فى الصميم

فلنأمل خيراً.. لفلسطين

جلال عارف
جلال عارف

دفع الشعب الفلسطينى أفدح الأثمان للانقسام فى الصف الوطنى والصراعات بين بعض الفصائل ووقوع غزة تحت سلطة «حماس» بينما بقيت حكومة رام الله تحكم ما تبقى من الضفة الغربية!! وانتهزت اسرائيل هذه الفرصة لتستكمل حصار غزة، وتمضى فى الاستيطان اليهودى فى القدس والضفة، ولتغتال اتفاقيات أوسلو ثم تمضى لاغتيال حل الدولتين وسط صمت دولى على جرائمها التى لا تتوقف ضد شعب فلسطين وضد الانسانية ومع جهود متواصلة لفرض التطبيع المجانى مع الدول العربية على حساب قضية فلسطين وأمن الأمة العربية كلها!


ورغم ذلك كله، فإن شعب فلسطين المناضل لم يستسلم، والدم الفلسطينى أبقى القضية المقدسة حية رغم بشاعة الاحتلال وحماقة الانقسام. تجاوز الشعب الفلسطينى صراعات الفصائل وفرض الوحدة فى التصدى للعدو، وخرجت أجيال جديدة من الشباب ترفع راية النضال الموحد، وتسبق فى حركتها مواقف كل من يضع مصلحة فصيل أو جماعة فوق المصلحة الوطنية.


الآن.. ومع أخطر الهجمات الصهيونية مع حكومة فاشية تريد حسم المعركة مع الفلسطينيين باستباحة الأرض ومضاعفة الاستيطان ووضع الفلسطينيين أمام خيار الرضوخ أو القتل أو التهجير.. هل سنرى جديداً فى اجتماع الفصائل الفلسطينية بالقاهرة يعيد الأمل فى استعادة الوحدة الوطنية فى مواجهة الخطر الصهيونى المتعاظم؟! هذا هو السؤال الذى يطرح نفسه على القيادات الفلسطينية، والذى ينتظر إجابة شعب فلسطين ومعه كل الشعوب العربية.


إن ما رأيناه فى معارك «جنين» و «نابلس» مؤخراً لم يكن درساً للصهاينة فقط، ولكنه كان درساً للجميع بأن الدم الفلسطينى يعرف كيف يتوحد فى مواجهة العدو، وأن الشباب الفلسطينى لن يقبل انقساماً يبدد الجهد الذى لا ينبغى أن يشغله شىء عن معركة المصير الفلسطينى الواحد، وأن باب المقاومة مفتوح أمام الجميع ليقاتلوا بالرصاص وبالسياسة وبكل أدوات النضال الوطنى.
فلنأمل خيراً هذه المرة، أو فلتتحمل الفصائل إصرارها على استمرار أوضاع لم يعد فى إمكان الشعب الفلسطينى أن يصبر عليها وهو يرى أغلى التضحيات التى يقدمها فى معركة المصير تقابلها الفصائل باستمرار الصراعات(!!).. فلنأمل خيراً هذه المرة.