بداية

اعتراف.. على ضوء الشموع

علاء عبد الكريم
علاء عبد الكريم

‭..‬مهما‭ ‬تتداعى‭ ‬الأسئلة‭ ‬وفي‭ ‬صيغ‭ ‬مختلفة؛‭ ‬فجميعها‭ ‬محورها‭ ‬واحد‭ ‬هو؛‭ ‬هل‭ ‬مخازي‭ ‬وجرائم‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬جرائمهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمان؟‭!‬

القراءة؛‭ ‬ومنذ‭ ‬فجر‭ ‬التاريخ‭ ‬تظل‭ ‬أهم‭ ‬أدوات‭ ‬المعرفة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تراه‭ ‬القوى‭ ‬المعادية‭ ‬من‭ ‬المهوسيين‭ ‬والمتشددين‭ ‬دينيًا‭ ‬انحرافًا‭ ‬أخلاقيًا‭ ‬لا‭ ‬تستقيم‭ ‬معها‭ ‬الحركات‭ ‬الإسلامية‭ ‬إلا‭ ‬بوقوع‭ ‬مخاضات‭ ‬قوية‭ ‬يُستباح‭ ‬فيها‭ ‬الوطن،‭ ‬وينتعش‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬فورة‭ ‬جاهلية‭ ‬تنتهي‭ ‬بالمجتمع‭ ‬إلى‭ ‬مصائد‭ ‬المستعمرين‭ ‬–‭ ‬ولكن‭ ‬تظل‭ ‬خيانة‭ ‬الأوطان‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬فرصة‭ ‬أخرى‭ ‬وأخيرة‭ ‬يمنحها‭ ‬الوطن‭ ‬للخائن؛‭ ‬فعندما‭ ‬بدأ‭ ‬التحقيق‭ ‬مع‭ ‬محمود‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬وجه‭ ‬للزعيم‭ ‬الراحل‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬ثماني‭ ‬رصاصات‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬المنشية‭ ‬بالإسكندرية‭ ‬محاولاً‭ ‬اغتياله،‭ ‬وينتمي‭ ‬للعصابة‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬الحربي،‭ ‬تصادف‭ ‬وقتها‭ ‬أن‭ ‬أسلاك‭ ‬الكهرباء‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬أصيبت‭ ‬بخلل‭ ‬فـ‭ ‬ساد‭ ‬الظلام‭ ‬وتم‭ ‬التحقيق‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬الشموع،‭ ‬فبدا‭ ‬وجه‭ ‬هذا‭ ‬الإرهابي‭ ‬غريبًا،‭ ‬كان‭ ‬شعر‭ ‬رأسه‭ ‬هائشًا،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬حليق‭ ‬الذقن،‭ ‬نظراته‭ ‬زائغة‭ ‬ضائعة،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يرتدي‭ ‬نفس‭ ‬الملابس‭ ‬التي‭ ‬ارتكب‭ ‬بها‭ ‬جريمته،‭ ‬لمح‭ ‬المحقق‭ ‬آثار‭ ‬ندب‭ ‬قديم‭ ‬في‭ ‬وجهه‭ ‬فسأله‭ ‬عنه،‭ ‬فأجاب‭ ‬قائلًا‭: ‬‮«‬كنت‭ ‬أتدرب‭ ‬على‭ ‬ضرب‭ ‬المسدسات‭ ‬فانطلقت‭ ‬رصاصة‭ ‬خاطئة‭ ‬لم‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬الفوهة،‭ ‬بل‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬الوراء‭ ‬وأصابت‭ ‬شظاياها‭ ‬وجهي‭ ‬وأصابعي‮»‬،‭ ‬عاد‭ ‬وسأله‭ ‬المحقق؛‭ ‬‮«‬لماذا‭ ‬أطلقت‭ ‬الرصاص‭ ‬على‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر»؟،‭ ‬ومضى‭ ‬في‭ ‬صوت‭ ‬كأنه‭ ‬الفحيح‭ ‬يردد‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الكلمات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬هي‭ ‬معلومات‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬نطلق‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬أجاب‭ ‬الإرهابي‭ ‬محمود‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬حصلت‭ ‬حرب‭ ‬في‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬–‭ ‬هكذا‭ ‬قال‭ ‬بالحرف‭ ‬الواحد‭ - ‬فسيعود‭ ‬الإنجليز‭ ‬إلى‭ ‬احتلال‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬الإسكندرية‭ ‬إلى‭ ‬أسوان‮»‬‭.‬

المفارقة‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬التحقيق‭ ‬مع‭ ‬الذي‭ ‬حاول‭ ‬اغتيال‭ ‬رجل‭ ‬يوليو‭ ‬القوي‭ ‬الراحل‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر،‭ ‬وفي‭ ‬4‭ ‬نوفمبر‭ ‬سنة‭ ‬1954،‭ ‬كتب‭ ‬الإرهابي‭ ‬رسالة‭ ‬ندم‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬السجن‭ ‬الحربي،‭ ‬قال‭ ‬فيها‭ ‬نصًا‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬محمود‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬محمد‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬الرصاصات‭ ‬الثمانية‭ ‬اللي‭ ‬وجهتها‭ ‬للرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬كنت‭ ‬أطلقها‭ ‬في‭ ‬صدور‭ ‬من‭ ‬دفعوني‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬الإجرامي‭ ‬وأقصد‭ ‬تحديدًا‭ ‬الهضيبي‭ ‬والمحامي‭ ‬هنداوي‭ ‬دوير‭ ‬وكل‭ ‬أمثالهم‭ ‬من‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الشياطين‮»‬‭.‬

فالهدف‭ ‬الأول‭ ‬والأسمى‭ ‬لثورة‭ ‬23‭ ‬يوليو‭ ‬سنة‭ ‬1952؛‭ ‬كان‭ ‬إرساء‭ ‬مبدأ‭ ‬الوطنية،‭ ‬وألا‭ ‬يسقط‭ ‬مشروع‭ ‬القومية‭ ‬العربية‭ ‬كما‭ ‬تخيله‭ ‬زعيم‭ ‬الثورة؛‭ ‬فالهدف‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬تحقق‭ ‬بالفعل‭ ‬بإزاحة‭ ‬الملك‭ ‬وأعوانه‭ ‬عن‭ ‬السلطة،‭ ‬والمطالبة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المفاوضات‭ ‬المكثفة‭ ‬بجلاء‭ ‬القوات‭ ‬العسكرية‭ ‬البريطانية‭ ‬عن‭ ‬الأراضي‭ ‬المصرية‭ ‬والاستقلال‭ ‬التام،‭ ‬وبدلًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ينضم‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابيون‭ ‬للثورة‭ ‬المصرية‭ ‬وضعوا‭ ‬شروطًا‭ ‬للاعتراف‭ ‬بها،‭ ‬بهدف‭ ‬سرقتها‭ ‬–‭ ‬مثلما‭ ‬تحقق‭ ‬لهم‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬هوجة‭ ‬يناير‭ ‬2011‭ ‬–‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينتفض‭ ‬المصريون‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬ضد‭ ‬الاستبداد‭ ‬الديني‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬يونيو؛‭ ‬فـ‭ ‬فكر‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬قائم‭ ‬أساسًا‭ ‬على‭ ‬إنكار‭ ‬الأوطان،‭ ‬وترسيخ‭ ‬روح‭ ‬العداء‭ ‬لها؛‭ ‬فعقب‭ ‬استقالة‭ ‬وزارة‭ ‬علي‭ ‬ماهر‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬سبتمبر‭ ‬سنة‭ ‬1952،‭ ‬ظهر‭ ‬أول‭ ‬صراع‭ ‬حقيقي‭ ‬بين‭ ‬الثورة‭ ‬والإخوان،‭ ‬وبدأوا‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬الفتن،‭ ‬فهم‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين‭ ‬ومنذ‭ ‬نشأتهم‭ ‬من‭ ‬95‭ ‬سنة‭ ‬لا‭ ‬يتغيرون‭ ‬أبدًا،‭ ‬يحملون‭ ‬نفس‭ ‬الكراهية‭ ‬للدولة‭ ‬وللشعب‭ ‬المصري؛‭ ‬ففي‭ ‬يوم‭ ‬28‭ ‬فبراير‭ ‬سنة‭ ‬1954‭ ‬دبرت‭ ‬عصابة‭ ‬المقطم‭ ‬لمظاهرات‭ ‬مسلحة‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة‭ ‬وساروا‭ ‬قاصدين‭ ‬ميدان‭ ‬الجمهورية‭ ‬ورددوا‭ ‬هتافات‭ ‬عدائية‭ ‬ضد‭ ‬الثورة،‭ ‬ولما‭ ‬تصدت‭ ‬لهم‭ ‬قوات‭ ‬البوليس‭ ‬عند‭ ‬كوبري‭ ‬قصر‭ ‬النيل‭ ‬حدث‭ ‬احتكاك‭ ‬عندما‭ ‬حاول‭ ‬أصحاب‭ ‬الفتنة‭ ‬انتزاع‭ ‬الأسلحة‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة،‭ ‬فتوجه‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬إلى‭ ‬فندق‭ ‬سميراميس‭ ‬وأثاروا‭ ‬فيه‭ ‬الفزع،‭ ‬وقبض‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬118‭ ‬شخصًا‭ ‬منهم‭ ‬46‭ ‬من‭ ‬زعماء‭ ‬الإرهابية،‭ ‬وأوقفت‭ ‬الفتنة‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭.‬

فما‭ ‬دبرته‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬وقتها‭ ‬من‭ ‬مخططات‭ ‬إرهابية‭ ‬لهدم‭ ‬الوطن،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الاستعمار‭ ‬ذاته‭ ‬يحلم‭ ‬بتحقيقه،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬أراده‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة؛‭ ‬أنشأوا‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬باسم‭ ‬كينونات‭ ‬بديلة‭ ‬للوطن،‭ ‬بتكوين‭ ‬التنظيمات‭ ‬السرية،‭ ‬وإقامة‭ ‬البيعات‭ ‬الحزبية‭ ‬وترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬الإحباط‭ ‬وكسر‭ ‬روح‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬للوطن‭ ‬لدى‭ ‬من‭ ‬ينتمون‭ ‬للجماعة،‭ ‬وأن‭ ‬الوطن‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬الولاء‭ ‬للتنظيم،‭ ‬ولا‭ ‬وطن‭ ‬بعد‭ ‬حضن‭ ‬الجماعة،‭ ‬فاخترعوا‭ ‬بما‭ ‬يعرف‭ ‬بنظام‭ ‬الأسر،‭ ‬والذي‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬توزيع‭ ‬أفراد‭ ‬الجماعة‭ ‬إلى‭ ‬مجموعات‭ ‬صغيرة،‭ ‬يقود‭ ‬كل‭ ‬مجموعة‭ ‬شخص‭ ‬يسمى‭ ‬بالنقيب‭ ‬أو‭ ‬الأمير،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُعرف‭ ‬أيضًا‭ ‬بنظام‭ ‬الخلايا‭ ‬السرية،‭ ‬وهنا‭ ‬يروي‭ ‬محمود‭ ‬الصباغ‭ ‬وهو‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬أعضاء‭ ‬التنظيم‭ ‬الخاص‭ ‬للجماعة‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬حقيقة‭ ‬النظام‭ ‬الخاص‮»‬‭ ‬قائلًا‭ ‬نصًا‭: ‬‮«‬إنه‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬يُختبر‭ ‬به‭ ‬العضو‭ ‬الجديد‭ ‬فيما‭ ‬يعلن‭ ‬من‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬الجهاد‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله؛‭ ‬أن‭ ‬يكلف‭ ‬بشراء‭ ‬مسدس‭ ‬على‭ ‬نفقته‭ ‬الخاصة‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يزد‭ ‬ثمنه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬عن‭ ‬ثلاثة‭ ‬جنيهات،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬الانضمام‭ ‬للنظام‭ ‬الخاص‭ ‬بالأمر‭ ‬اليسير؛‭ ‬فالشخص‭ ‬المرشح‭ ‬يمر‭ ‬بسبع‭ ‬جلسات‭ ‬بمعرفة‭ ‬‮«‬المُكَوّن‮»‬‭ ‬ـ‭ ‬وهو‭ ‬يعني‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بتكوين‭ ‬أعضاء‭ ‬النظام‭ ‬ـ،‭ ‬وتبدأ‭ ‬هذه‭ ‬الجلسات‭ ‬بالتعارف‭ ‬الكامل‭ ‬على‭ ‬المرشح،‭ ‬ثم‭ ‬جلسات‭ ‬روحية‭ ‬تشمل‭ ‬الصلاة‭ ‬والتهجد‭ ‬وقراءة‭ ‬القرآن،‭ ‬ثم‭ ‬جلسة‭ ‬للقيام‭ ‬بمهمة‭ ‬خطرة‭ ‬ـ‭ ‬وتكون‭ ‬بمثابة‭ ‬الاختبار‭ ‬ـ‭ ‬حيث‭ ‬يُطلب‭ ‬من‭ ‬الشخص‭ ‬كتابة‭ ‬وصيته‭ ‬قبلها،‭ ‬ويستتبع‭ ‬ذلك‭ ‬مراقبة‭ ‬هذا‭ ‬المرشح‭ ‬وسلوكه‭ ‬ومدى‭ ‬نجاحه‭ ‬في‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬كُلف‭ ‬بها،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يتدخل‭ ‬الشخص‭ ‬المكوّن‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬لحظة‭ ‬ويمنع‭ ‬الشخص‭ ‬المرشح‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بالمهمة،‭ ‬ويستتبع‭ ‬ذلك‭ ‬جلسة‭ ‬البيعة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تتم‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬بشارع‭ ‬الصليبة‭ ‬بجوار‭ ‬سبيل‭ ‬أم‭ ‬عباس؛‭ ‬حيث‭ ‬يُدعى‭ ‬المرشح‭ ‬للبيعة‭ ‬والشخص‭ ‬المسئول‭ ‬عن‭ ‬تكوينه‭ ‬بالإضافة‭ ‬للسندي‭ ‬زعيم‭ ‬النظام‭ ‬الخاص،‭ ‬حيث‭ ‬يدخل‭ ‬الثلاثة‭ ‬لغرفة‭ ‬البيعة‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬مطفأة‭ ‬الأنوار‭ ‬ثم‭ ‬يجلسون‭ ‬على‭ ‬فرش‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬شخص‭ ‬مغطى‭ ‬جسده‭ ‬تمامًا‭ ‬من‭ ‬قمة‭ ‬رأسه‭ ‬إلى‭ ‬قدمه‭ ‬برداء‭ ‬أبيض‭ ‬يُخرج‭ ‬يداه‭ ‬ممتدتان‭ ‬على‭ ‬منضدة‭ ‬منخفضة‭ ‬‮«‬طبلية‮»‬‭ ‬عليها‭ ‬مصحف‭ ‬شريف،‭ ‬ويبدأ‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬المغطى‭ ‬بتذكير‭ ‬المرشح‭ ‬بآيات‭ ‬القتال‭ ‬وظروف‭ ‬سرية‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬التنظيم‮»‬‭ ‬ويؤكد‭ ‬عليه‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬البيعة‭ ‬تصبح‭ ‬ملزمة‭ ‬والتي‭ ‬تؤدي‭ ‬خيانتها‭ ‬إخلاء‭ ‬سبيله‭ ‬من‭ ‬الجماعة‭ ‬ويخرج‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬مسدسًا‭ ‬من‭ ‬جيبه‭ ‬ويطلب‭ ‬من‭ ‬المرشح‭ ‬تحسس‭ ‬المصحف‭ ‬والمسدس‭ ‬والقسم‭ ‬بالبيعة‭ ‬وبعدها‭ ‬يصبح‭ ‬المرشح‭ ‬عضوًا‭ ‬في‭ ‬‮«‬الإرهابية‮»‬‭.‬

مهما‭ ‬فعلوا،‭ ‬مصر‭ ‬وكما‭ ‬يقول‭ ‬المفسرون؛‭ ‬كنانة‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬أرضه‭ ‬من‭ ‬رماها‭ ‬أحد‭ ‬بسوء‭ ‬إلا‭ ‬أخرج‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬كنانته‭ ‬سهامًا‭ ‬فرماه‭ ‬به‭ ‬فأهلكه‭. ‬

[email protected]


 

;