«السينما والجندية».. أبناء الصمت بين الواقع والخيال

السينما والجندية المصرية
السينما والجندية المصرية

سؤال السينما والجندية المصرية سؤال متجدد، تناولته العديد من الأقلام بين المقالات والكتب والرسائل الأكاديمية، ومن أحدث تلك الإصدارات كتاب «السينما والجندية المصرية  فيلم أبناء الصمت بين الواقع والخيال» من تأليف محمد صلاح علي.

اعتمد الكتاب على فيلم أبناء الصمت والذى عرض فى الذكرى الأولى لمعركة العبور، وهو أول الأفلام المقدمة عن نصر أكتوبر 1973، عن رواية بنفس الاسم للروائى الراحل مجيد إسحاق طوبيا، وطوبيا أيضا صاحب القصة والسيناريو والحوار، وعمل في الفيلم مساعدا للمخرج محمد راضي، واختير الفيلم ضمن أفضل 100 فيلم فى ذاكرة السينما المصرية!

وفى الكتاب الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن الاحتفالات بمرور خمسين عاما على انتصارات أكتوبر يعيش المؤلف صلاح محمد تجربة فريدة لدراسة وضع الجندى المصرى بعد نكسة يونيو مرورا بحروب الاستنزاف وصولا إلى انتصارات أكتوبر. من خلال المقارنة بين الواقع التاريخى للجندية المصرية وكيف تناولته السينما، معتمدا على شخصية الجندى فى فيلم أبناء الصمت!

ويشير الناقد الفنى نادر على ضمن رسالته للدكتوراه بعنوان «التوظيف الفنى للشخصية الوطنية فى الأفلام الروائية المصرية 1952 - 2011» إلى أن سر تميز فيلم أبناء الصمت قدرته على كشف الجانب النفسى والإنسانى للجنود تأثرا بالهزيمة، والتركيز على مشاعرهم المختلفة. دراسة نادر على واحدة من المراجع التى اعتمد عليها المؤلف صلاح محمد على فى كتابه، مؤكدا من خلال الكتاب نفس الطرح المقدم من الناقد نادر علي.

يعتبر صلاح على فيلم أبناء الصمت من أهم الأفلام التي تناولت النكسة ثم الحرب على اعتبار أن الفترة التاريخية للفيلم بدأت بعد أيام من نكسة يونيو مرورا بحرب الاستنزاف إلى أن عبر الجيش المصرى خط بارليف. وأن الفيلم يركز بالكامل على الجانب النفسى للجنود، الذين وصفهم الفيلم بأبناء الصمت؛ مجموعة الجنود الصامدين على جبهة القنال فى حرب الاستنزاف: منهم الجندى صابر (حمدى أحمد) المدرس والمجند بالجيش، والجندى شلبي (سيد زيان) من محافظات الدلتا، وأيضا الجندى محمود (أحمد زكي) ابن السويس الذى يرفض التهجير هو وزوجته (فريدة سيف النصر) ووالدته، ولكنه يضطر إلى التهجير بعد قيام العدو بضرب المدنيين بالمدفعية والطيران وموت أمه فى إحدى الغارات.

ومن أبناء الصمت على الجبهة الجندى مجدى (نور الشريف) والذى يعيش قصة حب بالصحفية نبيلة عويس (ميرفت أمين)، والتى تحارب بدورها فى القاهرة، متخذة من القلم سلاحا ضد حالة التجاهل التى يحاول رئيس تحرير الجريدة فرضها بالقوة على موضوعات الجريدة، من خلال تقديم تقارير صحفية للتسلية متجاهلا أبناء الصمت على الجبهة!

الكتاب صدرت طبعته الأولى فى دورة معرض القاهرة الدولى للكتاب يناير 2024 ويطمح الكاتب إلى إصدار أكثر من مؤلف عن السينما والجندية المصرية من خلال تخصيص كتاب منفصل لكل فيلم من أفلام الحرب، محاولا استكشاف بطولات جنود الجيش فى معركة العبور وكيف وثقت ذلك السينما المصرية!