من الآخر

د. أسامة أبوزيد يكتب: العلمين.. مدينة الأحلام

د. أسامة أبوزيد
د. أسامة أبوزيد

عندما تزور أى بلد أو مكان جديد بغرض الترفيه أو السياحة بالتأكيد أن هناك أماكن تخطف قلبك وأخرى تلفت نظرك وثالثة تتعلق بها وتلتقط صوراً تذكارية فيها حتى تسترجع الذكريات وقت الحنين والاشتياق لأثرها الذى يسكن عقلك.. عند زيارة فرنسا لابد أن تزور برج إيفيل، وفى أمريكا تمثال الحرية وفي مصر «أم الدنيا» بالتأكيد الأهرامات وأبوالهول، كل هذه المعالم الأثرية تأخذك من الحاضر للماضى ولكن الأجمل أن يكون هناك مدينة جديدة وإنجاز غير مسبوق بسواعد مصرية  أصبحت  قبلة للعالم على شواطئ البحر الأبيض المتوسط مثلما حدث بخروج مدينة العلمين الجديدة التى تحولت من كتل رملية مليئة بحقول الألغام نتيجة الحرب العالمية إلى مدينة للأحلام يقصدها السياح من مختلف بقاع العالم.

في الفترة الأخيرة حدثت انطلاقات كبرى فى عهد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، ومدناً

كانت مهمشة وتعاني من التجاهل والإهمال ظهرت للنور فى أبهى حلة وبصورة أبهرت العالم وفى زمن قياسى فاقت التصور والخيال.. مدينة العلمين الجديدة خلال 6 سنوات أصبحت مزاراً سياحياً و«لؤلؤة» مصرية على شواطئ البحر الأبيض المتوسط بالساحل الشمالى.. كثيرون سمعوا عن العلمين ولكن من شاهد التطور الرهيب والأبراج والصروح وناطحات السحاب تطال عنان السماء وتنعكس بظلالها على مياه البحر الزرقاء الصافية لابد أن يدرك حجم الإنجاز الذى يفوق الإعجاز مقارنة بالماضى الأليم وتماشياً مع الحاضر المشرق والمستقبل الذى يشير إلى الأفضل دائماً.

مدينة «العلمين الجديدة» تجربة سياحية شاملة من خلال المنطقة الشاطئية والمنطقة التاريخية والمدينة الثقافية والتى تعرف بمدينة الفنون والتى تبنى على مساحة 260 ألف فدان وتحتوى على أوبرا وقاعات تدريب ومجمع سينمات ومسرح رومانى مكشوف للحفلات والعروض الموسيقية مجهزة بأحدث تقنيات الصوت ومجمع استوديوهات ومتحف ومكتبة ثقافية بالإضافة إلى مبنى تنمية المهارات البدوية الموجود فى المنطقة للحفاظ على الطابع التراثى لمدينة العلمين.

مهرجان « العالم علمين» الذى انطلق 13 يوليو ويستمر 45 يوماً ويشهد فعاليات رياضية وفنية وثقافية ويستهدف مليون زائر يؤكد أن رؤية فخامة الرئيس السيسى دائما تتجه للإبداع وتؤمن بأن الرياضة شريك أساسى فى تنمية الاقتصاد الذى يعانى من تدهور مدخلاته العالم أجمع نتيجة الحروب والفيروسات ورافد مهم لتنشيط السياحة المصرية وتأكيد على أن مصر المحروسة ستظل دوماً بلد الأمن والأمان وقبلة العالم لاستضافة البطولات الرياضية والفعاليات الفنية والثقافية الكبرى.

مصر استضافت قرابة 320 بطولة عالمية وأفريقية وعربية منذ عام 2018، ونجحت فى تنظيم رائع لكأس الأمم الأفريقية 2019 خلال 6 أشهر فقط لعدم قدرة الكاميرون فى هذا الوقت، وأبهرت العالم بتنظيم مونديال اليد 2021 رغم انتشار فيروس كورونا وتداعياته الخطيرة باختراع نظام الفقاعة الطبية بفضل رؤية القيادة السياسية الحكيمة وتأكيد أن الرئيس السيسى يخطط دائماً للمستقبل بتدشين المنشآت الجديدة وتطوير البنية التحتية التى كانت متهالكة وأن العمل ليس «اليوم بيومه» ولكن بفكر وعلم ورغبة وإخلاص جادين من أجل الوصول بمصر فى يوم من الأيام لإستضافة الأولمبياد والمونديال وهو ما يتضح جلياً فى مدينة مصر للألعاب الأولمبية بالعاصمة الإدارية والقرية الأولمبية بالسويس ووصولاً لمدينة العلمين الجديدة التى تستضيف مهرجان « العالم علمين»  والذى يشهد توافد نجوم الكرة المصرية من الأجيال الذهبية لممارسة كرة القدم الشاطئية وبطلات العالم فى لعبة «التيك بول» وعروض للطائرات وسباقات للسيارات وبطولة كرة طائرة شاطئية وبطولة عربية للجودو سيشارك بها نجوم العرب من الشباب أغسطس القادم.

هذا الحراك الرياضي يؤكد أن العلمين أصبحت متنفساً جديداً للعالم وليس مصر والوطن العربى فقط بفضل المنشآت الرياضية الرائعة والفنادق الشيك والأنيقة والأهم الجمال والسحر من شواطئ ورمال تتراقص على صفحات المياه الزرقاء بالبحر الأبيض المتوسط وليس ببعيد أن تصبح العلمين عاصمة الرياضة فى العالم بفضل قدراتها ومقوماتها التى أشاد بها كل من زارها واستمتع بأجوائها الساحرة.

الاقتصاد ينمو ويتكاثر بالعمل والتفكير خارج الصندوق ومهرجان «العالم علمين» يصب فى هذا الاتجاه برؤية القيادة السياسية بتنظيم حفلات فنية لكبار نجوم الطرب والغناء وبطولات رياضية تنقلها قنوات فضائية وطنية تظهر صورة حضارية لمدينة الأحلام تحت إشراف الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.. مصر ستظل دوماً فى المقدمة وتخطو بخطوات وثابة نحو مستقبل مشرق ونستطيع بالصبر والعمل الخروج من الأزمات العالمية بشرط واحد أن نضع أم الدنيا فى مقدمة اهتماماتنا ولا نسمح للمخربين النيل من مقدراتها أو العبث فى عقول شبابنا العاشق لتراب بلده.. تحيا مصر.


 

;