عاجل

مساع لزيادة حجم التبادل التجارى إلى ٤٠ مليار دولار| العلاقات الروسية - الإفريقية.. فرص واعدة ومصالح مشتركة

 الرئيس السيسى مع بوتين فى لقاء سابق
الرئيس السيسى مع بوتين فى لقاء سابق

إيمان مصيلحى

على الرغم من أن القمة الروسية-الإفريقية حديثة الميلاد حيث عقدت أول قمة من نوعها فى تاريخ العلاقات الروسية الإفريقية فى 2019 بمدينة سوتشى بروسيا الاتحادية، وترأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الاتحاد الإفريقى آنذاك بمشاركة الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين»، إلا أنها أعادت تشكيل ميزان القوى الاقتصادية فى المنطقة. وحضر القمة حينها 43 رئيس دولة وحكومة. 

وطرح بوتين من خلال القمة الروسية الإفريقية بلاده بديلا عن القوى الغربية التى وصفها بأنها تعتمد على الضغط والتهديد وابتزاز الحكومات الإفريقية السيادية. وأكد استعداد روسيا لتقديم المساعدات أو الصفقات التجارية بدون شروط سياسية أو غيرها. 

وتسعى روسيا لتوسيع حضورها الاقتصادى فى الأسواق الإفريقية وتعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين. يرى الروس إفريقيا كمنطقة لا تزال تحتوى على إمكانيات اقتصادية كبيرة وفرص استثمارية متنوعة فى مجالات مثل النفط والغاز والتعدين والبنية التحتية والطاقة.

فيما تسعى روسيا إلى توطيد علاقاتها بشركائها فى إفريقيا ضمن استراتيجية لمواجهة محاولات الحصار الغربى عليها منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية فى فبراير 2022، حيث خاض وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف جولة إلى عدد من الدول الإفريقية فى فبراير 2023 وصفها مراقبون بالناجحة حيث حملت تطمينات إلى الدول الإفريقية بالتزام موسكو بتعهداتها تجاه دول القارة فيما يتعلق بالتنمية وتوفير الغذاء والأسمدة والطاقة.

ومن جانبها تأمل دول الاتحاد الإفريقى أن تستكمل القمة الروسية الإفريقية الثانية بسان بطرسبرج المقرر انعقادها فى الفترة بين 26 إلى 29 يوليو الجارى مسار التعاون المشترك الذى تم إطلاقه فى قمة سوتشي، حيث عكس البيان الختامى للقمة الروسية الإفريقية لعام 2019 مسار العلاقات الجديدة بين روسيا وإفريقيا.

وتضمن البيان حينها أن المباحثات بين الزعماء المشاركين، توصلت إلى تفاهمات تتيح تطوير الشراكة فى مجالات جديدة، فضلًا عن تعزيز التعاون فى المجالات التقليدية للتعاون، ولفت إلى إمكانية زيادة حجم التجارة بين روسيا وإفريقيا، الذى يبلغ نحو 20 مليار دولار، إلى 40 مليار دولار خلال الأعوام المقبلة.

وتم توقيع 92 اتفاقية بين روسيا وأقطاب إفريقية كثيرة. وتركز موسكو على قطاعات مثل الطاقة والتعدين والبنية التحتية والزراعة.

وشطبت روسيا فى وقت سابق ديوناً بقيمة 20 مليار دولار لدول من القارة السمراء، وهو ما أشار إليه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، خلال الجلسة العامة للمؤتمر البرلمانى الدولى «روسيا وإفريقيا فى عالم متعدد الأقطاب» هذا العام، والذى ذكر أن بلاده تعطى الأولوية للتعاون مع دول القارة السمراء وستمضى فى ذلك.

وأكد وزير خارجية روسيا، سيرجى لافروف، مراتٍ عديدة أنّ موسكو دعت جميع الدول الإفريقية للمشاركة فى القمة الثانية، عكس قرار الولايات المتحدة بالامتناع عن دعوة بعض الدول التى شهدت انقلابات عسكرية، إلى قمة «الولايات المتحدة-إفريقيا» التى جرت فى ديسمبر الماضي.

من ناحية أخرى تسعى عدد من الدول إلى الانضمام لتحالف «البريكس» من بينها دول إفريقية، بما يمنح روسيا فرصة أوسع فى تعزيز علاقاتها وحضورها فى مسرح العمليات الإفريقى الذى يشهد منافسة حامية بين عديد من القوى والأطراف الإقليمية والدولية.

وقد سبق انعقاد القمة الروسية الإفريقية تأطير روسيا للعلاقات مع إفريقيا، حيث نصّت وثيقة السياسة الخارجيَّة للاتحاد الروسي، التى وقَّعها الرئيس بوتين فى 2016، على أن روسيا ستتوسَّع فى علاقاتها مع دول قارَّة أفريقيا فى مختلف المجالات. 

وقد أطلقت روسيا عام 2015 المنتدى الروسيّ الإفريقى «The Russian-African Forum» بهدف تأسيس علاقات سياسيَّة واقتصاديَّة وتجارية جديدة بين الطرفين، كما تسعى روسيا إلى التفاعل مع القضايا الإفريقية على الصعيد الدولي، ومنها الدعوة الإفريقية إلى إصلاح الأمم المتحدة، وأحقية حصول القارة السمراء على مقعد إفريقى فى مجلس الأمن الدولي، لكى تُعزّز من وجودها.