مصرية أنا

حلم وحياة !

إيمان أنور
إيمان أنور

نتوقف فجأة.. نغلق الأجفان.. يدور شريط الحياة.. تفاصيل قد نعيشها خلسة دون أن ندرك.. نرتاح ونتكئ على المسند.. نتمهل.. يتمهل فينا الإنسان.. تمهل أيها الإنسان فينا.. لكننا لا نقنع بشيء ودائما نشك أن هناك الأفضل.. ربما المعلوم وربما المجهول وفجأة زوبعة فى فنجان.. سعادة حب وحرية.. صور مفردات ولغة تعبر عن كل واحد منا.. ونتساءل إن كان ما مر بنا هو حلم.. أم هو الحياة..؟ نادرا ما تحل العُقد لوحدها.. و لكن ربما نصبح مع الوقت بارعين فى حل رموز عقدنا.. وكم من قرار على مر الحياة.. نحوم حول أنفسنا.. نسأل.. نسأم.. ننام.. نصحو والمضحك أننا نكتشف أن القرار الذى تعثرنا كثيرا قبل اتخاذه.. كان أسهل قرار اتخذه الآخرون.. ربما من الغباء أن نفهم بعدما تجاوز الآخرون نفس الفكرة..

لكن فى التمهل أحيانا والتدقيق منفعة لا تفسد للود قضية.. نرفع بصرنا ننظر لعقارب الساعة ويكاد ذلك الشيء الصغير يخنقنا.. يقتلنا.. يسارعنا.. يسابقنا وينذرنا.. لا ندرى لماذا؟ ويذكرنا أن العمر واحد ومهما امتد فهو قصير.. كلما تحركنا نرمقه بنظرة لنرى من يسبق.. هو يتعمد أن يعدّ علينا اللحظات.. يلهينا بالحظ أحيانا و يتركنا بلا خطط أحيانا كثيرة.. أما هو فيدور بلا نهاية ونحن نرغب أن نستريح كثيرا.. لا نجاريه أبدا مهما فعلنا وإن توقف لسبب ما يختل ميزان الحياة.. حتى إذا ما توقف يوتّرنا.. يقلقنا.. ولا نهدأ إلا عند رؤيته يتحرك من جديد.. إنها دوامة الوقت... لحظات فى الحياة سريعة قصيرة تخطف الأرواح والبشر ما زالوا يلهثون.. يعدون وهمًا وحقيقة.. قال لى شخص عزيز فى مرة من المرات: الحركة حياة والسكون موت.. كم توقفت عند تلك الجملة التى كادت تختصر الكون بأكمله! كيف لا يفكر البعض هكذا؟.. الوقت يسبب لنا التثاؤب ونتعب وهو لا يتعب.. يثير الجنون ولا يهتز... تخلد الشمس.. يغيب القمر وبعد ليل طويل يأتى الصباح.. نستفيق وأول ما نرفع إليه نظرنا ذلك الشيء - عقارب الساعة - ونقفز لنسبقه وتستمر المعركة.. هذا هو طبع الأيام.. نخالف أعمارنا و نرجع للوراء نستعيد أعواما مرّت منا فى غفلة دون أن ندري.. كلنا نقول: لو عاد الزمان بنا لفعلنا كذا وكذا... ما سقط منا من أوراق العمر لا نستعيده إلا فى أمنيات لا تتحقق.. الصديق يعيننا على الحياة وبلاويها ولكن لا طريقة للتعامل مع طيور السنين التى تهاجر دوما بعيدا ولا تعود... تعطى فرصا.. و تأخذ فرصا.. فتتسرب الأعوام من بين أصابعنا وبالكاد يبقى ما بقي.. نشوة الذكريات تلاعبنا مع كل صباح تفتحت وروده الندية.. و أخيرا يحتل الأبيض رءوسنا فلا نعود نفكر ولا نقول لو فعلنا كذا وكذا... فلم يعد فى العمر ما نزرعه للغد.. و نبدأ باسترجاع طعم حلاوة الثوانى والدقائق التى عشناها وكم نراها عظيمة متخمة.. نماطلها و ننتظر أن تمتد.. فلا تأخذنا الريح فجأة من وسط مساءات أحبتنا.. ولا تعيدنا إلا كعطر ذكى كلما تحدثوا عنا.. واسترجعوا شريط الحياة !