يقول المخرج السينمائي الراحل الكبير هنري بركات فى حديثٍ صحفيٍ لمجلة «الكواكب» عقب الانتهاء من تصوير فيلم «دعاء الكروان»: إنه قرر تصوير المشاهد التى جمعت بين بطلة الفيلم فاتن حمامة التى جسدت شخصية «آمنة» والفنان القدير أحمد مظهر الذى جسد شخصية مهندس الرى الذى اعتدى على شرف شقيقتها «هنادى» التى جسدتها زهرة العلا فى منزلٍ يقع فى قرية « تونة الجبل» بمحافظة المنيا لأن هذا المنزل كان الاستراحة الخاصة بعميد الأدب العربي طه حسين التى بناها صديقه عالم الآثار الدكتور سامى جبرة رئيس قسم الآثار بكلية الآداب جامعة القاهرة.
■ فاتن ترحب بعميد الأدب في العرض الخاص للفيلم
ويقول هنري بركات إن عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين أكد له أنه استوحى رواية «دعاء الكروان » أثناء إقامته فى هذه الاستراحة التى كان يشعر خلالها براحةٍ كبيرة، وأرتأى هنرى بركات - كما يقول - أن التصوير فى هذه الاستراحة سوف ينقل للمتفرج إحساساً عميقاً ببساطة وروعة المكان، والاستراحة تم تشييدها فى ثلاثينيات القرن الماضى وتتكون من طابقين، الطابق الأول يضم غرفة وآلة كاتبة كبيرة وحماما ومطبخا والدور الثانى يضم صالة متوسطة وغرفتين وحمامين وتُحاط بسور من الطوب اللبن وحديقة صغيرة بها أشجار الكافور.
وكان عميد الأدب العربي يقضى فيها إجازته السنوية باستمرار برفقة زوجته وصديقه د.سامى جبرة لوجود صلة بين زوجته وزوجة د.طه حسين لأن الاثنتين فرنسيتان، وكان د.طه حسين يحرص على قضاء 3 أشهر سنوياً بهذه الاستراحة القريبة من منطقة أثرية تبعد عن منطقة العمران بمسافةٍ بعيدة.
◄ اقرأ أيضًا | كنوز| « القلماوى» أول طالبةٍ تحصل على الماجستير والدكتوراة من جامعة فؤاد
وفي مقابلة مع عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين قال إن أحداث رواية «دعاء الكروان» مستوحاة من حكايةٍ حقيقيةٍ جرت فصولها فى مسقط رأسه بـ «عزبة الكيلو» إحدى قرى مركز مغاغة التابعة لمديرية المنيا، واختلط فيها صدق الواقع مع رمزية خيال الكاتب، وشارك يوسف جوهر مع المخرج هنرى بركات فى صياغة السيناريو والحوار، وتولى إدارة تصويره وحيد فريد وصاغ له الموسيقى التصويرية التى لعب فيها صوت الكروان دوراً كبيراً الموسيقار أندريه رايدر، وشارك فى بطولته كتيبة من كبار نجوم التمثيل فى مقدمتهم: «فاتن حمامة - أحمد مظهر - أمينة رزق - زهرة العلا - عبد العليم خطاب - رجاء الجداوى - ميمى شكيب - ناهد سمير - حسين عسر - أدمون تويما - زكى إبراهيم - حسين إسماعيل - والمطرب الشعبى محمد طه - عبد الحميد بدوى - سلوى عز الدين - زكى عبد الحميد - لطفى الحكيم»، عُرض الفيلم عام 1959 ومثل مصر فى ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبى، ومثّل مصر فى مهرجان برلين الدولى ونافس على جائزة الدب الذهبى، وجاء فى المرتبة السادسة ضمن قائمة أفضل عشرة أفلام فى الاستفتاء الذى أجرته مجلة «فنون» عام 1984، واخُتير ضمن قائمة أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية فى استفتاء النقاد عام 1996.
