«الأم دين الله» قصيدة للشاعر أبو كبرياء النعيمي

الشاعر أبو كبرياء النعيمي
الشاعر أبو كبرياء النعيمي

يا سامعينَ تذوقوا بمذاقي

    قد قالَ شوقي والكلامُ مراقِ

 

الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتها

      أعددتَ شعباً طيبَ الأعراقِ

 

وأنا أقولُ زيادةً عن قولِهِ

     فالشعرُ بينَ الشاعرينِ تلاقِ

 

الأمُّ محكمةٌ إذا عظمتها

     لأقمت قِسطاً عادلَ الإِحقاقِ

 

والأمُّ مكتبةٌ إذا أثريتها

      خَرَّجتَ نشئاً واسعَ الآفاقِ

 

والأمُّ دينُ اللهِ إن قدستها

     لصنعتَ جيلاً حافظَ الميثاقِ

 

والأمُّ سحرُ الفنِّ لو باركتها

     لبنيتَ نشئاً مُترَفَ الأذواقِ

 

والأمُّ جيشُ الحقِّ لو قدمتها

     فلقد أَمِنتَ مذلةَ الأعناقِ

 

والأمُّ مزرعةٌ إذا راعيتها

     أنبتَّ زهراً يانعَ الأوراقِ

 

والأمُّ بنكٌ واقتصادٌ رابِحٌ

     وطريقُ كسبٍ طيبَ الأرزاقِ

 

فإذا بأمرِ البيتِ قد وكلتَهَا

     فلقد أَمِنتَ سفاهةَ الإنفاقِ

 

فلما الأمومةُ والطفولةُ عندنا

     ما بينَ سوءُ تعاملٍ وطلاقِ

 

وتعيشُ أمُّ الطفلِ في كُرُوباتِها

      ظُلماً تُقاسي عُسرَةَ الإِملاقِ

 

وَيَغُطُّ والدُ طفلها في نومهِ

     والأمُّ تبكي من غَلا الأسواقِ

 

فلما النساءُ بفضلِهَا في تُهمَةٍ

     ولما الذكورُ عديمةُ الإشفاقِ

 

تأتي المحاكمَ كي تنالَ حقوقها

     وحقوقها حِبرٌ على الأوراقِ

 

ولقد سئمتُ من الذكورِ شِكايةً

    يتناقدونَ الأكلَ في الأطباقِ

 

ويشككون الأمَّ في أخلاقها

     وهموا بعدلٍ أفسقُ الفساقٍ

 

فأبو الرضيعِ على الأريكةِ نائمٌ

     والأمُّ تغرقُ في وَهَى الإرهاقِ

 

ظلموا الأمومةَ في بسيطِ حقوقها

     وتدثروا     بعبائةِ    الأخلاقِ