فى خطوات مسرعة عبر الميدان الكبير .. قفز الى الرصيف المرتفع الذى لم يرى ملامحه بالتأكيد سوى فى هذه اللحظة حيث يشغله طوال النهار باعة الجرائد والخبز والفاكهة والخضر وكافة أنواع الباعة الجائلين.
وأسرع الخطى الى الزقاق الصغير الذى يربط هذا العالم الفسيح وعالمهم الصغير حيث يقبع المنزل القديم الذى تحتل شقتهم الصغيرة جزء منه .. دس يده فى جيبه قبل أن يصل إلى باب المنزل للتأكد من وجود ميدالية المفاتيح .. وأخرجها عندما وصل الى باب الشقة حيث أدخل المفتاح في الباب وأداره الى اليمين دورتين ودفعه فى هدوء .
خطى خطوة واحدة الى الداخل ثم سحب الباب خلفه وأغلقه بإحكام بعد أن أضاء نور الصالة .. مسح بعينيه المكان وكأنه يدخله لأول مرة .. خلع حذائه .. دخل غرفة النوم الكبيرة .. انتقل الى الغرفة الصغيرة .. حملته أقدامه الى المطبخ ليعود مرة أخرى الى غرفة نومه .. خلع ملابسه .. أمسك البيجامه ليرتديها .. استلقى على سريره لينام وقد تجاوزت الساعة الثالثة صباحاً .
هرب النوم من عينيه .. هناك شىء ما ينقصه .. إنها زوجته وحبيبته .. فتلك هى المرة الأولى التى يدخل فيها غرفة نومه ولا
تشاركه المكان .. ولم تفلح محاولاته فى أن يصادق النوم جفنيه .. إنتفض واقفاً .. تناول قميص نومها من شماعة الملابس خلف باب الغرفة .. تشمم رائحتها .. وضعه في موضع نومها على السرير .. حيث اعتادت أن تنام .. واستلقى بجانبه واستغرق في النوم .
