«الأخبار» تحاور كبار الأطباء عن «أسرار الجسد» 2 د.محمد على عز العرب استشارى الجهاز الهضمى والكبد:

إعلان خلو مصر من «فيروس سى» قريبًا ومعركتنا للقضاء عليه قصة نجاح ملهمة

الوجبة الغنية بالألياف تدعم وجود الميكروبات النافعة بالجسم
الوجبة الغنية بالألياف تدعم وجود الميكروبات النافعة بالجسم

للوهلة الأولى، تحتار كثيرا عند متابعة صفحة د. محمد على عز العرب، استشارى الجهاز الهضمى والكبد، بموقع فيس بوك، فهل هو ذلك الشخص «المتفائل» الذى ينظر دومًا إلى نصف الكوب الممتلىء، أم أنه ذلك الشخص «الناقد» لكل ما هو سلبى، ولكن بعد أن تمعن النظر كثيرًا فى صفحته، تكتشف أنك أمام شخص شديد الموضوعية، يصفق لكل ما هو جيد، ويشهر سيف النقد اللاذع، لكل تجاوز أو خطأ.. ولأن الإمعان فى النقد «غير مطلوب»، وكذلك الإمعان فى التفاؤل بدون مبرر غير مطلوب أيضا.

كانت موضوعية «عز العرب»، هى المبرر القوى الذى دفعنا لطلب الحوار معه ضمن سلسلة حوارات «أسرار الجسد»، لحاجتنا لمن يتحدث بدون تهوين أو تهويل حول أسرار الجهاز الهضمى، أو ما يعرف بـ»الدماغ الثانية»..

وخلال الحوار الذى امتد قرابة الساعة، يكشف عز العرب عن بعض الأسرار حول جرثومة المعدة والمجتمع الميكروبى فى الأمعاء، والعلاقة بين الجهاز الهضمى والحالة المزاجية، ولم يخل الحوار من استدعاء تعامل الدولة المصرية مع بعض القضايا الصحية التى تحدث عنها باستفاضة ..

وإلى نص الحوار.

الأمعاء تؤثر على الحالة المزاجية.. والسر فى «السيروتونين»
عندما يتحول الطعام لغاية تصبح المعدة أقصر الطرق للهلاك
الوجبة الغنية بالألياف تدعم وجود الميكروبات النافعة بالجسم 
شماعة «القولون العصبى» تحرم المرضى من تلقى العلاج الصحيح 

خلل مجتمع الأمعاء الميكروبى يضر المناعة.. و6 علامات تجبرك على زيارة الطبيب

90 % يحملون «جرثومة المعدة» وليست كل الحالات تستدعى العلاج

تقول العبارة الشهيرة إن «أقصر الطرق إلى قلب الرجل معدته»، فهل تعكس تلك العبارة أسرارًا لا نعرفها عن المعدة والجهاز الهضمى؟

يبتسم قبل أن يقول: هناك علاقة بين المخ والمعدة، وتتأثر تلك العلاقة بالجوع والشبع، فالمخ يرسل إشارات للمعدة، طلبا للطعام فى حالة الجوع، وفى حالة الشبع يرسل إشارات أخرى للتوقف عن الأكل، وأى خلل فى العلاقة بين الأثنين، يؤدى للأعراض الوظيفية فى الجهاز الهضمي، ويسبب القولون العصبي، لذلك فإن إجابتى على سؤالك: هو أن الطعام عندما يتحول من كونه سببا لاستمرار الحياة، إلى متعة فى حد ذاتها، يمكن أن يسبب خللا فى تلك العلاقة، وبالتالى قد تصبح المعدة هى أقصر الطرق للهلاك.

وهل يؤثر نوع الطعام وطريقة الطهى على العلاقة بين الإثنين؟

العلاقة تبدأ حتى بمجرد النظر للطعام ثم شم رائحته، وأخيرا تذوقه، وبعد التذوق يرسل المخ إشارات لهضم الطعام، لتبدأ عملية استقلاب الطعام بالمعدة وإطلاق الإنزيمات التى تحلل الطعام إلى مواد أولية.

هرمون «السيروتونين»

ولماذا إذن هناك من يربط بين السعادة والجهاز الهضمى؟

تخرج الكلمات من فمه سريعة قائلًا: لأن الناقل الكيميائي، المرتبط بالاضطرابات النفسية، والمعروف باسم «السيروتونين»، يتم انتاج نحو 80-90 فى المائة منه فى الجهاز الهضمى، ومن ثم فإن أى مشكلة بالجهاز الهضمى تؤدى إلى تراجع مستوياته، سيكون لذلك تأثير على الحالة العاطفية، بما فى ذلك مستويات القلق والسعادة.

وهل إنتاج هرمون «السيروتونين» يرتبط بكون الجهاز الهضمى له جهاز عصبى معوى مستقل بذاته، حتى أنهم يطلقون عليه «الدماغ الثانية»؟

يومىء بالموافقة قبل أن يقول: من الجيد أنك أشرت لذلك، فالجهاز العصبى المعوى مستقل بذاته، وهو جهاز متكامل له خلاياه ومستقبلاته وهرموناته، ولذلك فإن أى اضطرابات تؤثر على هذا الجهاز تؤثر فى الحالة النفسية، كما تؤثر فى امتصاص الطعام وإخراجه.

وما أكثر ما يؤثر على سلامة هذه «الدماغ الثانية»؟

يشير بإصبعيه السبابة والوسطى قائلا: هناك عاملان، أحدهما خارجى والآخر داخلى، أما العوامل الخارجية فتتمثل فى الإصابة بالبكتيريا والفيروسات والطفيليات والديدان، وكذلك بعض العوامل الفيزيائية مثل التعرض للإشعاع، والكيميائية مثل بعض الأدوية، كالمضادات الحيوية، بينما تتمثل العوامل الداخلية فى وجود خلل بالمجتمع الميكروبى فى الأمعاء (الميكروبيوم)، حيث تكون هناك وفرة فى الميكروبات الضارة على حساب النافعة، وهو ما يؤثر على امتصاص الطعام ويضر بجهاز المناعة.

وكيف يمكن ضمان عدم وجود خلل فى المجتمع الميكروبى؟

تخرج كلمات من فمه سريعة قائلا: نوعية الطعام تأتى فى المقدمة، حيث يساعد الطعام المحتوى على نسبة عالية من الألياف فى وجود وسلامة الميكروبات النافعة، وفى المقابل فإن الأطعمة الملوثة والفاسدة تساعد على ازدهار الميكروبات الضارة، كما أن بعض السلوكيات غير المنضبطة تساعد على ازدهارها أيضا، مثل الافراط فى تناول أنواع معينة من المضادات الحيوية.

وهل توجد حلول سريعة لعلاج خلل المجتمع الميكروبى؟

بالقطع توجد حلول تتمثل فى بعض أنواع مكملات «البروبيوتيك» التى تساعد على علاج الخلل فى المجتمع الميكروبى.

التشخيص الذاتى

وكيف يعرف أى شخص أن لديه مشكلة هضمية تستدعى زيارة الطبيب؟

يكتسى وجهه بمشاعر الحماس، وهو يقول: سؤال مهم للغاية، لأنى أحب أن أوجه من خلال الحوار رسالة مهمة، وهى أنه «كفانا تعليق أى مشكلة هضمية على شماعة القولون العصبى»، فليست أى اضطرابات فى الجهاز الهضمى سببها القولون العصبى، وهذه الشماعة للأسف تحرم المرضى من العلاج السليم.

ولذلك سألتك: متى يتعين على أى شخص زيارة طبيب الجهاز الهضمى؟

يشير بستة من أصابعه قائلا: هناك ست علامات، أولها أن شخصا أمضى حياته فى صحة جيدة، وعندما وصل إلى مرحلة الأربعينات أو الخمسينات بدأ يشعر باضطرابات فى الهضم، أو أن شخصا لديه صعوبة فى البلع، أو أن لديه قيئا مستمرًا، أو فقدان فى الوزن والشهية، أو شخص حدث لديه قيء دموى أو براز دموى، أو شخص بدأ يعانى من اضطربات فى الهضم، وكان لديه تاريخ أسرى لحالات أورام فى الجهاز الهضمى.

وهل توجد علامات ظاهرية يمكن أن تكون مؤشرا لبعض الأمراض؟

إذا كانت هناك قرح مستمرة، وكانت القرحة أكثر من 1 سم، فقد تكون عرض لالتهاب القولون التقرحى أو مرض كرون، والأخير يمكن أن يؤثر فى أى منطقة من الفم إلى فتحة الشرج، ولكن ليست كل قرحة تعنى أن الشخص مصاب بمرض كرون، فقد يكون سببها التهابات فى اللثة، وزيارة الطبيب تحسم الأمر.

الجهاز الهضمى والمناعة

تشير دراسات إلى وجود 70 فى المائة من الخلايا المناعية بالجهاز الهضمى، فهل يعنى ذلك أن أى مشكلة بالجهاز الهضمى يمكن أن تؤثر على تلك الخلايا، ومن ثم تكون سببا فى الإصابة بأمراض أخرى؟

يصمت لوهلة قبل أن يقول: الثابت هو وجود ازدواجية فى بعض الأمراض، فبعض أمراض الجهاز الهضمى يكون لها أعراض خارج الجهاز الهضمي، كما ذكرنا سابقا فى مرض كورون.

الدراسات التى أشير إليها كانت تحديدًا تتعلق بتأثير مشاكل الجهاز الهضمى على الإصابة بفيروسات مثل كورونا بسبب وجود الخلايا المناعية فى الجهاز الهضمى؟

لا أعتقد أن ذلك دقيقا، لكن الدقيق هو أن إصابات الجهاز الهضمى قد تكون تابعة للإصابة بالفيروس، بسبب وجود مستقبلات( AC2) بالجهاز الهضمي، وهى نفس المستقبلات التى توجد فى الرئة، والتى ترتبط بالبروتين الموجود على السطح الخارجى لفيروس كورونا، والمعروف باسم «البروتين الشائك» أو «بروتين سبايك».

وماذا عن علاقة الجهاز الهضمى بالحالة المزاجية؟

بنبرة متحمسة يقول: علاقة وثيقة للغاية، فأحيانا ما نجد التركيبة التشريحية للأعضاء سليمة، ومع ذلك يعانى الشخص من أعراض فسيولوجية تشير إلى مشاكل فى الجهاز الهضمى، وفى هذه الحالة يكون علاج الشخص عند الطبيب النفسى، ونحن كأطباء جهاز هضمى، نتعاون كثيرا مع زملائنا فى الطب النفسى بهذا الصدد.

جرثومة المعدة

ننتقل إلى ملف «جرثومة المعدة»، وسؤالى: متى يتعين على الشخص إدراك أنه يحمل «جرثومة المعدة»؟

يطلق ضحكة عالية قبل أن يقول: قرابة 90 فى المائة من المصريين يحملون جرثومة المعدة، ولكن ليس كل من لديه جرثومة معدة، فهو مريض عضوى يحتاج لعلاج.

ومتى يحتاج حامل تلك الجرثومة للعلاج؟

عندما يعانى الشخص من آلام متكررة فى المعدة مرتبطة بتناول الطعام أو عندما يكون جائعًا أو كان يعانى من ارتجاع دائم، ففى هذه الحالة يجب إجراء التحاليل اللازمة.

وما الذى ستكشفه تلك التحاليل؟

تكشف إن كانت الجرثومة نشطة ولها درجة من الإمراض أم لا.

وما هذه التحاليل؟

يشير بأربعة من أصابعه قبل أن يقول: يوجد تحليل دم يكتشف إن كانت هناك أجسام مضادة لجرثومة المعدة أم لا، وفى حالة اكتشاف وجود أجسام مضادة، ينصح الخضوع إلى فحوصات أخرى تساعد الطبيب المعالج على الكشف عن الإصابة بالمرض من عدمه ومنها، عمل تحليل للتنفس، لأن جرثومة المعدة تفرز إنزيم اليوريز، الذى يكسر اليوريا إلى أمونيا وثانى أكسيد الكربون، و الخضوع لمنظار المعدة، مع أخذ عينة وإخضاعها لتحليل يسمى «CLO test»، وهو تحليل سريع يظهر الإصابة بجرثومة المعدة، وتحليل البراز.

قد يتكاسل البعض عن هذه التحاليل، فهل يجب أن نأخذ جرثومة المعدة على محمل الجد؟

بنبرة متحمسة يقول: بالقطع يجب أخذ المسألة على محمل الجد، لأن إهمال علاج جرثومة المعدة، يمكن أن يكون سببا للالتهاب المزمن فى المعدة، وقرحة المعدة وقرحة الإثنى عشر.

توقعت أن تشير إلى دورها فى حدوث أورام المعدة؟

يأخذ رشفة من الماء قبل أن يقول بنبرة لا تقل حماسا: من الجيد أنك أشرت لتلك النقطة، حتى أطمئن الناس، فالأورام الناتجة عن الإصابة بجرثومة المعدة نادرة الحدوث ولا تتعدى نسبة الـ 1%، وعلاج الجرثومة يمنع حدوث أورام المعدة.

موجة الحر والجهاز الهضمى

بما أننا نعيش هذه الأيام موجة حر غير مسبوقة، فهل يتأثر الجهاز الهضمى بالحرارة الشديدة؟

يمسح جبهته بمنديل قبل أن يقول ضاحكا: بالطبع يتأثر، وأول تأثر يأتى من فقدان السوائل عن طريق العرق، الذى يحتوى على أملاح معدنية، ومنها البوتاسيوم، والذى يؤثر نقصه على حركية الجهاز الهضمى، مما قد يسبب انتفاخا فى البطن وإمساكا، كما أن الحر يؤدى إلى الإصابة بالجفاف، وتأثيرات الجفاف على الجسم متشعبة، حيث يؤثر مثلا على الهرمونات وتركيز الإنزيمات فى الجسم، وأخيرا يؤدى إلى ما يسمى بـ «الإجهاد الصحى»، ويحدث الإجهاد الصحى، بسبب أن درجة الحرارة الشديدة، تؤدى إلى اتجاه الدورة الدموية نحو السطح، وهذا من شأنه أن يؤثر على نسبة الدم التى تصل للأعضاء الداخلية، ويؤثر سلبا على كفاءة الأجهزة.

أعتقد أن هذا التأثير الذى أشرت إليه هو الوارد فى الحديث النبوى عن الحجامة « إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة، لا يتبيغ دم أحدكم فيقتله»... يتساءل مستنكرا: ولماذا تريد أن تدخلنا إلى هذه المنطقة الجدلية.

يبدو أنك من الرافضين للحجامة؟

الحجامة لها مرجعية دينية تحترم، وأقبل أن يتم استخدامها فى علاج الأمراض التى تثبت الأبحاث الحديثة أنها فعالة فى علاجها، بشرط إجماع أهل التخصص على دقة هذه الأبحاث، وأن تكون مستندة إلى عينات عشوائية وعدد كبير من المرضى، وتكون منشورة فى مجلات ذات معامل تأثير كبير.

إذن انت لا ترفضها من حيث المبدأ؟

أرفض تعميم استخدامها لعلاج كل الأمراض دون أى سند علمى حديث، وهو ما يحرم المرضى من العلاج الصحيح، فمثلا لو هناك مريض بسرطان الكبد، هل نحرمه من العلاج الحديث، ونقول إنه يمكن شفاؤه بالحجامة.

قصة نجاح ملهمة

أختم حوارى بتصريح لك تحدثت فيه عن إصدار منظمة الصحة العالمية قريبا شهادة تفيد بخلو مصر من «فيروس سي»، فعلى أى أساس استندت فى هذا التصريح؟

تشعر بعلامات الارتياح على وجهه قبل أن يقول: سعيد أن يكون ذلك هو ختام حوارنا، لأن معركتنا مع «فيروس سى» هى قصة نجاح ملهمة، يمكن لأى دولة الاستفادة منها فى التعامل مع أى مرض، فمن دولة كانت نسبة الإصابة فيها تصل إلى 10 فى المائة ، إلى دولة نسبة الإصابة فيها أقل من 1 فى المائة، فهذا انجاز كبير، وهذا ما نستند إليه للمطالبة بإعلان مصر خالية من الفيروس.

ومتى يتم الإعلان عن ذلك؟

شرط الإعلان هو أن تصبح نسبىة الإصابة أقل من 1 فى المائة، وقدمنا ملفا لمنظمة الصحة العالمية فى 2021، يفيد بتحقيق تلك النسبة، وأتصور أن الحصول على الشهادة بات قريبا.

لو أردنا تلخيص الأسباب التى قادت إلى هذا النجاح الملهم، كما وصفته؟

يطلق تنهيدة عميقة استعدادا لإجابة طويلة استهلها بقوله: هذا يتطلب أن نعود إلى نهاية الستينيات والسبعينيات، التى شهدت انتشارا للفيروس بشكل كبير بسبب المحاقن التى كانت تستخدم فى حملات العلاج الجماعى للبلهارسيا فى الأرياف، والتى لم تكن تعقم بشكل جيد، وكان يتم نقلها من شخص إلى آخر، وهذا أدى لانتقال الفيروس بين أهل القرية، وعندما هاجر أهل القرى إلى المدن، ساعد ذلك على مزيد من انتشار الفيروس، الذى لم يكن معلوما فى البداية، وكان الأطباء يشخصون إصابة المريض بفيروس كبدى، ليس من الفيروسات التى كانت معلومة وقتها «فيروس إيه « و « فيروسى بى «، وفى عام 1989، تم تحديد تركيبته، وتصنيفه على أنه فيروس مختلف، وتم تسميته بـ «فيروس سى».

وتشير دراسات إلى أنه فى 2008، كان 10 فى المائة من المصريين مصابين بالفيروس، وانخفضت النسبة فى 2015 إلى 7 فى المائة، بسبب الأدوية الفعالة عن طريق الفم (السوفالدى)، والذى بدأ كعلاج للفيروس فى 6 ديسمبر 2013، وحقق نسبة شفاء وصلت إلى 98 فى المائة.

ولكن يمكن أن يكون هناك مصابين بالفيروس، ولم يتم تسجيل إصابتهم، فكيف يمكن الوثوق فى تلك الأرقام؟

سؤال جيد، لأنه يدفعنا إلى الحديث عن جانب آخر من قصة النجاح، وهو المتعلق بـ «مبادرة 100 مليون صحة»، فهذه المبادرة استطاعت اكتساف المصابين بالفيروس، قبل أن تسوء حالتهم، ونجحت فى علاج 2 مليون و200 ألف مواطن بدواء السوفالدى المصرى، وهو قصة نجاح أخرى أعادت الثقة فى الدواء المصرى، وففرت العملة الصعبة التى كانت تنفق فى استيراد الدواء المستورد، وأخيرا، فإن ذلك سمح لنا بعلاج الملايين من المصريين، لأن الشركة الأجنبية حتى مع توفر التمويل، لم تكن تستطيع توفير كم الدواء المطلوب لعلاج الملايين.

وهل تعتقد أن هناك زيادة فى الوعى بخصوص الأسباب التى تؤدى للإصابة بالفيروس؟

هناك تحسن ملموس فى اتجاه منع مسببات الإصابة، مثل التطور فى إجراءات مكافحة العدوى بالمستشفيات، والتخلص الآمن من النفايات الطبية، كما أن المجتمع نفسه بدأت سلوكياته تتحسن باتجاه التخلص من بعض العادات السلبية مثل إساءة استخدام أدوات الحلاقة، وتداول أدوات العناية الشخصية بين أكثر من شخص داخل الأسرة الواحدة، ولكن أحذر من بعض الظواهر الجديدة التى يمكن أن تؤدى لانتشار الفيروس مثل الوشم وإبر التخسيس الصينية.