شجون جامعية

التابلت .. ماذا بعد؟

د. حسام محمود فهمى
د. حسام محمود فهمى

حسام محمود فهمى

التابلت Tablet هو جهازُ حاسوبٍ نَقالٌ خفيفُ الوزنِ  يُمَكِنُ من الدخولِ  على الإنترنت والتراسلِ والتخاطُبِ والتعاملِ  مع الملفاتِ وممارسةِ الألعابِ وغيرِه من آلافِ آلافِ التطبيقاتِ. وقد غَيَّرَ التابلت منذ طرَحتَه شركة Apple عام ٢٠١٠ من طريقةِ التعاملِ مع أجهزة الحاسوبِ Laptops الأكبرِ حجمًا الثقيلةِ الوزنِ، واِحتَلَ مكانةً فى الاِستخداماتِ اليوميةِ. وقد وصَلَت مبيعاتِ التابلت عام ٢٠٢٢ إلى ١٦٣.٢ مليون جهاز، ويستخدمُه ١.٢٨ بليون شخص (البليون=١٠٠٠ مليون) حول العالمِ.


التَعليمُ الإلكترونى أو التَعَلمُ الإلكترونى هو تقديمُ التعليمِ أو أى نوعٍ  من التدريبِ بِطُرُقِ  التدريسِ الإلكترونيةِ كجهازِ الحاسوبِ أو التابلت أو الهاتفِ الذكي، حيث يتمُ الوصولُ إلى الموادِ التعليميةِ من خلالِ الإنترنت. يُوفِرُ هذا التعليمُ الوقتَ والموارِدَ.


كانت محنةُ كورونا فترةَ اِزدهارٍ إجباريٍ للتعليمِ الإلكتروني، حيث أتاحَ التعَلُمَ عن بُعدٍ توقيًا للعَدوى؛ إلا أن عيوبَه ملموسةٌ مثل التفاعلِ المحدودِ مع المدرسين والزملاءِ وهو ما يؤدى إلى العُزلةِ الاجتماعيةِ وفقدانِ  الدافعِ لاكتسابِ المَعرفةِ، مع عدم اِمكانِ مُتابعةِ المُتعلمين والتَيَقنُِ. من مدى تحصيلِهم.
فى تجرُبة التعليمِ المصريةِ أصبحَ التابلت هو العنوانَ وكأن تطويرَ المدارسِ والمناهجِ  يأتى فيما بعد. هلَلوا بأنه يوفرُ كُلفةَ طِباعةِ الكُتبِ، وتصايَحوا عن أهميتِه فى تدريسِ المناهجِ  الجديدةِ؛ واِزدادَ الصخَبُ بشعاراتٍ على نمطِ إعجابِ فنلندا بالتجرِبةِ المصريةِ فى التعليمِ، على نقيضٍ من المؤشراتِ العالميةِ التى تضَعُه فى مَرتبةٍ مُتدنيةٍ.


والآن ما هو التقويمُ النزيهُ لمُغامرةِ التابلت؟ ماذا بعد أن أنهَت دولٌ متقدمةٌ اِستخدامَه وعادَت للكتابِ المدرسي؟ ما هو نهجُ التطويرِ الواجبُ اِتباعِه بما يتفِقُ مع القَبولِ المُجتَمعي؟ هل يُمكِنُ نجاحُ ما يَرفضُه المُجتمعُ؟ وهل تقليدُ بعضِ الغربِ هو روشتةُ النجاحِ؟
التعليمُ المدرسى والعالى تجرِبةٌ مُجتَمَعيةٌ لا ينفعُ معها التقليدُ، لكن أهو تقليدٌ لشعورٍ بالنقصِ؟ وهل التقَلَبُ مع التجاربِ الغربيةِ هو اِستجداءٌ لاِعترافِهم بما لن يعترفوا به؟ وماذا عن الدراساتِ الهندسيةِ التى اِبتُسِرَت سنواتُ وساعاتُ دراستِها؟ كيف يُحصَرُ تطويرُ التعليمِ فيما يقرِرُه البعضُ دون التوافقِ فى مجتمعٍ لا يُعانى نقصًا فى العقولِ والضمائرِ؟
فى قراءةِ الكتبِ مُتْعةٌ وإحساسٌ  لم ولن تُحقِقُهما القراءةُ الإلكترونيةُ، فأوراقُ الكتابِ حَنونةٌ دافِئةُ  المَلمَسِ. هل يُبدِعُ خِريجو التابلت فى غيرِ تعليقاتِ ومنشوراتِ مواقعِ  التواصلِ؟؟
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،
● أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس