بدون روتوش

فيصل مصطفى يكتب: روح ثورة 23 يوليو

فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

تحتفل مصر ، وشعبها الأبى ، وأمتنا العربية الخالدة بالذكرى ال 71 لقيام ثورة 23 يوليو المجيدة ، ثورة العزة والكرامة .. الثورة التي غيرت مجرى التاريخ ، ليس بالنسبة لمصر فحسب ، وإنما لقارات أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية . واكتسبت من خلال ذلك صفة الثورة العالمية التي حركت الشعوب وأسقطت العروش . وكانت كلمتها تهز العالم كل صباح . ثورة عظيمة ، ما زلنا نعيش في خيرها حتى الآن ، وما زالت أعمالها وإنجازاتها باقية خالدة بقاء الزمن والمكان .

تحية للثورة ورجالها ومفجرها وقائدها جمال عبدالناصر ورفاقه من الضباط الأحرار الذين قلما يجود الزمان بمثلهم.

وبهذه المناسبة فإننى أقول بكل ضمير مستريح ، ما أشبه الليلة بالبارحة ، فمعارك الأمس مازالت مستمرة مع نفس الأعداء المتربصين بمصر دوما ، الثالوث الشرير "الاستعمار – الصهيونية – الرجعية".

فإذا كانت ثورة يوليو ، قد حررت مصر والوطن العربى والقارات الثلاث في العالم الثالث من الاستعمار ، وأوقفت النهب والسلب للثروات الوطنية ، وأعادتها إلى الشعوب المقهورة ، وتصدت لقوى الشر والعدوان سواء في الداخل أو في الخارج ، فإن نفس هذه الصورة تتكرر بحذافيرها وتفاصيلها بعد 71 عاما على قيام الثورة .

فما زال الاستعمار الغربى متربصا بمصر ويسعى إلى النيل منها ، وما زالت الصهيونية ، تشكل خطرا جسيما على الأمة العربية ، ومازالت الرجعية تسعى للتدمير والتخريب وخدمة المستعمر الغربى ، الذى صنعها ، وتحاول تنفيذ مخططاته الإجرامية من إشاعة الفوضى والذعر والرعب ، وتفتيت البلاد وتقسيمها وفق المفاهيم الإستعمارية ، وهى الرجعية المتمثلة في جماعة الإخوان الإرهابية ، ومن يشايعها ، ويعمل معها في نفس الخندق ، محاولا النيل من مصر وقيادتها وشعبها.

وأنتهز هذه الفرصة ، لكى أحيى قواتنا المسلحة الباسلة ، قوات الشعب المصرى المسلحة وسيفه ودرعه ، والتي تحركت مرتين إيجابيا لصالح الوطن والشعب .

الأولى : صبيحة 23 يولية 1952 حينما تحركت القوات المسلحة بطليعتها الثورية الممثلة في جمال عبدالناصر ورفاقه من الضباط الأحرار لتحرير البلاد وإنقاذ الشعب مما كان يتعرض له ، على مدار قرنين من الزمان ، وهى الثورة التي أنقذت مصر من حروب أهلية دامية ، كانت البلاد على بعد خطوات منها ، ومن حكم جماعة الإخوان الإرهابية ، التي كانت تتأهب للوثوب على السلطة ، وهو ما منعته القوات المسلحة إبان ثورة يوليو المجيدة .

والثانية : حينما تحركت القوات المسلحة المصرية في 30 يونية 2013 ، لكى تدافع عن مصر وشعبها الأعزل ، وتنضم إلى الشعب الثائر ، الذى كان يطالب بإسقاط حكم الجماعة الإرهابية المأجورة ، ولحماية الشعب من مجازر دموية، كانت الجماعة الإرهابية تستعد لها لتحكم بالحديد والنار .

وفى المرتين ، كان تحرك القوات المسلحة أو قوات الشعب المصرى المسلحة إيجابيا وبناءا ، ومتفقا مع أهداف القوات المسلحة ورسالتها الوطنية ودورها التاريخى المنشود والمتواصل والمستمر .

ومن هنا فإننا نستلهم من روح ثورة 23 يولية ، الإصرار على المبادئ والتمسك بالثوابت الوطنية والالتزم بمنهج العزة والكرامة ، والحفاظ على دور مصر التاريخى في قيادة شعوب العالم الثالت ضد قوى النهب الاستعمارى والعنصرية الصهيونية الإجرامية وأدواتها من الرجعية العربية والمصرية .

نعم ما أشبه الليلة بالبارحة . فالمعركة مستمرة والأعداء ما زالوا يحاولون النيل من الوطن ومن الشعب ومكتسباته .

فلن يتم الإجهاز على المخططات الاستعمارية  ، إلا بالعمل والجهد والالتفاف حول المؤسسة العسكرية ودعمها بالعمق الشعبى ..وإنا لمنتصرون..  وكل عام وأنتم جميعا بكل خير .. وأعلامنا مرفوعة خفاقة عالية دومًا وبإذن الله .
[email protected]