ما بين الساخن والبارد تدور الأحداث الخاصة ب «النيجر»، حيث الانقلاب الذى جرت وقائعه هناك ضد الرئيس «محمد بازوم»، فى بداية الأسبوع الثانى من الشهر الحالى أغسطس.
ففى المساء تنطلق التصريحات الملتهبة والمهددة باللجوء للخيار العسكري، بالتدخل من جانب القوات التابعة لدول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا «إيكواس»، لوأد الانقلاب وإعادة الرئيس «بازوم»، إلى موقعه الرئاسى.
وفى الصباح تنطلق تصريحات أخرى مضادة تؤكد العدول عن الخيار العسكري، وتصاعد النداءات الداعية للأخذ بالخيار السياسى السلمي، حلاً للمشكلة وإنهاء الأزمة المستعصية، والإفراج عن الرئيس وإنهاء اعتقاله وإعادته للسلطة.
وما بين الساخن والبارد نتابع مع العالم تطورات الأحداث وتصاعدها، من جانب قادة مجموعة دول غرب أفريقيا «إيكواس»، وإعلانهم الحاد برفض الانقلاب والمطالبة بإعادة الشرعية وعودة الرئيس «بازوم»، لتولى سلطاته.
ثم نتابع أيضاً الاجتماعات التى عقدها قادة دول مجموعة «إيكواس»، فى العاصمة النيجيرية «أبوجا»، وكذلك اجتماع قادة الجيوش ورؤساء الأركان لهذه المجموعة، وإعلانهم الاستعداد الفورى للتدخل العسكرى لإعادة رئيس النيجر إلى سلطاته إذا لم يفعل قادة الانقلاب ذلك من أنفسهم.
ونتابع كذلك تدخلات القوى الكبرى فى العالم فى هذه القضية الخاصة بدولة «النيجر»، فى الغرب الأفريقي، حيث سارعت فرنسا لإعلان رفضها للانقلاب، والمطالبة بالتراجع عنه وإعادة الشرعية بعودة الرئيس «بازوم»، لممارسة مهامه، وهددت بالتدخل العسكري لتنفيذ ذلك.
ولكن روسيا سارعت بالإعلان عن المطالبة بعدم التدخل العسكري،...، وتلا ذلك إعلان الولايات المتحدة الأمريكية أنها تفضل التعامل السياسي مع أزمة «النيجر»، ولا تفضل الخيار العسكرى .
ثم تابعنا أخيراً ما أعلنته مجموعة دول «إيكواس»، عن إرسالها بعثة دبلوماسية إلى «نيامي»، عاصمة النيجر للبحث فى عودة الشرعية، مع عدم استبعادها فى نفس الوقت للتدخل العسكري، ...، ولكن مهمة البعثة فشلت فى التوصل إلى حل أو اتفاق مع قادة المجلس العسكري للانقلاب، وهو ما يفتح الباب للمجهول.
وهكذا ما بين الساخن والبارد تدور الأحداث فى النيجر ونحن نتابع مع العالم إلى أى شاطئ سترسو سفينة الأحداث .