أما قبل

داليا جمال تكتب: قرَّب.. قرَّب !

داليا جمال
داليا جمال

زمان لما كان الصيف يحل.. كانت إعلانات المسرحيات الجديدة تملأ الصحف والشوارع، مسرحية لعادل إمام، ومسرحية لسعيد صالح.. واخرى لمحمد صبحى، وعرض لسمير غانم، ومسرحية لمحمد نجم، وعرض على المسرح القومي، وكانت الحيره أيامها نروح أى مسرحية أولا !!

منذ أيام اشتقت للمسرح الذى سجلت آخر حضور لى فيه منذ مايقرب الـ٦ سنوات، وكانت مسرحية ممتعة اسمها أهلا رمضان .

ومنذ ذلك الوقت لم أسمع أو أر  أية مسرحيات يمكن أن تجذب انتباهي، خاصة  أننى من أشد الرافضين لترسيخ فكرة أن تكون المسرحيات الكوميدية نوعا من الهزل بلا هدف، وتفريغها من مضمونها لتصبح مجرد إلقاء جمل بذيئة لانتزاع الضحك من الجمهور انتزاعا، واقناعه بأن المسرح هو مجرد إيفيهات ساقطة بألفاظ خارجة، وهو النموذج الذى قدمه مسرح مصر مؤخرا، حيث المسرحية بلا قصة ولا هدف ولا فكرة ولا فن ولا رسالة، ولا متعة فى التفاصيل!!

إلا أننى أخيرا قررت الأخذ بنصيحة أحد الأصدقاء وتوجهت الى مسرح الهناجر بالأوبرا لمشاهدة عرض مسرحية (قرب قرب) بطولة مجموعة من الشباب الجدد بقيادة المخرج المسرحى شادى سرور.

فاجأتني المسرحية، التى على بساطتها استطاعت أن تعيدنى للتصالح مع المسرح من جديد، وأن تنهى حالة الخصام الذى امتد بينى وبين المسرح لسنوات طويلة، استعدت يقينى بأن مصر تمتلك ثروة من الفنانين المبدعين حتى ولو لم تدق الشهرة أبوابهم بعد، يحملون فى جيناتهم طاقة الفن الأصيل. 

شاهدت امكانيات وطاقات جبارة لشباب يجتهد جدا لتقديم فن جميل، اللعب بالإضاءة مبهر، الديكورات بسيطة ومتمكنة من أداء هدفها بسهولة، واجمل ما فى المسرحية، هو اكتشاف هذا العدد الكبير من الشباب الواعد الموهوب الذى لم يعتمد على مسرح البذاءة، والايفيهات الساقطة، استمتعت جدا بأغنيات المسرحية، وبأداء الفنانين الشبان، وتمكن المخرج من توظيف كل ممثل فى مكانه الصحيح، حتى يشعر المتفرج أنه بالفعل يعيش مع أبطال المسرحية حياتهم فى السيرك، حيث تقع أحداث العمل.

بالفعل أتمنى لو يمكن لكل رب أسرة خاصم المسرح، أن يتوجه مع أسرته لمسرح الهناجر للاستمتاع بعمل فنى أنيق، لن يخجل من مشاهدته مع اولاده، ولن يندم. 

العرض الفني قرب قرب ... يستحق أن يشاهد.