«مودة» مشروع قومى للحفاظ على كيان الأسرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

 ارتفاع حالات الطلاق بصورة مقلقة جاء الدافع وراء إطلاق الدولة المشروع القومى للحفاظ على كيان الأسرة المصرية «مودة»، والذى أطلقته وزارة التضامن فى مارس 2019، لمواجهة ارتفاع حالات الطلاق كخط دفاع أمامى يبدأ بالتوعية بكيفية اختيار شريك الحياة وتدريب وتأهيل الشباب المقبلين على الزواج بالحفاظ على كيان الأسرة وعدم اللجوء للطلاق. وتتمثل رؤيته تدعيم الشباب المقبل على الزواج بالمعارف والمهارات اللازمة لتكوين الأسرة من سن 18 إلى 35 عامًا، وتوفير تدريبات للمخطوبين والمتزوجين حديثًا للحد من المشكلات الأسرية، وتطوير آليات الدعم والإرشاد الأسرى مما جعله ينال إشادة ودعما واسعا من النواب والشخصيات العامة للمشروع والتوصية بجعله متطلبا لتوثيق الزواج بجلسات الحوار الوطنى ومجلس النواب.


أعلنت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى عن انطلاق المرحلة الثانية لتدريبات المشروع القومى للحفاظ على كيان الأسرة المصرية «مودة» التفاعلية الدامجة للأشخاص ذوى الإعاقة، والتى تأتى فى إطار الشراكة والتعاون بين وزارة التضامن الاجتماعى والوكالة الألمانية للتعاون الدولى «جى اى زد» بالنيابة عن الحكومة الألمانية.

اقرأ ايضاً| دعـم محاربى السرطان ..هدايا من «جنوب الوادى» لأطفال «الأورمان»


وقالت الوزيرة ان المشروع أطلق عدة مبادرات تمثلت فى إعداد الكوادر التدريبية حيث تم تكوين واعداد 7 شبكات من 1600 مدرب متخصص على مستوى الجمهورية الذين قاموا بدورهم بتنفيذ التدريبات والفعاليات المباشرة بمختلف مبادرات المشروع، وهي: مبادرة تدريب طلبة الجامعات والتى أسفرت عن تدريب 133٫196 طالبا وطالبة داخل 11 جامعة منذ مارس 2019.. كما أطلق المشروع مبادرة تدريب ورفع وعى طلبة المعاهد العُليا والمتوسطة، واستفاد منها 76٫193 طالبا وطالبة داخل 80 معهدا عاليا ومتوسطا من خلال 1014 تدريبا، منذ نوفمبر 2021 .


هذا إلى جانب مبادرة مودة داخل قُرى حياة كريمة، والتى استفاد منها 153٫428 شابا وفتاة من أبناء 270 قرية من خلال فعاليات توعية مباشرة وندوات وتدريبات، منذ أكتوبر 2021.


كما أطلق المشروع مبادرة تدريب الشباب داخل الهيئات الشبابية والمعسكرات الصيفية، واستفاد منها 14٫000 شاب وفتاة منهم شباب من ذوى الإعاقة، منذ مارس 2020.


وفى سياق متصل، أطلق «مودة» مبادرة تدريبات المخطوبين، وتم خلالها تدريب 24٫354 شاب وفتاة من المخطوبين والمتزوجين حديثًا، خلال الفترة من 2020 وحتى 2023.. ولم تغفل الدولة عن حديثى التخرج، حيث أطلقت مبادرة تدريب مكلفات الخدمة العامة، ومن خلالها استفاد نحو 17٫000 مكلفة خدمة عامة، منذ يونيو 2019.


وفيما يخص المتعافين من الإدمان، أطلق المشروع القومى «مودة» مبادرة المشورة الأسرية للمتعافين من الإدمان وزوجاتهم، 1٫500متعافٍ وزوجاتهم، منذ سبتمبر 2020، بالإضافة إلى جلسات تفاعلية من خلال بث مباشر مع مجموعة من الخبراء، بمشاركة 187٫625 مستفيد، منذ فبراير 2021.


ولم يكتف المشروع بتدريباته المباشرة، بل قام بإطلاق منصة مودة الرقمية للتعلم عن بعد فى ديسمبر 2019 بحضور رئيس الجمهورية وذلك بهدف الوصول لأكبر عدد من الشباب حيث استفاد منها 4٫7 مليون مواطن مصري. وتوفر المنصة محتوى علميا به المعلومات الأساسية لبناء كيان أسرى سوي، وقام المشروع أيضا بتوفير المنصة بلغة الإشارة فى أغسطس 2021 لاتاحتها للأشخاص ذوى الاعاقة السمعية. وفى عام 2020، اعتمد المجلس الأعلى للجامعات المنصة كأحد متطلبات التخرج الاختيارية بالجامعات المصرية.


التوسع فى الفئات المستهدفة
وتقول الدكتورة راندا فارس مدير المشروع القومى للحفاظ على كيان الأسرة المصرية «مودة « بأن المحتوى الاصلى للبرنامج يهدف إلى رفع الوعى الخاص بالمقبلين على الزواج بكافة المعلومات والمهارات التى تسهم فى تأسيس كيان أسرى سوى ومتماسك بدانا التوسع فى الفئات المستهدفة مثل الأشخاص ذوى الإعاقة بوضع موضوعات تخص الحياة الاسرية مناسبة لهم ودمجهم فى المجتمع، ونظمنا لذلك ورش عمل وتدريبات للتعرف على احتياجات اصحاب الاعاقات المختلفة مثلا الألوان المناسبة للاعاقات البصرية وترجمة لغة الإشارة للصم كما تراعى تلك التدريبات كافة سبل الإتاحة لمشاركة الأشخاص ذوى الإعاقات المختلفة فى التدريبات إلى جانب مشاركة مدربين من ذوى الإعاقة بالبرنامج التدريبى والأهم هو رفع وعى المجتمع بقضايا ذوى الإعاقة وتقبلهم كقوة بشرية هائلة.


وأضافت بأن التدريبات تتم على مستوى 10 محافظات هى «القاهرة- الفيوم- بورسعيد- الدقهلية- الإسكندرية- أسيوط- سوهاج- قنا-أسوان- البحر الأحمر» وبالتعاون مع مديريات التضامن الاجتماعي، حيث من المقرر استهداف 4000 متدرب عبر 480 يومًا تدريبيًا لتعظيم الاستفادة من الأنشطة التى يتم تنفيذها بشكل تشاركى وتفاعلى مع المشاركين والمشاركات، من خلال مجموعة من الكوادر التدريبية الشابة المؤهلة لتنفيذ الجلسات التدريبية على النحو المعرفى والمهارى الذى يسهم فى إنجاح تلك الجلسات ومن ضمنهم مجموعة من الكوادر المتميزة من الأشخاص ذوى الإعاقة.


وأوضحت فارس أنه من خلال التعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولى تم تطوير حقيبة تدريبية تستند على محتوى «مودة» الأساسى والذى تضمن محورًا خاصًا للعنف القائم على النوع وذوى الإعاقة، وتم تحويل الجلسات إلى أنشطة تفاعلية، حيث شهدت المرحلة الأولى من المبادرة تدريب 4000 شاب وفتاة.


كيفية حشد المستفيدين
قام المشروع القومى «مودة» ببعض التدخلات المُبتكرة من مديريات التضامن الاجتماعى لحشد الفئة المستهدفة، وذلك من خلال استثمار موارد مديريات التضامن الاجتماعى المختلفة لتحفيز المشاركين على الاستفادة وحضور التدريبات.


وحرص المشروع على تحفيز الجمعيات الأهلية على المشاركة فى تنظيم وتنسيق ودعوة المستفيدين لحضور التدريبات، من خلال وضع أنشطتهم المشتركة مع المشروع فى سابقة أعمال كل جمعية.


هذا إلى جانب، دعوة القادة المحليين المؤثرين كالقادة الدينيين والرائدات الريفيات والمجتمعات للمشاركة فى حشد الفئات المستهدفة.


وقام بالتشبيك مع مؤسسات القطاع الخاص المحلية المختلفة بالمناطق والقرى لتقديم خصومات وعروض للحاضرين بتدريبات مودة المتخصصة للمخطوبين.


وفى سياق متصل، دراسة المناطق الأعلى فى معدلات الطلاق بكل محافظة، ثم تكثيف تنفيذ التدريبات بداخل تلك المناطق والعمل على الدعاية المختلفة للشباب والفتيات من أبناء تلك المناطق لحضور التدريب والاستفادة منه.


خطة مودة 2023
يستهدف المشروع القومى «مودة» تنفيذ عدة خطوات بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث جارى تطوير الحقيبة التدريبية الخاصة بفئة المخطوبين، كما سيتم بدء تنفيذ تدريبات مودة المتخصصة على مدار يومين خلال الربع الأخير من 2023. يقوم المشروع بإجراء دراسة قياس المعارف والاتجاهات والممارسات، تطوير محتوى تدريبى لبناء قدرات ومهارات الكوادر العاملة بمكاتب التوجيه والاستشارات الأسرية وتدريبهم..وأطلقت وزارة التضامن الاجتماعى حملة للتوعية بقضايا الأسرة والتنمية بعنوان «علشان ولادكم .. احسبوها صح».

وذلك فى إطار خطة الوزارة لرفع الوعى لدى الفئات الأولى بالرعاية بالعواقب والتداعيات الناجمة عن بعض الممارسات الخاطئة التى تؤثر على أعمال التنمية التى تسعى الدولة لتحقيقها.. وتهدف الحملة إلى دعم الرأى العام المؤيد لقضايا التنمية الداعمة لحقوق الأسر الأولى بالرعاية من أجل حمايتهم من المظاهر الاجتماعية التى تجعل تلك الفئات أسيرة للفقر بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية..وتستمر الحملة لمدة شهرين، تعتمد فيها الوزارة على أدوات مختلفة للوصول للفئات الأولى بالرعاية، منها تنظيم حوارات مجتمعية وندوات ثقافية، تتضمن عروضا فنية وحوارات مجتمعية، تنظمها نحو 15 ألف رائدة اجتماعية منتشرات فى كل أنحاء مصر، وعدد من الجمعيات الأهلية الشريكة للوزارة.


وسيتم الاستعانة بالرائدات الاجتماعيات ومواد علمية وفيلمية مبسطة تشمل أهم الرسائل الخاصة بالتوعية، والتى ترد على تساؤلات الجمهور، كما سيتم الاستعانة برجال الدين الإسلامى والمسيحى خلال اللقاءات المنفذة على أرض الواقع، للرد على التساؤلات الدينية الدينية للأسر.. بالإضافة إلى دور وسائل الإعلام سواء الجماهيرى أو مواقع التواصل الاجتماعى أو اللقاءات الجماهيرية والفعاليات الثقافية.


«مودة» بقرى «حياة كريمة»
وكانت القباج قد أعلنت مؤخرا عن تدشين المرحلة الثانية للمشروع القومى للحفاظ على كيان الأسرة المصرية «مودة» بقرى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» فى انطلاقة جديدة تستهدف ١٤٠ قرية على مستوى٢٠ محافظة.. وأضافت أن المشروع القومى للحفاظ على كيان الأسرة المصرية «مودة» يعمل على تأهيل الشباب المقبل على الزواج وثقل معلوماته ومهاراته فى كل ما يخص بناء كيان أسرى مستقر ومتماسك قائم على مبادئ المودة والرحمة، وذلك من خلال التوعية والتدريب المباشر.


ويتبنى المشروع منهجية التنسيق والتشبيك مع كافة الجهات الحكومية ذات الصلة، بالإضافة إلى صندوق الأمم المتحدة للسكان والوكالة الألمانية للتعاون الدولى (جى آى زد مصر)، ومؤسسات المجتمع المدنى على مستوى الجمهورية، حيث قام مشروع مودة بتدريب 520 الف شاب وفتاة من طلاب الجامعات الحكومية، والمعاهد العليا والمتوسطة، وشباب وفتيات من المخطوبين، والمتعافين من الإدمان وأسرهم ومكلفى الخدمة العامة، وأبناء المناطق المطورة، وقرى حياة كريمة وتخطى عدد المترددين على منصة « مودة « الإلكترونية 4.6 مليون شاب وفتاة وتمت ترجمة المحتوى للغة الإشارة.