«العكاز» قصة قصيرة للكاتب أسامة أحمد خليفة

«العكاز» قصة قصيرة للكاتب أسامة أحمد خليفة
«العكاز» قصة قصيرة للكاتب أسامة أحمد خليفة

كاد شادى يسقط أرضاً، رغم أنه كان ممسكاً بعكاز قديم، خطى الزمان علي ملامحه فتغير لونه وأصبح باهتًا، كقطار عمر أسرع الخطى إلى مثواه الأخير.

اصطدمت قدماه مع بعضهما وخاصة عندما أخذ يحرك العكاز في كل اتجاه، ثم تحامل بجسده كله علي العكاز مع انحناءة لظهره بطريقة غريبة، وبدأ بعد ذلك في التحرك داخل غرفته مع سعال مستمر،  مع كل خطوة وكأن هناك ارتباطاً زمنياً بين كل خطوة يتبعها سعال مرتفع الصوت.

 

استمر شادي في هذا المشهد فترة طويلة حتى نادى عليه جده الشيخ مصطفى بصوته الضعيف الذي أهلكته معاركه المستمرة مع المرض، فلم يسمعه شادي لأنه كان منسجماً في مشهده التمثيلي أمام المرآة، فهو يقلد جده في مشيته وسعاله المستمر حتى جلباب جده قد استغله ولبسه حتي اختفت ملامح جسده الصغير فيه.

 تحامل جده علي نفسه حتي وصل إلي غرفة شادي، وعندما رأى منظره بجلبابه الطويل وعكازه ضحك وتناسي مرضه وحضنه،  وجه شادى سؤالاً مباشراً لجده متى سأحتاج عكازا مثلك؟

 

نظر الجد إلي شادى متأملاً إياه وقال له لا تستعجل الأمر يا شادي فكل شيء له أوانه وأنت مازلت طفلاً صغيراً في بداية حياتك، وقد لا تحتاج عكازا في حياتك القادمة، رحم الله والدك يا شادى فقد كان عكازي الفولاذي.

حضن شادى جده بقوة الذي مر شريط ذكرياته أمامه في لحظات وشقت الدموع بأنيابها طريقها علي وجهه الشاحب، تماسك الجد أمام حفيده شادي وأراد أن يهرب من وجعه المكتوم فقال له هيا بنا يا شادي سنخرج سوياً إلي الحديقة، فمدَّ شادي العكاز له فقال جده لا أحتاج هذا العكاز أنت عكازى الفولاذي.