قلم على ورق

الرقم الصعب فى إيرادات السينما

محمد قناوى
محمد قناوى

خلال العامين الأخيرين حدث تغيير كبير فى ايرادات السينما المصرية، خاصة ايرادات التوزيع الخارجى، والتى بلغت ملايين الجنيهات بعد دخول السوق السعودى مؤخرا وبقوة كأهم عناصر تحقيق الإيرادات للأفلام المصرية، لذلك أصبح من الصعب على منتجى السينما فى مصر تجاهل المعادلة الجماهيرية الجديدة، بوجود هذا السوق الكبير، والذى أصبح أملاً للمنتجين حتى يضمنوا أموالهم فى ظل ضعف إيرادات دور العرض فى مصر، لذلك يحرص صناع الأفلام المصرية وخاصة نجومها على حضور افتتاحات أفلامهم فى دور العرض السعودية فى نفس توقيت انطلاق عرضها فى مصر.

منذ بداية صناعة السينما المصرية وعبر عصورها المختلفة كان التوزيع لدول الخليج يشكل نسبة كبيرة من إيراداتها، واعتمد المنتجون على هذا المصدر لتمويل أفلامهم وكانت السينما المصرية تنتج ما يقرب من سبعين فيلما سنويا منها حوالى 50% صُنعت خصيصا للجمهور الخليجى وخاصة السعودى لمشاهدتها عبر شرائط الفيديو، وهى الفترة التى أطلق عليها النقاد «أفلام المقاولات» وفى فترات كثيرة شارك الإنتاج السعودى فى تقديم أفلام مصرية مهمة جداً لا تزال أيقونات، لذلك فليس غريباً أن تشكل السوق السعودية بعد افتتاح دور عرض كثيرة فى أرجاء المملكة مصدراً مهماً للدخل للسينما المصرية.

وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد، لقد أصبح السوق السعودى مرة أخرى رقما صعبا فى ايرادات الفيلم المصرى لدرجة أن بعض الأفلام حقق ايرادات فى دور العرض السعودية تجاوزت الثلاثين ضعفا عن دور العرض المحلية.

وأصبح المنتج المصرى ينظر لهذه السوق نظرة مختلفة فى انها هى التى ستحقق الأرباح الخيالية لفيلمه وبعض المنتجين أعلن عن توقف انتاجهم للمسلسلات للتفرغ للانتاج السينمائى بعد أن وصلت خلال الشهور القليلة الماضية، إيرادات الافلام المصرية مثل «بيت الروبى وتاج والبعبع وشوجر دادى وبعد الشر» إلى أرقام لا تقبل المقارنة مع السوق المصرية وبفارق كبير جدا، مما جعل المنتجين يغيرون تفكيرهم وأصبح العرض فى السعودية هو الطموح الكبير لكل صناع السينما.

ولكن الملاحظة الجديرة بالاهتمام أن هذه السوق الناشئة تشهد اقبالا على نوعية الأفلام الكوميدية والرومانسية الخفيفة، فالسعوديون يعشقون خفة الدم المصرية على شاشة السينما، كما أن هذه النوعية من الأفلام يقدمها فنانون ارتبط بهم الجمهورالسعودى منذ سنوات قليلة من خلال عروضهم المسرحية التى قدموها فى المملكة من قبل مثل «بيومى فؤاد وعلى ربيع» وغيرهما من الكوميديانات الذين لا يتم تصنفيهم كنجوم شباك فى مصر ولكنهم فى المملكة حققوا إيرادات غير متوقعة .

لقد تغيرت خريطة توزيع الفيلم المصرى تماما وأصبحت تتجه بقوة تجاه السوق السعودية بعد أن أغلقت أسواق عربية خلال السنوات القليلة الماضية بسبب الحروب والنزاعات مثل»سوريا والعراق وليبيا ولبنان».