هالة صلاح الصياد: أكتب ما أراه

هالة صلاح الصياد
هالة صلاح الصياد

فى كتابه الشهير «الغرفة المضيئة» الذى يستعرض فيه تأملاته حول الفوتوغرافيا يقول رولان بارت إنه فى كل مرة يقف أمام عدسة الكاميرا يعيش لحظات من القلق لأنه لا يعرف حقا هل «سيولد» من شخص ثقيل الظل أم من شخص لطيف. يؤمن بارت أنه فى هذه اللحظة يستمد وجوده – مجازا- من المصوِّر، ومع كل صورة جديدة لا يستطيع أن يحكم إن كانت فعلا تجسيداً لما هو عليه خارجها أم لا، فى «غواية الفناء» الرواية الأحدث للكاتبة هالة صلاح الصياد تستعير آلاء بطلة العمل سؤال بارت وتحاول الإجابة عليه.. هل تعكس صورنا حياتنا/ذواتنا الحقيقية فعلا؟ تتأمل الصور التى تسجل حياة عائلتها، فترى إنها تختزل حياة كاملة، إلا إنه اختصار مخل من وجهة نظرها، تسأل: كل تلك الابتسامات الواسعة، تلك الوجوه الضاحكة.. فأين الألم؟ أين الحزن والعراك والأوجه التى تفيض غضبا والأصوات التى تنجرح معها الحناجر؟ لكن من يصور تلك اللحظات، من يحب تخليد لحظة الألم أو الخداع أو الكذب؟! هى نفسها تعود لتقول إن طبقات الكراهية تختفى أسفل الوجوه الزائفة التى لا يخلد الزمن إلاها. 
لكن تلك اللحظات -لحسن الحظ- لا تفلت من كاميرا هالة الدقيقة التى ترصد وتسجل كل شيء فى كتابة تتجلى براعتها فى تحدى كاتبتها لنفسها؛ فهى قائمة على تتبع مذكرات لا نقرأ منها إلا شذرات وألبوم صور لا نشاهد صورة واحدة منه، ورغم ذلك نعرف كل شيء تقريبا عن عائلة كاملة هى عائلة سرى الجن أو ما تبقى منها! بموافق ومشاهد ومشاعر مكتوبة بعناية فائقة ترمم هالة حياة أبطالها وبالاستعانة بالمذكرات والأحلام ترسم صورة متكاملة لهم وتعيد إحياء أربعة أجيال من تلك العائلة التى وقعت أسيرة لغواية الفناء. فوفقا لبارت أيضا فإن كل صورة تحمل فى طياتها فكرة مفزعة هى «العودة من الموت»،هنا نتحدث معها عن مشروعها بالتفصيل..

مجموعة قصصية فى 2021 ثم رواية فى 2022 ثم رواية أخرى فى 2023. الفاصل الزمنى قصير إلى حد ما فإلى أى حد يتوافق تاريخ الكتابة مع تاريخ الإصدار، بشكل أوضح هل كُتبت النصوص بهذا الترتيب الذى صدرت به أم سبق أحدها الآخر فى النشر؟ 
ترتيب النشر نفسه متوافق مع ترتيب الكتابة، أى أننى كنت قد انتهيت من كتابة المجموعة القصصية الثانية (لا تتخل عن أشباحك) التى صدرت 2021 قبل أن أبدأ فى كتابة الرواية الأولى (مخرج للطوارئ)، وقبل توقيت نشرها بفترة طويلة جدًا، ولكن البحث عن دور نشر تقبل بنشر المجموعة هو الذى استغرق منى وقتًا طويلًا كنت خلاله قد بدأت فى كتابة الرواية، وانتهيت منها. وحين نشرت المجموعة أخيرًا كنت قد تعاقدت على نشر الرواية الأولى، وقبل نشرها كنت قد قبلت فى منحة الإقامة لستة باب شرق من أجل روايتى الثانية (غواية الفناء) وهو ما دفع بى إلى البدء فى العمل عليها مباشرة، لنركز أكثر على الرواية الأخيرة. كيف حضّرت لهذا العمل، هل كنت تخططين لكتابة رواية أجيال مثلا أم أن الفكرة تطورت مع الكتابة. متى حضرت الفكرة وكم استغرقت فى كتابتها ومتى قررت نشرها؟
الفكرة نفسها كانت فى ذهنى قبل أن أبدأ فى كتابة روايتى الأولى، ولكنى كنت أرجئ العمل عليها لشعورى بصعوبتها، وقد كانت رواية أجيال منذ فكرت فيها، وبدأت العمل عليها بجدية خلال منحة إقامة ستة باب شرق التابعة لمؤسسة جوتة، وكان ذلك عام 2020 ثم تلقيت منحة مفردات عنها 2021 فتفرغت لها تمامًا، فكتابتها إذًا استغرقت ما يزيد قليلًا على الثلاث سنوات لأنى بدأت فى كتابتها قبل صدور المجموعة القصصية الثانية. 


«غواية الفناء» لماذا اخترت هذا العنوان؟
لقد تغير عنوان الرواية عدة مرات، فى البداية قدمت على منحة مفردات بعنوان «ما تحفظه الظلمة» وكنت أراه عنوانًا مؤقتًا، ثم تحول مع نهاية المسودة الأولى إلى «سيرة الخوف»، وأخيرًا «غواية الفناء»، لأن الفناء، الاختفاء، الموت، أو بمعنى أدق نوع من الموت يمحى سيرتك تمامًا فلا يذكرك أحد ولا يبكيك شخص، ولا تسبب أحزانًا لمن تحب وهو مغوى للمصابين بالاكتئاب، وأحيانًا يكون التسبب فى أحزان الآخرين هو العائق الوحيد بينهم وبين الانتحار، والشخصيتان الرئيسيتان للرواية هما من مرضى الاكتئاب، تراودهما تلك الغواية بين حين وآخر قد ينجرفان إليها وقد يخشونها وإن ظلت كامنة فيهما كغواية تخفت حينًا وتنبثق أحيانًا.


بالرواية أحداث ومشاهد لا تكتمل إلا بعد فصول طويلة. المشهد الافتتاحى مثلا يكتمل قرب النهاية. هناك نوع من التحدى فى التأجيل كأنك تختبرين صبر القارئ أو قدرتك على الاستحواذ على انتباهه للنهاية. على ماذا تراهنين هنا؟
ليس بتحد أو مراهنة، وإنما أسلوب فى الكتابة يقوم على المونتاج، تقطيع للمشاهد من أجل تكثيف مشاعر أو معان محددة، ومثل مرحلة المونتاج فى الأفلام السينمائية، يستغرق مونتاج الرواية وقتًا ويتطلب صبرًا، وقد درست مونتاج الأفلام خلال فترة التحاقى بمدرسة سينما الجزويت عام 2015 وأحببته كثيرًا، إنه إعادة حكيّ للقصة من منظور جديد، وفى الغالب أثرت دراستى وممارستى للمونتاج على أسلوبى فى الكتابة، تخرج الكتابة منذ البداية فى سرد غير خطى، ولكن مع الوقت وبعد انتهاء المسودة الأولى، تكون المشاهد بحاجة إلى إعادة ترتيب، أى التدخل المونتاجى، الذى يفرض بطبيعته رؤية جديدة للحكاية ويعيد تشكيلها، وأنا دومًا ما أسعى للدراسة والتعلم وتطبيق ما تعلمته، ومن أهم مقومات الكتابة عمومًا، أدبية أو سينمائية، أن تكون مشوقة، أن يتمكن الكاتب من خلق ما يسمى بـ«الهوك» وأنا أحاول بناء المونتاج بحيث يكثف معنى أو شعوراً من ناحية، وأن يكون مشوقًا من ناحية أخرى، وكل محاولة لا تضمن النجاح وإن بقت محاولة.


لماذا تحرصين على تسمية كل الشخصيات حتى العابرة وغير المؤثرة؟
لأن الشخصيات كلها سواء كانت عابرة أو رئيسية لها عندى ما يشبه الـ C.V أو Character profile. وهو ما أبدأ به قبل الكتابة وقبل أن أصل إلى يقين لو كانت تلك الشخصيات عابرة أو لا، الحق أن الشخصيات فى أغلب الأحيان تولد فى عقلى مصحوبة باسمها، وإن لم أمنحها اسمًا يصعب على رؤيتها، وتلك الرواية تحديدًا لأنها رواية أجيال فقد بلغت المسودة الأولى منها 120 ألف كلمة، ثم كان القص والتكثيف حتى انتهيت بها إلى ما يقرب من 70 ألف كلمة، وبالتالى تحولت عدة شخصيات من شخصيات لها دور إلى شخصيات عابرة.


تكرار مصطفى لحكاية آلاء نفسها من وجهة نظره لم يضف كثيرا للنص - من وجهة نظرى - خصوصا أنه لم يقدم جديدا على مستوى المعلومات.. ما الدافع وراء هذه الفكرة؟
التكرار لم يكن من أجل المعلومات وإنما من أجل المشاعر وتيار الأفكار الذى يجرى فى عقل مصطفى، وكيفية رؤية الحالة نفسها التى يمر بها آلاء ومصطفى، من منظور مصطفى أيضًا. فى مشاهد آلاء كنا نتابع تيار أفكارها، مخاوفها من مصطفى ورؤيتها له والشيء المحدد الذى كانت بحاجة إليه فى تلك اللحظة، هذا إلى جانب توقعاتها الشخصية عن الأفكار التى تجرى فى عقل مصطفى، فماذا عنه هو؟ فيما يفكر ومما يخاف وما الذى يترقبه؟ كان عليّ أن أنقل منظور الحكيّ إليه للكشف عنه. نقل المشاهد بينهما لم يكن نقلًا مكانيا أو معلوماتيا بقدر ما كان نقلًا شعوريًا وفكريًا.


تظهر المذكرات والأحلام منذ قصص المجموعة وفى الرواية الأولى وتبنى عليها الثانية بالكامل. هل هى مجرد حيلة فنية أم أكبر من ذلك. ما الذى تمثله لك؟
الأحلام تمثل لى المنطقة المظلمة داخل الإنسان، منطقة اللاوعيّ التى تتسلل فى صورة أحلام حين تنخفض دفاعات العقل، وهى إذًا معبرة عن أكثر مشاعر الإنسان عمقًا، والذكريات هى لعبة التذكر الممتعة التى تخبرك كثيرًا عن الشخصية، ماذا يذكر وكيف يذكره؟ الذكريات ليست معلومات موضوعية وإنما هى مشاهد ذاتية خاضعة لوجهة نظر من يتذكرها ويتداخل اللاوعيّ فى تشكيلها وتلوينها وتأويلها على الكيفية التى تروق له، فالذكريات أيضًا تكشف عن شذرات من المنطقة المظلمة داخل الشخصية، ومثلها مثل الأحلام تمنح بعدًا ثالثًا للشخصيات وتجعلها حية.


صحيح تظهر الثورة والتعديلات الدستورية وبعض الأحاديث السياسية لكنها عابرة لا تفرض نفسها على الأحداث تبدو مجرد صورة فى الخلفية فى كل الأعمال تقريبا. الحدث الرئيسى فى مكان آخر قد يبدو للوهلة الأولى أبسط.. بشر عاديون وحكايات اجتماعية قد لا تنشغل بما يسمى القضايا الكبرى. هل هذا متعمد؟ كيف تختارين موضوعات أعمالك على أى حال وكيف تحددين شكلها وإطارها الفنى؟


أنا انحاز للشخصيات أولًا ثم الحكاية ثانيًا، والشخصيات التى انحزت لها حتى الآن ليسوا شخصيات ثورية أو ناشطين سياسيين، وبالتالى فإن السياسة قابعة فى خلفيات حيواتهم، تؤثر عليهم طبعًا ككل إنسان تؤثر التيارات والأحداث السياسية على حياته، ولكنها تأثيرات فى الخلفية دون أن يكون لهم دور فيها، مفعول بهم وليسوا فاعلين. قد يتغير اختيارى ذلك فيما بعد، وربما لا، لست متأكدة الآن. موضوعات الأعمال كلها أنهلها من الحياة حولى، أناس عرفتهم وأثاروا اهتمامى فجعلت منهم أساسًا لشخصيات ابنى عليها، حكايات عابرة ألهمت عقلى كىّ يتلاعب بها ويدفعها إلى أفاق أبعد، بشكل عام الحياة صندوقًا غنيًا بكل الحكايات والشخصيات، ليس علىّ إلا أن أختار منها!


قائمة شكر طويلة حرصت على إضافتها فى الرواية وعلى صفحتك الشخصية. من أول من يقرأ مسودات أعمالك وكيف تتعاملين مع وجهات النظر المختلفة. وما حدود التدخل الذى تقبلين به؟
أول من يقرأ هو زوجى، وهو قارئ مخضرم يقرأ كثيرًا كما أنه مهندس ينتقد كثيرًا، وهو يمنحنى التعليقات السلبية التى تدفع بى إلى إعادة الكتابة مرة بعد أخرى، وأنا بشكل عام أحب أن أسمع أراء ووجهات نظر الآخرين، سواء كانوا قراء أو كتابًا، أو محررين، لست منغلقة على التغيير فى النص، أختار من الآراء ما أشعر به متوافق مع رؤيتى للنص ومع روح النص نفسه وأرفض ما أشعر به بعيدًا عن نفسى أو عن النص، وقد أعجبتنى فكرة مجموعة القراءة، أو Focus group بتعبير أدق، التى تمارس فى الخارج على الكتب قبل نشرها، وأردت أن أطبقها على روايتى الثانية، أهمية مجموعة القراءة هى التقاط وجهات نظر متنوعة عن العمل مما يساعد على إعادة النظر إليه، مواطن الضعف، لحظات الملل، شخصيات ينقصها تفاصيل أو شخصيات وجودها لم يضف شيئا، أجزاء معقدة أو ليست مفهومة تمامًا بالنسبة للمتلقى، أنا أكتب للقراء وأحب أن أضع آراءهم عين الاعتبار، ساعدتنى مكتبة نقوش بالإسكندرية على تنفيذ فكرة مجموعة القراءة على المسودة قبل الأخيرة من الرواية، وكانت تجربة ملهمة ومفيدة.


بمناسبة الحديث عن القراء قرأت على صفحتك ترحيباً برأى سلبى به بعض الحدة. كيف تنظرين للقارئ ومتى تفكرين فيه؟ وهل تضعين توقعات معينة لاستقبال العمل قبل نشره؟
لا أضع أى توقعات الحقيقة، أدفع بالعمل وأكون كالطفل الصغير، رسم لوحته وهو متحمس، مترقب، مرتبك وخائف، هل ستنال الإعجاب أم سيكرهها الجميع؟ لم تصل أعمالى إلى الكثير من القراء حتى الآن وبخاصة أعمالى الأولى، ولا زلت أترقب ردود الفعل بنوعيها سلبية وإيجابية، السلبية تساعدنى على المزيد من الاجتهاد والمحاولة والتعلم والإيجابية تفرحنى وتشجعنى على مزيد من الكتابة، وأنا أرحب جدًا بالقارئ الذى يقرر كتابة رأى سلبى مفصل، لقد قرأ العمل حتى نهايته وتورط فيه واقتطع من وقته لكيّ يكتب رأيًا يساعد الكاتب لأن يمتلك منظورًا آخر لرؤية أعماله، وبالطبع هذا ليس إلزامًا على أى قارئ، هى فقط أمنية الكاتب أن يعرف ليطور من نفسه طوال الوقت، الكتابة ليست كالمهن الأخرى حيث بالإمكان الوصول فيها للحظة يمكن القول عنها احترافية، إنها عملية تطور وتحسن وتغيير مستمرة.


ماذا تقرأين. ما الذى يعجبك؟
على مستوى الروايات أقرأ الكثير وأنحاز لنجيب محفوظ انحيازاً طفولياً ربما، قرأت أعماله بالكامل ثم أعدت قراءتها مرة بعد أخرى لأنها تشدنى، كلما عانيت من حبسة القراءة أقرأ لنجيب محفوظ فتنفك، هذا طبعًا بجانب محبتى الشديدة لإبراهيم أصلان، خيرى شلبى، علاء خالد، مصطفى نصر، جورج أورويل، حمور زيادة، فاطمة قنديل، ألبير كامو، دانييل كيز، ويليام ستايرون، رضوى عاشور، كافكا، محمد عبد النبى، محمد عفيفى، إرنست همنجواى...... وأنا مدركة أننى اخترت أسماء من الشرق والغرب من جيل هنا وجيل هناك، ذلك أننى فوضوية حتى فى القراءة وأحب التجريب فيها بشكل عام، لا أمانع تجربة كتاب لمؤلف لم أسمع عنه قط، أحب القراءة فى التاريخ وخاصة كتب صلاح عيسى وخالد فهمى والتاريخ الإسلامى من كتب طه حسين، وأحب كتب بلال فضل، وأحب القراءة فى علم النفس والفلسفة.


قدمت العام الماضى ترجمة لمجموعة «نادى الغانيات المسنات». لماذا اخترت هذا العمل بالتحديد؟ وهل ننتظر ترجمات أخرى قريبا؟ 
تلقيت عرضًا من دار صفصافة لترجمة «نادى الغانيات المسنات» وقد أحببت المجموعة جدًا بعد قراءتها وتحمست لترجمتها، خلال الفترة الماضية كنت أسعى لترجمة روايتين أمريكيتين حظيا بنجاح واسع وقت صدورهما وحتى الآن بعد عقود من صدورهما ولكن لسبب ما لم أجد لهما ترجمة عربية، فتحمست بشدة لمشاركتهما مع القارئ العربى، لكنى لا زلت أسعى لنيل حقوق الترجمة.


هل ستظل الإسكندرية محورا لأعمالك القادمة؟ ما الجديد لديك على أى حال؟
ستظل الإسكندرية محورًا لأعمالى القادمة طالما بقيت فيها، أنا أكتب ما أراه فى الغالب، ما هو قريبًا منى لدرجة أن أتمكن من التقاطه وترجمته إلى كلمات. أعمل حاليًا على تجربة كتابة جديدة وهى الرواية المصورة، محورها شخصية طفلة فى الثانية عشرة من عمرها، تعيش فى الإسكندرية أيضًا، فى الزمن الحالى. لا زلت فى البداية فى مرحلة التفكير فى الشخصيات وكتابة مشاهد مصغرة عنها وعن العالم الذى تتحرك داخله.


 هذا إلى جانب أننى لازلت فى مرحلة كتابة المسودة الثانية من سيناريو الفيلم القائم على روايتى الأولى «مخرج للطوارئ» مع المخرج أحمد الغنيمى، وكنا قد شاركنا بالمسودة الأولى فى ملتقى القاهرة السينمائى على هامش مهرجان القاهرة الدولى، حيث ربحت المسودة جائزتين.