اليابان تحيي الذكرى الـ 78 على مأساة "الولد الصغير" بهيروشيما 

القنبلة الذرية
القنبلة الذرية

 

تحيي اليابان، اليوم الأحد، الذكرى السنوية الثامنة والسبعين لمأساة ضحايا أول قصف بالقنبلة الذرية في تاريخ البشرية، حيث نفذته الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما. 

 

وأقيمت يوم السبت بروفة في حديقة السلام، أين ستقام مراسم جنازة اليوم الأحد بمشاركة كبار مسؤولي الدولة وسفراء أجانب. وسيشارك هذا العام حوالي 7 آلاف شخص، من بينهم ممثلو أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية، فيما تمتنع سلطات المدينة عن توجيه دعوة إلى البعثات الدبلوماسية لروسيا وبيلاروس للعام الثاني على التوالي. 

 

وجرت يوم السبت مناقشة في هيروشيما حول مسألة حظر الأسلحة النووية، حيث شاركت فيها الناجية من جحيم هيروشيما، سيتسوكو ثورلو، التي تترأس الحملة الدولية لحظر الأسلحة النووية (ICAN). 

اقرأ أيضا: نائبة الرئيس الفيتنامي: اليابان تعتبر أكبر شريك اقتصادي واستراتيجي لنا

وكانت سيتسوكو ثورلو تبلغ من العمر 13 عاما عندما ألقيت القنبلة الذرية على هيروشيما، حيث انتقدت رؤية المدينة التي تبنتها قمة مجموعة السبع في مايو من هذا العام، تبرر الردع النووي بدلا من الدعوة إلى الإزالة الكاملة للأسلحة النووية. 

 

ونقلت وكالة "كيودو" عنها قولها: "هذا هو عكس الدعوات التي نطلبها من العالم". 

 

واستشهد رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، ودائرته الانتخابية في هيروشيما بأنه أحد نجاحات المنتدى، معتبرا أنه لأول مرة تمكن من دعوة رؤساء دول النادي النووي إلى متحف القنبلة الذرية التذكاري. 

 

وكان باراك أوباما في عام 2016 أول زعيم في النادي النووي والوحيد الذي يزور المتحف حتى هذا العام، عندما كان كيشيدا وزير خارجية اليابان في حكومة شينزو آبي، حيث تمت زيارة المتحف آنذاك وحاليا بشكل مغلق دون حضور الصحافة، وهو ما انتقدته سيتسوكو ثورلو قائلة: "هل هذا يعني أن التجربة التي عشناها شيء مخجل ومثير للاشمئزاز؟". 

 

وفي السادس من أغسطس 1945، وبموجب أمر تنفيذي أصدره الرئيس الأمريكي آنذاك، هاري ترومان، أسقطت الولايات المتحدة قنبلة يورانيوم تزن أكثر من 4.5 طن اسمها Little Boy (الولد الصغير) على مدينة هيروشيما، حيث اختير لها استهداف جسر "أيووي"، وهو واحد من 81 جسرا تربط سبعة أفرع في دلتا نهر أوتا، كما حدد مكان الصفر على ارتفاع 1980 قدما. 

 

وفي الساعة الثامنة وخمس عشرة دقيقة، تم إسقاط القنبلة من طائرة "إينولا غاي"، لكنها أخطأت الهدف قليلا وسقطت على بعد 800 قدم منه. وفي الساعة الثامنة وست عشرة دقيقة، وفي مجرد ومضة سريعة، كان 66 ألف شخص قد قتلوا و69 ألفا قد أصيبوا بسبب التفجير الذي يعادل 10 آلاف طن من مادة "تي إن تي". 

 

وألقيت بعد ذلك قنبلة "الرجل البدين" على مدينة ناغازاكي في التاسع من شهر أغسطس، حيث كانت هذه الهجمات الوحيدة التي تمت باستخدام الأسلحة الذرية في تاريخ الحرب. 

 

وكانت الأبخرة الناجمة عن التفجير ذات قطر يقدر بميل ونصف، حيث سبب تدميرا كاملا لمساحة قطرها ميل ودمارا شديدا لمساحة قطرها ميلان، كما احترق كل شيء قابل للاحتراق بشكل تام في مساحة قطرها ميلان ونصف، فضلا عن أن ما تبقى من منطقة التفجير كان متوهجا أو محمرا من الحرارة الشديدة، حيث امتد اللهب لأكثر من ثلاثة أميال قطرا. 

 

وكانت أول آثار القنبلة ضوءا مبهرا مع موجات حرارية منبعثة من كرة النيران، حيث يصل قطر كرة النار إلى 370 مترا، كما تصل حرارتها إلى 4 آلاف درجة مئوية، محرقة كل شيء ومذيبة للزجاج والرمال إلى قطع من الزجاج الذائب، فيما قتلت كل البشر في طريقها وأحرقت الجثث. 

 

ومن أشهر الأمثلة على قوة النيران، وجود ظلال ضحايا لم تعرف هويتهم، مطبوعةً على الجدران والأرصفة في المدينة، كما قتلت القنابل ما يصل إلى 140 ألف شخص في هيروشيما و80 ألفا في ناغازاكي بحلول نهاية سنة 1945، فضلا عن وفاة ما يقارب نصف هذا الرقم في نفس اليوم الذي تمت فيه التفجيرات. 

 

وقد مات 15 إلى 20% من الضحايا متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق والصدمات والحروق الإشعاعية ومضاعفاتها القاتلة وسوء التغذية والتسمم الإشعاعي. 

 

ومنذ ذلك الحين، توفي عدد كبير بسبب سرطان الدم (231 حالة) والسرطانات الصلبة (334 حالة)، نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من القنابل، حيث كانت معظم الوفيات من المدنيين في المدينتين. 

 

وبعد ستة أيام من تفجير القنبلة في ناغازاكي، أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء في 15 أغسطس، حيث وقعت وثيقة الاستسلام في الثاني من شهر سبتمبر، ما أنهى الحرب في المحيط الهادئ رسميا ومن ثم نهاية الحرب العالمية الثانية. 

 

ووقعت ألمانيا وثيقة الاستسلام في السابع من مايو، ما أنهى الحرب في أوروبا، فيما جعلت التفجيرات اليابان تعتمد المبادئ الثلاثة غير النووية بعد الحرب، التي تمنعها من التسلح النووي.