كشف حساب

أنا مصرى

عاطف زيدان
عاطف زيدان

زرت العديد من الدول ، فى أوروبا وآسيا وأفريقيا، لم أجد بلدا بدفء وحلاوة وجمال وروح مصر ، وشعبها العريق المتحضر . وكم كنت أشعر فى أجمل مدن أوروبا بالضيق وعدم الارتياح .واستعجل الأيام للعودة إلى مصر ، التى لاأرى لها مثيلا على كوكب الأرض. لاأقول هذا من باب حب الوطن والشعور الفطرى بالانتماء ، وإنما تأكيد لحقيقة واقعة ، يدركها كل مواطن مخلص ، بل وكل مواطن عربى عاش جزءا من عمره فى مصر ، لأى سبب ، سواء الدراسة أو السياحة أو العمل . فمصر لها مذاق خاص وروح فريدة ، ويتسم أهلها من كل الطبقات الاجتماعية بروح قلما تجدها منتشرة فى شعب اخر ، ابسطها ، الشهامة والجدعنة وحب الأخرين واحترامهم . ولايقلل من ذلك بعض الحوادث الجنائية الصادمة التى نسمع عنها بين الحين والحين . فالسمة الغالبة لأهل مصر ، الطيبة والتسامح والبشاشة ، مهما كانت ظروف الحياة صعبة ، وتكاليف المعيشة ثقيلة . فالمصرى بطبعه، قنوع راض ، يحمد الله الخالق الرازق ، صباح مساء .من ينافس جمال مصر فى شهر رمضان وغيره من المواسم الدينية . ومن يضاهيها فى الحضارة التى تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ ، لأكثر من ٨ آلاف عام . من ينافس مصر فى تآلف ووحدة شعبها ، حيث لافرق يذكر بين المصريين باختلاف مواقعهم الجغرافية . الكل سواء ، لافرق بين أبناء بحرى أو الصعيد ، أو سيناء ومطروح . جمعتنا ام الدنيا ، ووحدتنا الآمال والطموحات وحتى الصعوبات والتحديات . الكل يفرح لما يفرح امه ويحزن لحزنها ، ويشحذ الهمم لرفع شأنها بين الأمم. هل ينسى أى منا زملاء الدراسة أو الجيش أو حتى الغربة . مهما تباعد الظروف بين هؤلاء وهؤلاء ، ما إن يلتقون إلا وتجد الأشواق والأحضان والقلوب النقية . أنه الإنسان المصرى الأصيل، نبت الحضارة المتأصلة فى صلب التاريخ . أفخر بنفسك الراضية وبلدك العريق ، واحمد ربك فى السراء والضراء . وقل بملء الفم ، انا مصرى . تتغير اسماء وحدود الدول على خارطة العالم ، وتظل مصر ام الدنيا صلبة قوية على الدوام. . تسلمى يامصر ، امنة مطمئنة بارضك الطاهرة وشعبك الطيب .