«أسد الصحراء» عمر المختار| قاوم «الطليان» في ليبيا لأكثر من 20 عاما

اسد الصحراء عمر المختار  قاهر الطليان
اسد الصحراء عمر المختار  قاهر الطليان

تحل اليوم ذكرى ميلاد القائد الليبي المسلم المجاهد عمر المختار، صاحب عبارة "نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت".

عمر بن المختار بن عمر، قائد عربي مسلم لقب بشيخ الشهداء، وشيخ المُجاهدين، وأسد الصحراء، قائد أدوار السنوسية في ليبيا، وأحد أشهر المقاومين العرب والمُسلمين، ينتمي إلى بيت فرحات من قبيلة منفة الهلالية التي تنتقل في بادية برقة، ولد في 20 أغسطس 1858، قاوم القوات الإيطالية منذ دخولها ليبيا وكان عمره 53 عاماً خاض على أرض المعركة أكثر من عشرون عاماً.

 كان يعمل معلماً للصبيان قبل أن يقود الحركة الجهادية ضد الطليان، قبض عليه في 11 سبتمر 1931 بعد سقوطه من حصانه وفي 16 سبتمبر من نفس العام تمت محاكمته بالاعدام وما كان رده الا (إنا لله وإنا إليه لراجعون)

سجل التاريخ كلماته الأخيرة قبيل إعدامه عندما قال للضابط الإيطالي الذي كان يحقق معه: "نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت، وهذه ليست النهاية، بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي".

بطولات المختار والمقاومة

مع بداية الاحتلال الإيطالي لليبيا عام 1911 لعب عمر المختار دوراً بارزاً في قيادة المقاومة الليبية في شرق البلاد منذ بدايتها وعندما بدأت البارجات الحربية في قصف مدن الساحل الليبي في درنة وطرابلس ثم طبرق وبنغازي والخمس، كان المختار مقيماً في جالو بالجنوب الشرقي وسارع إلى مراكز تجمع المقاتلين حيث أسهم في تأسيس دور بنينة (قطاع مقاوم) قرب بنغازي وتنظيم المقاومة.

وشهدت تلك الفترة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا سنة 1912 أعظم المعارك في تاريخ المقاومة الليبية التي كانت الغلبة فيها بشكل مستمر للمقاتلين المحليين على رغم فارق العدة والعتاد والسبب في رأي كثير من المؤرخين يرجع لحسن القيادة التي كان على رأسها عمر المختار.

من أبرز معارك المقاومة في تلك الفترة معركة "يوم الجمعة" قرب درنة في الـ16 من مايو 1913، حيث قتل فيها للإيطاليين 10 ضباط و60 جندياً و400 فرد بين جريح ومفقود إلى جانب انسحاب الإيطاليين بلا نظام تاركين أسلحتهم ومؤنهم وذخائرهم.

المختار في قلوب العرب والمسلمين

أصبح المختار، عند العرب عمومًا والمسلمين منهم خصوصًا شهيدًا بطلًا، ومثال القائد الصالح صاحب العقيدة السليمة السويَّة، الذي بذل نفسه وماله للدفاع عن دينه وبلده ضدّ عدو عنصري لا يعرف الشفقة. أصبح المختار أحد أهم وأشهر أعلام ليبيا، إن لم يكن أشهرهم، طيلة العقود التي تلت إعدامه، وحصد حب واحترام وتقدير الليبيين من جميع الأجيال، وقد ظهر ذلك بالأخص يوم الخميس 16 سبتمبر سنة 2010، الذي صادف الذكرى التاسعة والسبعين لإعدامه، إذ توقفت الحركة كليًّا في كافة أنحاء ليبيا في منتصف اليوم، ولمدة خمس دقائق، حدادًا، وكانت اللجنة الشعبيَّة العامَّة الليبيَّة أصدرت قرارًا بشأن اعتبار السادس عشر من سبتمبر الذي يحيي فيه الشعب الليبي الذكرى التاسعة والسبعين لإعدام المختار يومًا للحداد الرسمي في ليبيا.

وخرجت المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية تنديداً بالإعدام في مختلف الدول العربية، مثل تونس ومصر وفلسطين ولبنان وسوريا.

وأقيمت المآتم له في مختلف أنحاء بلاد الشام، وصلِّيت عليه صلاة الغائب في جامع بني أمية الكبير بدمشق، ودعي على المنابر إلى مقاطعة إيطاليا وكافَّة بضائعها وأغلقت المحالّ حداداً عليه.