«ماليخوليا».. قصة قصيرة للكاتب سيد جعيتم

«ماليخوليا» قصة قصيرة للكاتب سيد جعيتم
«ماليخوليا» قصة قصيرة للكاتب سيد جعيتم

ابحث عنك في سقف الغرفة، لا أعرف لك اسمًا.

  المنوم لم يؤتِ مفعوله، انتهزَت أحلام اليقظة الفرصة وزارتني .

لم أكن أحبه، كان يداعبني ويجلسني علي قدمه، يعطيني هداياه.

مات أبي فأصبحت يتيم الأم والأب، فرع وحيد من شجرةٍ لم تُثمر غيري، عينت المحكمة عمي وصيًا علي.

أعوامٌ طويلةٌ حبيسُ جدرانِ بابها يفتح من الخارج فقط، ونافذتها موصدهً، خلقت لنفسي عوالم وهمية.

أدمنتُ النظر للجدران ولسقف الحجرة،  أحكي أفكاري لتشققاتها وطلائهِا المتهدل،  عثرتُ عليك بالسقف، رفضت النزول حتي لا تُحبس معي.

-لا تخف، السجن والجنون لا يصيبان  إلا البشر، هل سمعت عن عفريت مجنون!!!؟

تضحك وتختفى كعادتك، أغمض عيني.

 تُداعبُني أمي، ارتمي في حضنِها تُدللُني، تُخبرُني بأن أبي أحضرَ لي البسكيلتة التي طلبتَها.

يتسللُ لأُذني حديثُ بين أبي وأمي، أفهمُ أنهما مريضان وأن أبي يحول التقريب بيني وبين عمي الذي سيدير أملاك أبي حتى أكبر.

 مربوطًا علي نقالةٍ طبية، بحثتُ عنك في سقف سيارة الإسعاف، تختفي حين أحتاجك .

قال عمي للطبيب : فقد الإدراك والتمييز، يهذي كثيرًا، منطوٍ، يهتاجُ فيحطم ما تطاله يداه.

قال الطبيب: هي درجةٌ بسيطةٌ يترددُ فيها العقل بين الواقع والخيال، لا يشكل خطورةً.

تنحى عمي بالطبيب، تغير التشخيص من ماليخوليا إلي الجنونِ المطبق، أصبحت المستشفى داري.

أين أنت، هل الصديق يترك صديقه وقت شدته.

وجدتك داخل عقلي تقدم لي النصيحة.

 عمك سيزورك اليوم في عرف القانون المجنون في  فاقد للأهلية، وغير مسئول عن أفعاله .

حزمتُ أمري.