عضلة القلب والبيات الشتوي.. جمال شعبان يوضح سر الحياة بعد الجلطات

 د. جمال شعبان، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية
د. جمال شعبان، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية

 

أوضح د. جمال شعبان، استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية ومدير معهد القلب السابق، أن عضلةالقلب لها خاصيتان وهما الحيوية  والقدرة علي الانقباض، ومن إعجاز الخالق سبحانه أن عضلة القلب قد تظل تعمل بدون إرهاق وتظل على قيد الحياة حتى بعد انقطاع الدم عنها،  أما باقي عضلات الجسم الموجودة بالقدم أو الذراع أن تم استخدامها  في المشي فيظهر على الإنسان الإرهاق، ولابد أن يريح  المرء عضلة رجله أو يده لاستئناف نشاطها  مرة أخرى. 

اقرأ أيضًا| جمال شعبان يحذر من شرب الماء البارد مع موجة الحر

لكن القلب لا يسمح له بالتوقف والراحة، فلابد أن يعمل على مدار الساعة في شكل أوتوماتيكي حتى لو قطع عن هذه العضلة مصدر الطاقة فإن لديها مصدرًا بديلًا وتبقي تعمل حتى مع انقطاع الدم عنها وإن كانت بشكل أقل كفاءة hypokinesia فإنها تظل تعمل ومع استعادة سريان الدم في الشريان التاجي المغذي لها تعود لتعمل بنفس كفاءتها.

وإذا أخذنا عينة من الوريد التاجي سنجد أن نسبة الأكسجين فيها أقل نسبة، فالقلب دون أن يبذل الإنسان أي مجهود يسحب حوالي 70% من الأكسجين الموجود في الدم الشرياني بحيث إذا بذل الإنسان مجهود لا يجد له احتياطي من الأكسجين لكن هناك احتياطي موجود بالشريان التاجي احتياطي تمددي. 
 لذلك فإن عضلة القلب تحتوي على ما يسمي الانقباض الاستراتيجي أو ما أطلق  عليه البيات الشتوي، حيث يصاب الإنسان بجلطة في الشريان التاجي وإذا حدث لأي عضو بالجسم أن يقطع عنه الشريان المغذي له فإنه يكون مثل ورقة الشجر التي تقطع عنها الماء فتموت، لكن القلب يعيش بما وهبه الله له من قدرة علي تخزين الانقباض وتخزين الأكسجين، فإذا ماتت عضلة القلب  مباشرة تماما لما عاش الإنسان بعد الإصابة بالجلطة، لكنها ذات طبيعة خاصة مع منع الدم عن عضلة القلب تبقي على قيد الحياة، لكن بكفاءة أقل، فإنها تظل تعملولكن ليس بنفس الكفاءة إلا بعد إعادة قدرتها الطبيعية بالدعامة أو الجراحة أو الأدوية.