قال الأطباء للمخرج عز الدين ذو الفقار والذي لم يترك الفراش لمدة ٦ أشهر لإصابته بروماتيزم رهيب، غير أنه مصاب بالذبحة الصدرية، انت ممنوع من الحركة ومن الكلام، ومن التفكير، ولايبذل أي مجهود وإذا رفع بيده ورقة ليقرأها فهذا مجهود قد يودي بحياته، وإذا تكلم أيضا فهذا مجهود يهدد قلبه بالتوقف.
ورغم كل هذا لم يستمع عز الدين ذو الفقار لنصائح الأطباء، وظل يستقبل زواره من النجوم والفنانين، وحمل عبد الحليم حافظ التليفزيون من بيته إلى غرفة عز الدين ليستطيع أن يشاهد مباريات كرة القدم وهو في السرير.
وترامى إلى مسامع عز الدين ذو الفقار صوت جارته نجاة الصغيرة وهي تردد الأغنية الجديدة "ساكن قصادي" التي كتبها حسين السيد ولحنها عبد الوهاب، وصاح عز الدين هذه قصة وليست أغنية هاتولي نجاة.
على الفور هرول صلاح ذو الفقار إليها يطلب منها الحضور بناء على رغبة عز الدين، وقالت له نجاة اليست الزيارة ممنوعة، فرد صلاح ارجوكي تعالي معايا، انتي عارفة عز الدين مجنون، وبالفعل توجهت نجاة إلى غرفة عز الدين ذو الفقار وإذا به يطلب منها غناء "ساكن قصادي"، وأخذ يتمايل مع الأنغام الجديدة.
وفجأة ظهر الأطباء وقد تجهمت وجوههم وقاموا بطرد نجاة والجميع من الغرفة، وأوضحوا بأن نشوة عز الدين بالغناء مجهود يهدد قلبه بالتوقف، ووقف الجميع يدعو بأن يحفظ الله نبضات قلب عز الدين ذو الفقار، فمن نبضات هذا القلب كانت تنبع المشاعر النبيلة التي لم يروها إلا في رواياته.
المصدر مركز معلومات أخبار اليوم
