نقطة نظام

أوامر للسريحة بتصعيد اللهجة

مديحة عزب
مديحة عزب

 واضح أن الأوامر قد صدرت للسريحة الإخوان بتصعيد اللهجة ضد مصر فى الوقت الحالى فى محاولة مستميتة منهم لاستغلال أزمة الكهرباء، على أمل أن تدفع تلك الأزمة المصريين للنزول والاحتجاج.. ولكن كان وسيظل بمشيئة الله كيدهم فى نحرهم، فنحن لم يغب عن وعينا لحظة واحدة أن كل الحرب النفسية والمعنوية التى نواجهها منذ سنوات وتحديدا منذ هبط الكف خماسى الأبعاد على قفا الإخوان قبل عقد من الزمان هى فى الأساس حرب سياسية هدفها إسقاط الدولة المصرية.. هذه الحرب تمولها أجهزة استخباراتية أدواتها بضع قنوات إعلامية ومنصات رقمية مأجورة تنحصر مهمتها فى إهالة التراب على أى إنجاز تحقق فى مصر فى السنوات الأخيرة بالإضافة إلى إطلاق الأكاذيب والشائعات لتحريض الشعب على قيادته.. لا أتعجب من حالة النشوة التى تصيب المتآمرين على بلدنا كلما مرت بمشكلة بينما أتعجب من حالة الإحباط التى تصيب بعض المواطنين الذين يحبون بلدهم ويريدون أن يروها أحسن بلد فى الدنيا، فلا مجال إطلاقا لهذا الشعور بالإحباط.. صحيح أن البوستات الممولة والدوارة تحاصر الشعب المصرى على مدار الساعة بل على مدار الثانية منذ ظهرت أزمة انقطاع الكهرباء، وصحيح أنها قد أطلقت النفير العام بين المتآمرين.. يظنون أنها ساعتهم.. فطيور الظلام والضباع لا تنشط إلا فى الظلام.. وبيزنس الخراب هو شغلهم الوحيد.. وتجارة الغضب هى رزقهم.. والهدف هو التبشير بالهلاك وصناعة الغليان وقتل الأمل عند مختلف طوائف الشعب على أساس أننا وحدنا الذين نعانى على الكوكب بينما الأزمة الاقتصادية قد طحنت جميع دول العالم بلا استثناء.. وبرغم كل هذا فعلى كل مواطن أن يعلم أننا لو أخذنا مشكلة انقطاع الكهرباء تحديدا كمثال فسنجد أنها عامة فى جميع دول العالم بلا استثناء وقد لجأت جميع الدول إلى تخفيف الأحمال بشكل دورى فى جميع مقاطعاتها ومحافظاتها وولاياتها حتى لا يؤدى ارتفاع حرارة الجو والتى عايشها جميع البشر فى الفترة الأخيرة إلى تدمير محطات توليد الكهرباء، والمعروف أن تكلفة إصلاحها تصل إلى مبالغ خيالية الحكومات فى غنى عنها.. والسؤال الآن هل يمكن أن ينال منا ومن عزيمتنا مجموعة مأجورين وبضع صفحات مشبوهة؟.. وأنا أجيب هيهات فلن يستطيع هؤلاء أن ينالوا منّا ومن عزيمتنا.. إن كل هذه البوستات السوداوية والأكاذيب المتكررة لا تزيد عن كونها دخانا فى الهواء لا أكثر، موجة من الزبد ما أن يظهر حتى يذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فهو فقط الذى يمكث فى الأرض.. أخى القارئ لا تعط لمواقع التواصل الاجتماعى أكبر من حجمها ولا تستسلم لحصارها لك ولا تجعلها تفسد عليك حياتك وتصيبك باليأس أو بالبؤس أو تأنيب النفس والإحساس بالدونية والضآلة.. فأنت كمصرى وأينما كنت على أرضها إذا نظرت حولك فسترى عشرات بل مئات المشاريع القومية التى تحققت فى بلادنا بفضل الله وجهد وعرق أبنائها المخلصين الأبرار، وتذكر أن معظم هذه المشروعات كانت قبل ذلك فى عداد المستحيل، ألا يكفى ذلك لكى تكسر دائرة اليأس التى يحاول المتآمرون من خلال منصاتهم الإعلامية إحكامها حولك.. عليك أن تتفاءل وأن تنهل من جرعات التفاؤل.. بلدنا بخير وقوية وقادرة وستخرج بمشيئة الله من أزمتها الاقتصادية دون جراح.. لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لنا الأمور إلا أننا بفضل الله قد استطعنا الصمود.. هذا الصمود هو ما نحتاجه اليوم ولكى نصل إلى حلول لمشاكلنا فإن علينا بالعمل الدءوب المتواصل.. فليس الفخر أننا لم نسقط ولكن الفخر أننا استطعنا النهوض كلما سقطنا..
ما قل ودل:

الرغبة فى أن تكون محبوبا هى الوهم الأخير، تخلّ عنه وستكون حرا..