حكاية شارع| أحمد عصمت.. فدائي قاوم الاحتلال الإنجليزي

الشهيد أحمد عصمت
الشهيد أحمد عصمت

أسرار وأحداث عاصرتها شوارع القاهرة، التي كانت شاهدة على تاريخ الوطن، عبر مراحل مختلفة من العصور.

وتعد الشوارع كتابًا مفتوحًا يروي تاريخ العاصمة والأحداث التي وقعت بها، حيث تعد اللافتات التي تحمل أسماء الشوارع هي صفحات الكتاب.

ولأسماء شوارع القاهرة تاريخ معروف، حيث أنه قبل عهد محمد علي باشا كانت الأحياء والمناطق تحمل اسم القبيلة التي عاشت فيها في البداية أو منطقة يتجمع فيها أرباب حرفة معينة بينما البعض الآخر يحمل اسم صاحب قصر بني بهذه المنطقة.

اقرأ أيضا| حكاية شارع| العزيز عثمان.. الإبن الثاني لـ« صلاح الدين الأيوبي»

وقرر حينها محمد علي أول حاكم لمصر إصدار مرسوم بتحديد أسماء الشوارع وتركيب لافتات تدل عليها وأرقام لكل مبني.

وترصد «بوابة أخبار اليوم» تاريخ أحد أبرز شوارع القاهرة..

شارع أحمد عصمت

ولد أحمد عصمت بمنطقة عين شمس الشرقية التابعة لمحافظة القاهرة يوم 30 نوفمبر 1922 في أسرة ثرية فوالده كان مهندسًا وشغل منصب وكيل مديرية بني سويف، وتوفي وكان أحمد عصمت لا يزال ابن الرابعة من عمره، وترك له ثروة طائلة.

والتحق الطفل عقب ذلك بمدرسة الجزويت، ثم التحق بالجامعة الأمريكية سنة 1940 بالقاهرة لكنه تعثر فيها، وذلك نظرا لأنه ركز طاقته كلها في رياضة التنس التي كان أحد أبطالها. وقد عمل بعد ذلك طيارًا مدنيًا في شركة مصر للطيران، وفقا لما كشف عنه الجهاز القومي للتنسيق الحضاري عبر موقعه الرسمي.

أحمد عصمت فدائيًا

بعد إلغاء معاهدة 1936 وعندما بدأت أحداث المقاومة بمنطقة القنال، انطلقت الجموع من شباب الجامعة المصرية والفدائيين وغيرهم لمواجهة الجيش الإنجليزي، وأراد أحمد عصمت أن يساهم في نقل السلاح إلى الفدائيين بمنطقة القناة.

اقرأ أيضا| حكاية شارع| مصطفى الديواني.. الطبيب الذي واجه شلل الأطفال

وتطوع أحمد عصمت بنفسه فداء للوطن لمواجهة الجيش البريطاني المحتل لجميع أراضي مصر فقد سمع عن مجازر الإنجليز البشعة ضد الفدائيين المصريين في يومي 12و13 يناير 1952 في منطقة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية؛ فقد استشهد عدد كبير من الشهداء المصريين من بينهم الطالب أحمد فهمي المنسي بكلية الطب وعمر شاهين بكلية الآداب المصرية وغيرهما من الشهداء الأبرار.

ومن هنا قرر الشهيد أحمد عصمت التطوع بنفسه لمواجهة المحتلين فقد ودع زوجته فردوس عباس الهراوي وأولاده الصغار فاطمة الزهراء وبهي الدين وأحمد، وذهب إلى منطقة القتال حيث كانت المقاومة هناك بين الجنود الإنجليز والمقاومين المصريين، حيث كان ينقل السلاح إلى الفدائيين في منطقة القناة.

استشهاد أحمد عصمت

في صباح يوم 24 يناير من عام 1952 كان أحمد عصمت في طريقة من الإسماعيلية إلى بورسعيد ينقل الإمدادات للفدائيين، واستوقفته دورية انجليزية في التل الكبير بهدف تفتيش سيارته ضمن حملة مكثفة لوقف الإمدادات والعتاد إلى الفدائيين.

أصرت الدورية على تفتيش أحمد عصمت ولكنه رفض النزول للتفتيش وتصاعد النقاش بينه وبين أفراد دورية التفتيش حتى فوجيء الجميع بأحمد عصمت يخرج مسدسه وأطلق النار على قائد دورية التفتيش الانجليزية الذي سقط قتيلًا، ثم أطلق النار على حارسه.

ولم تمر ثوان محدودة حتى أطلق باقي أفراد نقطة التفتيش النار على جسد ورأس أحمد عصمت، والذي استشهد على الفور في 14 يناير 1952.

تكريم الملك فاروق لأسرة الشهيد أحمد عصمت

وفي 19 يناير 1952 قرر الملك فاروق أن يسدد مصاريف تعليم أبناء أحمد عصمت الثلاثة، وأن يخصص لهم راتبًا شهريًا، وإهداء الأسرة بعض شهادات التقدير والأوسمة، وقامت "الأميرة فريال" ابنة الملك فاروق الكبرى بإهداء أسرة الشهيد مصحفًا كبيرًا.