«آلة الغضب» قصة قصيرة للكاتب عبد الباسط الغرابلي

الكاتب عبد الباسط الغرابلي
الكاتب عبد الباسط الغرابلي

استعرض سائق الجرافة الصهيوني عضلاته وهو يهدم ويجرف بيوت وزراعات الفلسطينيين فى صورة بشعة، فيأتي على الأخضر واليابس، ولا يجرؤ أحد"على منعه من ذلك ٠٠إلا طفلا" كان يراقب الموقف عن كثب حيث وقف يحرس شجرة زيتون ٠٠ كان قد غرسها أمام منزله، فالتهمتها الآلة الصهيونية الجائعة، تعلق بصره بتلك الشجرة التي تعلقت أغصانها الخضراء الوارفة بأسنان (آلة الغضب) كما هي، وكأنها مازالت فى مكانها عند باب البيت، رغم أنه لم يعد هناك أي أثر لمنازل أو عشش أو حتى أشجار، فقد تحول المكان إلى ما يشبه الصحراء الجرداء.

 وبعد أن أنهى هذا المستبد مهمته بنجاح مستفز ٠٠أخذ يستريح ويريح العباد من غطرسته وحكومته المتعطشة٠٠ دائماً للدمار الشامل٠٠ والخراب المستعجل وهنا قفز الطفل الحزين إلى قلب الجرافة وأمسك بأسنانها المخضبة بدماء وأرواح البيوت والأشجار وكل ما هو أخضر، محاولا تخليص شجرةالزيتون٠٠(رمز السلام) من الاغتيال الإجباري ٠٠إلا إن المتغطرس الصهيوني سحب آلته إلى أعلى حتى لا ينزل٠٠

الطفل٠٠ الذي ظل يبكي مصيره وشجرته البائسة دون جدوى، في الوقت الذى لم يتجاسر فيه أحد من الموجودين على إنقاذه حيث هدد المستعمر الصهيوني كل من يحاول التقدم٠٠ بالويل والثبور ٠٠وعظائم الأمور وأخذ يتلذذ وهو يضحك ويستهزء بالجميع بل وزاد فى غيه وجبروته وعنجهيته بأن أخذ يصور الطفل بين أسنان الآلة غليظة القلب وهو يرفع يديه فى اتجاه السماء إلى الله وفيها شجرة الزيتون وكأنها هى أيضا"تشاركه البكاء إلتقطت الكاميرا عفواً صورة.

لسرب من حمام الحما ينزل فجأة ليمسك (بمنقاره) أغصان الزيتون ويرتفع بها إلى أعلى فيرتفع معها الطفل البريء٠٠ فى مشهد نوراني جليل٠٠ مما جعل الصهيوني المتكبر يخر منبطحا" إلى أسفل الدرك.