حريات

عبد الناصر بطل الثورة

رفعت رشاد
رفعت رشاد

منذ 71 عاماً وفى مثل هذا اليوم تغير وجه الحياة فى مصر . قام ضباط الجيش أعضاء تنظيم الضباط الأحرار بالثورة . فى ليلة ارتفعت فيها درجة حرارة الطقس ، كان الحراك الثورى أشد سخونة فزمجرت الدبابات فى شوارع القاهرة وسار الجنود فى طوابير طويلة مستهدفين احتلال الثكنات والقبض على قادة الجيش .

وبعد نجاح الثورة بدون إراقة دماء أخرج الثوار الملك من مصر حتى لا تثار المؤامرات وبعد ذلك أسقطت الملكية وأسقطت عهود طويلة من الاحتلال وعاد حكم البلاد لأهله بعد غياب 25 قرناً . 

كان من أهم أسباب نجاح الثورة ، التنظيم السرى للأحرار ، وكان عبد الناصر مثالاً للعقلية التنظيمية وعلى سبيل المثال لم يذكر اسمه الحقيقى أبداً خلال محادثاته التليفونية مع زملائه . وكان الأعضاء الجدد فى التنظيم يخضعون لاختبارات دقيقة قبل أن يتم إجازتهم أو أن يسمح لهم بالقيام بأية مهام . وكان برنامج الضباط الأحرار مطبوعاً من نسخة واحدة فقط يحتفظ بها خالد محيى الدين وعند انضمام ضابط جديد للتنظيم فإنه يطلع على تلك النسخة وتعاد مرة أخرى لتقوم زوجة خالد بإخفائها . 

بعد نجاح الثورة كان عبد الناصر يجلس فى مقر القيادة ورفض قطع الاتصالات حتى يعلم ما يدور فى أنحاء البلاد ، وكان يرد بنفسه على الاتصالات الواردة لمقر القيادة . بعد تناثر الأخبار عن حركة الجيش أراد الملك معرفة ما يدور فى القاهرة فاتصل أحد اللواءات يسأل عن القائد العام فقال جمال : الباشا يتفقد المواقع ، فسأله اللواء : مع من أتشرف بالحديث ؟ قال جمال : الضابط النوبتجى ، فسأل اللواء : ما الذى يدور فى العاصمة ، أبلغونا ان صوت طلقات رصاص يسمع فيها ، قال جمال : لا شئ غير عادى . 

كان هادئاً فى حزم وحسم .. وانتصرت الثورة .