رسائل واضحة.. رؤية ثاقبة.. مواقف ثابتة

كلمة الرئيس بقمة البحرين تضع كافة الأطراف أمام مسئولياتهم

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

منذ توليه المسئولية عام ٢٠١٤ يتعامل الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع قضايا وهموم الوطن العربي برؤية ثاقبة اتخذت فيها سياسة مصر الخارجية بأن الأمن العربي واستقراره جزء من الامن المصرى وارتكز الرئيس السيسي في التعامل مع كافة القضايا العربية على منطق الشرف رافعا شعار «مسافة السكة» في أي أزمة يتعرض لها أى بلد عربى شقيق.

ومع كل أزمة فى دولة عربية تجد مصر حاضرة في الحل والدعم والمساندة، وأول امس كانت مشاركة قوية للرئيس السيسي خلال أعمال القمة الـ ٣٣ بالبحرين سبقتها مشاركات رسمت رؤية القيادة المصرية فى التعامل مع القضايا العربية، ففى قمة الأمس أشار الرئيس إلى اللحظة الفارقة التى تفرض على جميع الأطراف المعنية الاختيار بين مسارين إما السلام والاستقرار أو الفوضى والدمار.

وكشف الرئيس عبدالفتاح السيسى عن أن حقوق أطفال فلسطين الذين تم قتل وتشريد عشرات الآلاف منهم ستظل سيفا مُسَلَطّا على ضمير الإنسانية حتى إنفاذ العدالة مؤكدا أن مصر تنخرط فى محاولات جادة لإنقاذ منطقتنا من السقوط وأن مصر ستظل على موقفها الثابت فعلا وقولا برفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين أو نزوحهم قسرياً، مشيرا إلى أن الوضع الحرج لا يترك لنا مجالاً إلا أن نضع أيدينا معاً لننقذ المستقبل قبل فوات الأوان ولنضع حداً فورياً لهذه الحرب المدمرة ضد الفلسطينيين.

رسائل الرئيس فى قمة المنامة كانت استكمالًا لرسائل عبرت عنها القيادة المصرية عبر ١٠ سنوات فى قمم مختلفة.

مارس 2015 - قمة شرم الشيخ

فى القمة العربية بشرم الشيخ فى مارس 2015 والتى كانت أول حضور للرئيس السيسى فى القمم العربية، تحدث فيها الرئيس السيسى عن معاناة الأمة العربية من المحن والنوازل منذ إنشاء جامعتها.. ما بين الكفاح من أجل تحرير الإرادة الوطنية أو للتخلص من الاستعمار أو الحروب التى خاضتها دفاعًا عن حقوقها.. وبين تداعيات المشكلات الاقتصادية الخارجية والداخلية.. لكن هذه الأمة وفى أحلك الظروف لم يسبق أن استشعرت تحديًا لوجودها وتهديدًا لهويتها العربية كالذى تواجهه اليوم، على نحو يستهدف الروابط بين دولها وشعوبها ويعمل على تفكيك نسيج المجتمعات فى داخل هذه الدول ذاتها». وكان الرئيس فى تلك المشاركة يشخص أبرز الأمراض التى تعانى منها الأمة العربية، واشار إلى أن بعض الأطراف الخارجية تستغل الظروف التى تمر بها بعض الدول العربية للتدخل فى شئونها أو لاستقطاب قسم من مواطنيها بما يهدد أمننا القومى.

مارس 2017 - قمة البحر الميت

فى البحر الميت بالأردن، كشف الرئيس السيسى للقادة للقمة العربية فى دورتها العادية الثامنة والعشرين، التحديات الجديدة التى عصفت بالوطن العربى فى انتشار الإرهاب وتزايد خطورته، وفى إضعاف كيان الدولة الوطنية، بل فى تحدى فكرتها الأساسية كوطن جامع لأبنائه، وبوتقة تصهر الثقافات والطوائف والمذاهب المتعددة فى ولاء واحد لوطن واحد، فرأينا ضياع الاستقرار عندما ضعفت المؤسسات الوطنية، وشهدنا انتشار الترويع للآمنين عندما حلت الصراعات الطائفية والمذهبية محل التعايش المشترك، وتزايدت التدخلات الخارجية فى شئون الدول ومصائر شعوبها، وسرعان ما استغل الإرهاب الآثم الفرصة ليملأ الفراغ، الذى نتج عن عدم قدرة مؤسسات الدول على القيام بدورها الأساسى فى حفظ الأمن وتطبيق القانون.

أبريل 2018 - قمة الظهران

فى الظهران بالسعودية فى أبريل 2018، حدد الرئيس نقاطًا مهمة تهدد الامن القومى العربى عندما أشار إلى أن هناك دولا إقليمية تؤذى حقوق الجوار، وهناك جيش دولة إقليمية يتواجد على أرض بلدين عربيين، مؤكدا أن دولًا عربية تواجه لأول مرة منذ تاريخ تأسيسها تهديدا وجوديا حقيقيا، ومحاولات ممنهجة لإسقاط مؤسسة الدولة الوطنية، لصالح كيانات طائفية وتنظيمات إرهابية، يمثل مشروعها السياسى ارتدادا حضاريا كاملا عن كل ما أنجزته الدول العربية منذ مرحلة التحرر الوطنى، وعداءً شاملا لكل القيم الإنسانية المشتركة، التى بشرت بها جميع الأديان والرسالات السماوية.

مارس 2019 - قمة تونس 

فى تونس الخضراء، شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القمة العربية والتى جرت أواخر مارس عام 2019، استكمل الرئيس السيسى الحديث عن باقى التحديات التى تواجه الأمة العربية، وهو جزء من إرث مرحلة التحرر الوطنى، ومرحلة تأسيس جامعة الدول العربية فى الأربعينات من القرن الماضى، ويأتى على رأسها الصراع العربى الإسرائيلى، عندما قال: «أثق فى أننا جميعًا نتفق على أنه لا مخرج نهائيًا منه إلا بحل سلمى شامل وعادل، يعيد الحقوق إلى أصحابها». ومتحدثا عن الشق الاقتصادى قال الرئيس السيسى لقد آن الأوان أن نلحق كعرب بركب التقدم الاقتصادى الذى تعيشه مناطق أخرى متعددة فى العالم، وأن نستفيد من الفرص غير المسبوقة التى يتيحها النظام الاقتصادى العالمى.

مايو 2019 - قمة مكة المكرمة

شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القمة العربية الاستثنائية الرابعة عشرة، التى عُقدت فى مايو 2019 فى مكة المكرمة، بالسعودية، لبحث التدخل الإيرانى فى المنطقة، إثر الهجوم الذى استهدف سفنًا تجارية فى المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهجوم الحوثيين على محطتى نفط بالسعودية. وأكد الرئيس السيسى أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن العربى، وقال الرئيس السيسى «إن الهجمات تمثل بدون شك أعمالا إرهابية صريحة، تتطلب موقفا واضحا من كل المجتمع الدولى لإدانتها أولا، ثم للعمل بجميع الوسائل لردع مرتكبيها ومحاسبتهم، ومنع تكرار هذه الاعتداءات على الأمن القومى العربى، وعلى السلم والأمن الدوليين».

نوفمبر 2022 - قمة الجزائر

فى الجزائر، حيث القمة التى جرت فى نوفمبر 2022، وأكد خلال كلمته أن المبادرة العربية للسلام فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ستظل تجسيداً لهذا التماسك ولرؤيتنا المشتركة إزاء الحل العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ومبدأ الأرض مقابل السلام، وبما يكفل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تعيد للفلسطينيين وطنهم، وتسمح بعودة اللاجئين بما يتسق مع مبادئ القانون الدولى والشرعية الدولية». واكد الرئيس السيسى إن ضمان قوة وحدة الصف العربى هى خطوة أساسية على صعيد تأسيس علاقات جوار إقليمى مستقيمة تستند إلى مبادئ غير قابلة للمساومة وملزمة للجميع، وهى احترام استقلال وسيادة وعروبة دولنا، وتحقيق المنفعة المتبادلة، وحسن الجوار... والامتناع الكامل عن التدخل فى الشئون العربية.

مايو 2023 - قمة جدة

من الجزائر إلى جدة حيث أكد الرئيس السيسى خلال المشاركة فى القمة العربية الـ32 بجدة والتى شهدت تواجد الرئيس الأوكرانى زيلينسكى خلال أعمال القمة، وعودة سوريا للمشاركة فى القمة العربية، وعلى رأس وفدها الرئيس بشار الأسد، بعد غياب دام لـ12 عامًا. قال الرئيس السيسى إن المنطقة مرت بظروف استثنائية قاسية هددت أمن وسلامة الشعوب العربية، مشددًا على رفض التدخلات الخارجية فى شئون الدول العربية. وأكد السيسى ضرورة أن يكون مفهوم العمل العربى المشترك ممتدًا للتعامل مع الأزمات العالمية، مشددًا فى الوقت ذاته على أن الأمن القومى العربى لا يتجزأ.

نوفمبر 2023 - قمة الرياض 

جاءت مشاركة الرئيس السيسى فى القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، التى عقدت بمدينة الرياض. فى نوفمبر الماضى تأكيدًا لاستمرار دور مصر منذ بداية الأزمة فى بذل أقصى الجهد لدفع جهود وقف إطلاق النار، وتوفير النفاذ الآمن للمساعدات الإنسانية إلى أهالى قطاع غزة، فضلاً عن دفع مسار إحياء عملية السلام والتسوية العادلة والدائمة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفقاً لمقررات الشرعية. ووجه الرئيس السيسى حديثة إلى القوى الدولية الفاعلة وإلى المجتمع الدولى بأن مصر والعرب سعوا فى مسار السلام لعقود وسنوات وقدموا المبادرات الشجاعة للسلام والآن تأتى مسؤوليتكم الكبرى فى الضغط الفعّال لوقف نزيف الدماء الفلسطينية فورا.