قصـة اغنية

حبيب الأربعاء

عبد الصبور بدر
عبد الصبور بدر

قطعاً لم يخطر على بال الست فايزة أحمد أنها حين تغنى (حبيب الأربعاء) إنما تتغنى باليوم الذى سوف تموت فيه، ولكن الغنوة التى كتبها أستاذ القانون الدكتور على الباز (كان حينها متخرجاً حديثاً فى كلية الحقوق) عاشت بعدها لتحكى عن حب كبير جمعها بالملحن محمد سلطان، ورفض يوم الأربعاء توثيقه!.. إليكم القصة:

توجهت فايزة وسلطان يوم الأربعاء الموافق 8 يوليو 1964 إلى مكتب مأذون ليكتب كتابهما، وينطلقان بعدها لقضاء ليلة العمر فى فندق 5 نجوم، وتواصل سلطان مع أصدقائهما المقربين ليشاركوهما الاحتفال.

كل شيء تم ترتيبه بعناية فى ذلك اليوم الذى أراد له سلطان أن يخرج فى أبهى صورة، ليعبر لفايزة عن حجم سعادته بعقد القران، إلا أن سلطان القدر كان له رأى آخر.. فتح المأذون الدفتر، وهو يطلب منهما تحقيق الشخصية لتدوين البيانات، وبمجرد أن اطلع على «جواز سفر» الست فايزة، وضع المأذون القلم جانبا، وأغلق الدفتر، فاختفت الابتسامة من على وجه الكروان، وانقبض قلب سلطان.

قال المأذون موجهاً حديثه لفايزة: «ماينفعش أكتب كتابكم!.. حضرتك لبنانية!.. لازم تروحوا الشهر العقاري.. بس احتمال قفلوا دلوقتي!.. تقدروا تعملوا الحكاية دى بكره الصبح!»

اكتفى «الأربعاء» بأن يخذلهما فى ذلك اليوم، ولكنه تمكّن بعد 19 عاماً من التفريق نهائياً بينهما، أخذ فايزة إلى العالم الآخر، ومزق قلب سلطان بالكامل.