اليوم.. يقف الرئيس الأمريكى السابق «ترامب» أمام المحكمة الاتحادية فى العاصمة «واشنطون» لتقرأ عليه الاتهامات الموجهة إليه فى أخطر قضية تبدأ إجراءات محاكمته فيها حتى الآن.. وهى التى تتعلق باقتحام أنصاره لمبنى الكونجرس بتحريض منه لكى يمنعوا مجلس الشيوخ من اعتماد نتيجة انتخابات الرئاسة وإعلان بايدن رئيسا للبلاد.
هذه هى القضية الثالثة التى يواجهها ترامب فى أربعة شهور بعد قضية مدفوعات مشبوهة لممثلة إباحية اتهمته باغتصابها، ثم قضية خطيرة أخرى تتعلق بالوثائق السرية التى احتفظ بها بعد رحيله من البيت الأبيض بصورة غير قانونية. وفى الطريق قضايا أخرى منها ما يتعلق بالتحريض على تزوير الانتخابات، ثم بالتهرب والاحتيال الضريبى!!
والمثير هنا أنه مع كل قضية جديدة يتدعم موقف ترامب فى الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهوري. وفى آخر استطلاع رأى قبل أيام حصل على ٥٤٪ من أصوات الجمهوريين بينما لم يحصل أهم منافسيه على أكثر من ١٧٪(!!) وهو ما يشير إلى أنه رغم كل شىء - سيكون مرشح الحزب فى الانتخابات القادمة إذا لم تحدث مفاجآت.. وهى غير مستبعدة مع شخص كترامب، وفى ظروف توالى المحاكمات، والانقسامات داخل الحزب الجمهورى نفسه!
ولا أظن أن الديموقراطيين يزعجهم استمرار سيطرة ترامب على الأوضاع فى الحزب الجمهورى. فالمواجهة بينه وبين بايدن للمرة الثانية ستكون أسهل على بايدن من مواجهة أى مرشح جمهورى آخر خاصة إذا كان صغير السن مثل «ديسانتس». وبايدن نفسه يقول إنه يعرف كيف يكرر هزيمة ترامب. وقادة الجمهوريين يعرفون أن ترامب قد يكون مايزال قادراً على حصد أصوات أنصاره داخل الحزب، لكن مشكلته ستكون مع «المستقلين» الذين يقررون فى النهاية مصير الانتخابات، ومعظمهم لن يعطوه أصواتهم حتى لو كانت حماستهم لبايدن قليلة.. سواء بسبب السن، أو اختلاف الرأى، أو ما يتعلق بالاتهامات المالية التى يتم التحقيق مع ابنه بشأنها، والتى يسعى الديموقراطيون فى مجلس النواب لفتح تحقيق سياسى بشأن تورط بايدن الأب فيها!
.. ومازالت المفاجآت واردة، بما فيها انتخاب رئيس يحكم أمريكا من السجن!!
