ملامح وتضاريس الجسد والعقل؛ لتتمكن من اختيار شريكها في مسيرة الحياة؛ علاوة على القضاء على مشاكل العنف والتحرش الذي أصبح كظاهرة مقيته في ثنايا المجتمع؛ وآن الأوان للتخلص من تلك الظواهر إلى الأبد !
وليت المجال يتسع للحديث عن رانيا الإنسانة كما لايعرفها أحد لكن بكلمات وجيزة أضيف إلى كل ماسبق من جينات التفوق والالتزام الأخلاقي الذي نشأت عليه داخل أسرتها فهي بحق نعم الأم تراها مع (فريدة ويحي) أما مثالية حريصة على أداء دورها بالتفوق ذاته الذي تؤدي به في كافة مناحي الحياة ،وكذا هي نعم الأخت والصديقة وشهادتي هنا مجروحة علاقتي الإنسانية الراقية معها كزميلة عمل وصديقة عزيزة لكني أبعد عن نفسي شبهة المجاملة بقلمي لهذه “الماسة “ في تاج دنيا الفنون؛فهي باجتهادها استنهضت أقلاما وأقلاما منحتها ألقابا أبرزها(فراشة الفلوت) بخالص الدعم والتأييد لمسيرتها الثقافية والفنية والاجتماعية عن استحقاق .
و بكل الثقة استطيع القول لمجتمعنا المصري بكل طوائفه وطبقاته : إن المجتمع بقيادة قواه الناعمة .. سيظل في طريق التنوير والرفاهية .
و .. ماتخافوش على مصر !